غريفيث أشاد بجهود الكويت وحذّر من مجاعة ما لم يتم التوصل لحل

محادثات السلام اليمنية في السويد تنطلق... بمناوشات

1 يناير 1970 08:35 م

وفد الحوثيين يلوّح بإغلاق مطار صنعاء

«الشرعية» تتمسك بانسحاب الميليشيات من الحُديدة

عواصم - وكالات ومواقع - وسط أجواء تصعيدية بين طرفي النزاع، بدأت في السويد، أمس، محادثات بين وفدين يمثلان الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين وذلك للمرة الأولى منذ 2016، فيما اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث المفاوضات «فرصة شديدة الأهمية»، مشيداً بجهود الكويت.
وقال غريفيث، عند افتتاح المحادثات، «في الأيام المقبلة، ستكون أمامنا فرصة شديدة الأهمية لإعطاء زخم لعملية السلام، هناك طريقة لحل النزاع، والمجتمع الدولي موحد في دعمه لإيجاد تسوية... سيتحقق ذلك إذا وجدت الإرادة».
وتوجّه بالشكر إلى كل من السعودية والكويت وسلطنة عُمان على الجهود المبذولة لتحقيق هذا اللقاء، مضيفاً «نسعى الى التوصل لاتفاقية سلام مبنية على المرجعيات السياسية الثلاث والمبادرة الخليجية».
وفيما ذكر أن المحادثات ستتطرق إلى خفض العنف وإيصال المساعدات الإنسانية، حذّر من أن نصف سكان اليمن قد يعانون مجاعة ما لم يتم التوصل لحل.
كما أعلن عن توقيع اتفاق مشترك بشأن تبادل الاسرى والمعتقلين، مشيراً إلى أنه سيتم تطبيقه بأقرب وقت.
وفي مقال رأي نشر في صحيفة «نيويورك تايمز»، عبّر غريفيث عن اعتقاده بأن المحادثات قد تجلب «أخبارا جيدة للحديدة وللشعب اليمني... نعمل على الوصول إلى اتفاق تفاوضي لتجنيب كل من المدينة والميناء التهديد بالدمار وضمان تشغيل الميناء بالكامل».
بدورها، حضّت وزيرة خارجية السويد مارغو فالستروم طرفي الصراع على إجراء محادثات بناءة، مشددة على أنه «يجب وقف الكارثة».
وتجري المحادثات قرب ريمبو في مركز المؤتمرات في قصر يوهانسبرغ على بعد 60 كيلومتراً شمال ستوكهولم، حيث فرضت الشرطة طوقاً أمنيا، في حين ذكر مصدر في الأمم المتحدة أن المحادثات ستستمر أسبوعاً.
وتأجّلت جلسة الافتتاح بين الطرفين لنحو الساعتين بسبب إصرار وفد الحوثيين على الحضور بوفد أكبر من العدد المحدد.
وقال عضو في الوفد الحكومي إن وفد الحوثيين أصر على الحضور بـ21 شخصاً، وهو عدد زائد عما حدده غريفيث والذي التزم به الفريق الحكومي والمحدد بـ12 مفاوضا، و3 من السكرتارية.
وأضاف أن إصرار الحوثيين تسبب في تأجيل انعقاد الجلسة الافتتاحية، لكنهم قبلوا في النهاية بتمثيلهم بـ12 مفاوضاً.
وقبل ساعات من بدء المحادثات، أدلى الطرفان المتفاوضان بمواقف تصعيدية.
وكتب المسؤول السياسي في حركة المتمردين محمد علي الحوثي، في تغريدة على «تويتر»، «إذا لم يتم فتح مطار العاصمة اليمنية للشعب في مشاورات جولة السويد، فأدعو المجلس السياسي والحكومة إلى إغلاق المطار أمام جميع الطيران».
في المقابل، طالب وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، الذي يرأس وفد بلاده الى المحادثات، بـ «خروج الميليشيات الانقلابية من الساحل الغربي بالكامل، وتسليم المنطقة للحكومة الشرعية»، في إشارة إلى مدينة الحديدة ومينائها الذي يشكل شريان حياة رئيسيا لملايين اليمنيين.
وفي حين لم يحدّد محلّلون ومصادر في الأمم المتحدة أهدافاً طموحة لهذه المحادثات التي قالوا إنّ الهدف منها هو «بناء الثقة» بين الطرفين، قال مصدر في الوفد الحكومي إنّ الرئيس عبد ربّه منصور هادي يريد الحصول على خرائط الألغام التي زرعها الحوثيون.
وقالت مصادر في الجانبين إنّهما سيطالبان بوقف لإطلاق النار، على أن يبدأ الطرف الآخر به، وبفتح ممرّات إنسانية.
وصرّح مصدر ديبلوماسي في مجلس الأمن بأن لديه «آمالا ضئيلة جدا» في أن تفضي المحادثات إلى تقدم ملموس.
وفي جنيف، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها مستعدة للعب دور في الإفراج عن المحتجزين اليمنيين ونقلهم ويأمل في اتفاق يبني الثقة في التوصل لحل سياسي.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي أن مسح اليمن يظهر أن 65 ألفا معظمهم في مناطق الصراع يعانون أحوالا غذائية كارثية وأن العدد قد يزيد إلى 237 ألفاً.
وأشار إلى أن المسح أظهر أن أكثر من 15 مليون نسمة إما يعانون «أزمة» أو «حالة طارئة» وأن العدد قد يزيد إلى 20 مليونا ما لم تصلهم معونات غذائية بشكل ثابت.
وفي رد مباشر على إعلان مسؤول أممي أن حاجات اليمن ستتفاقم العام المقبل، أكد السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر أن السعودية والإمارات قدمتا مليار دولار لمنظمات الأمم المتحدة بداية العام، إلا أن أقل من نصفها فقط صرف.
وأوضح في تغريدة على «تويتر»، أن البلدين قدما مليار دولار ولم يصرف منها سوى 40 في المئة حتى الآن.
وأضاف أن المملكة أعلنت عن 500 مليون دولار إضافية في بداية هذا الشهر.