من باب التبادل الثقافي بين الكويت وإثيوبيا، أحيت الفرقة الموسيقية للمسرح الوطني الإثيوبي حفلاً مبهجاً، أول من أمس، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبالتعاون مع السفارة الإثيوبية لدى الكويت.
ففي ثالث أيام الأسبوع الثقافي الإثيوبي، الذي انطلق الأحد الماضي على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، ومقرر أن تختتم فعالياته مساء اليوم، تألقت الفرقة الموسيقية عزفاً وغناءً، إلى جانب الرقصات الاستعراضية، المُستلهمة من التراث الحبشي العريق، وغيرها من الألوان الفولكلورية المستمدة من أديس أبابا، وغيرها من المدن والقرى في القارة السمراء.
وقد شهدت الأمسية، حضور حشد غفير، تقدمته قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلى جانب كوكبة من السفراء والديبلوماسيين، فضلاً عن حضور باقة كبيرة من أبناء الجاليات الأفريقية، ومحبي الغناء والتراث الموسيقي.
في البداية، تم عرض فيلم وثائقي قصير عن حياة البراري في إثيوبيا، والأجواء المناخية، بالإضافة إلى الطبيعة الخلابة هناك، وبعض الحرف والصناعات اليدوية البسيطة والشعبية، كما ألقى الفيلم أضواء مكثفة على حياة الشعب الإثيوبي وعاداته وتقاليده.
ورحب الناطق باسم السفارة الإثيوبية محمود عبدالفتاح بالحضور، متقدماً بالشكر لدولة الكويت على استضافة الأسبوع الثقافي الإثيوبي، وقال: «نرحب بكم في الفعالية الثالثة التي تقام هنا في أرض الكويت، واليوم سيتضمن الأسبوع الثقافي عرضاً موسيقياً واستعراضياً لفرقة المسرح الوطني، كما تتخلل الأمسية فقرات شعبية متنوّعة من الثقافات والفنون الاثيوبية». وتمنى عبدالفتاح في ختام حديثه أن تحوز الأمسية إعجاب الحاضرين، من سفراء وديبلوماسيين، وغيرهم من الشخصيات العامة.
وتميزت فقرات الحفل بالتنوّع الفني، سواء بالعزف الجماعي أو الانفرادي أو الغناء والاستعراض، حيث استهلت الفرقة وصلتها بأغنية إثيوبية فولكلورية، تبعتها بأغنية أخرى من التراث الصومالي، إذ لاقت الأغنيتان تفاعلاً وانسجاماً من قبل الجمهور، الذي لم يكف عن الهتاف والتصفيق.
ثم أبدع أعضاء الفرقة من العازفين على الإيقاعات والآلات النفخية، مثل الناي والطبلة والمزمار، في حين صدحت أصوات المؤدين بأغنية «الحمد لله»، لتتمايل الأجساد بالرقصات الشعبية، التي تلقى رواجاً واسعاً في جمهورية إثيوبيا.
في ختام الحفل، توجه الحضور إلى القاعة الخارجية في مسرح عبدالحسين عبدالرضا، بعد أن تزيّنت باللوحات الفنية والمخطوطات النادرة، حيث بدا المكان أشبه بمتحف مُصغر، وهو ما دفع الجمهور إلى التجول فيه، للاطلاع على الثقافة الأفريقية، عطفاً على تذوق المشروبات والمأكولات الشعبية في إثيوبيا.