وسط أجواء فنية وثقافية مبهجة، أقام رئيس الملتقى الثقافي طالب الرفاعي أمسية بعنوان «ثقافة الشعر الغنائي» في منزله بمنطقة السرة، مع ضيف الملتقى الشاعر الغنائي القدير بدر بورسلي، والذي بدوره استعرض أهم المحطات في مشواره، وما كابده من عراقيل اعترضت طريقه في بداياته.
شهد الملتقى، الذي أداره الزميل مفرح الشمري، حضور عدد من الشخصيات البارزة في مجالي الثقافة والإعلام، بينهم وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي والإعلامية فاطمة حسين والكاتبة ليلى العثمان والشاعر بندر المطيري والفنان جمال اللهو، إلى جانب شخصيات أخرى من مجالات شتى.
بعد الترحيب بضيوفه، كشف طالب الرفاعي عن إطلاق اسم الأديب إسماعيل فهد إسماعيل على الموسم الجديد من الملتقى الثقافي، تتويجاً لمسيرته وتخليداً لذكراه، لا سيما أن إسماعيل يعد واحداً من مؤسسي الملتقى.
بدوره، استذكر الشاعر القدير بدر بورسلي ذكرياته وأهم المحطات التي مرّ بها في بداية مشواره، قائلاً: «لا أعتبر نفسي شاعراً، بل إنني كاتب كلمات مغناة. ففي بداياتي لم تجد كلماتي قبولاً لدى الملحنين والمطربين، إذ بقيتُ عشر سنوات في مكاني ولم يتغنَ أحد بأشعاري، ومع ذلك فإنني لم أستسلم. لكن - جاري في منطقة جبلة وقتذاك - الأستاذ سعود الراشد، الذي كنت أجلس في بيته كأحد أفراد أسرته، وكان يزوره عدد من الفنانين، أعطاني الفرصة كي أكتب شعراً غنائياً، وبالفعل كتبت وسطرت كلمات أول أغنية لي بعنوان (يا رسول). ومن بعدها بعشر سنوات، وتحديداً في العام 1975، كتبت أغنية (غريب) والتي تغنى بها الفنان عبدالكريم عبدالقادر ولحنها عبدالرب إدريس، ومن هنا كانت الانطلاقة الفعلية».
وأكمل بورسلي: «اجتهدت، ومنذ ذلك الوقت تمسكت بالشعر، وكنت أبحث عن أسلوب أجد نفسي من خلاله، وكلام سهل أشعر به، وكنت أحب الفن السامري، كما أحببت الدرب الذي سرت عليه».
وتطرق بورسلي إلى تجربته في الصحافة، حيث قال: «عملت في الصحافة لفترة وكنت سعيداً بالتجربة، لكنني لا أعتبر نفسي صحافياً، بل كاتب مقال، لأن شغل الصحافة متعب جداً، خصوصاً بالنسبة إلى من يكتبون بشكل يومي، وهو ما دفعني إلى الهرب من الصحافة، واللجوء إلى الشعر المحلي، مع العلم أنني لا أحب الشعر باللغة العربية الفصحى»، مفنداً اتهامه باقتباس بعض الكلمات من خاله الشاعر الراحل فهد بورسلي، معلقاً: «اتهموني بأني أقرض الكلمات من أشعار خالي، وهو شاعر كويتي كبير، لكنني حرصت منذ البداية على الابتعاد والهروب عن مساره في الشعر، وسلكت طريقاً آخر يحمل شخصيتي وبصمتي الخاصة».
واسترجع «بوناصر» ذكرياته مع أوبريت «الكويتي القديم» والذي تشارك في تقديمه كل من الفنانة القديرة سعاد عبدالله والفنان القدير الراحل خالد النفيسي، منوهاً إلى أنه في تلك الفترة كان يتقاضى على الأعمال التي يكتبها أجراً بسيطاً مقداره سبعة دنانير ونصف الدينار، «حتى تطورنا بعد ذلك وارتفعت أجورنا في عهد وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي لتصل إلى 150 ديناراً». واستعرض باقة من البرامج التي خاضها في السابق، لمصلحة تلفزيون الكويت، منها برنامج «أبيض وأسود».
وأوضح بورسلي أن الظروف تغيرت في الوقت الحالي عن ذي قبل، وأن لكل زمان دولة ورجالاً، وهناك جيل قادم بقوة، كما أن لكل جيل زمناً جميلاً، «لذلك لا اعترف بما يقال إن هذا الشخص من ذاك الزمن الجميل، فلكل زمان جماله ومواقفه».
وبسؤاله عن تجربته في تقديم برنامج «مرني» الذي عرض عبر شاشة تلفزيون «الراي» في شهر رمضان الماضي، ردّ قائلاً: «تشرفت بالعمل في هذه القناة، وكنت سعيداً للغاية في تقديم البرنامج واستضافة كوكبة كبيرة من الأصدقاء والزملاء في مجالات مختلفة».
في ختام الملتقى، تحدث وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي، قائلاً: «بدر بورسلي من نوعية الكويتيين الذين يندر وجودهم، حيث لديه مواهب متعددة، وأحياناً يكون متناقضاً، وفي كلماته روح وحب الوطنية، وهو من أفضل النقاد في مواضيع شتى، كما أنه يقول الحقيقة بالوجه، ونقده بناء وليس لمجرد الانتقاد» وزاد: «بيننا ذكريات، واخترته في الماضي كي يصير مخرجاً لبرنامجي (السنعوسي)».
على الهامش
? أوصل رئيس الملتقى الثقافي طالب الرفاعي تحية وسلاماً من الفنانين القديرين عبدالكريم عبدالقادر وسليمان الملا إلى الشاعر بدر بورسلي، وذلك لتعذر حضورهما الملتقى لظروف صحية.
? ألقى «بو ناصر» شعراً من قصائده المغناة، على غرار أغنيتي «غريب» و«مرني»، في حين اختتم الملتقى بكلمات أغنية «وطن النهار».
? كشف بورسلي خلال الأمسية أن أغنية «أعترفلج» التي ألفها، كانت مهداة لزوجته «أم ناصر».
? ذكر الشاعر القدير أنه شارك في بعض الأعمال من خلال كلماته، بينها مسرحية «باي باي لندن» ومسلسلي «الإبريق المكسور» و«جحا».
? عبّر عن سعادته في غناء الفنانة نوال لأغنية «أكو مثلك» التي نسج أبياتها.