أقيم في قاعة بوشهري للفنون المعرض الشخصي للفنان المصري وليد عبيد، بعنوان «ألحان مغردة»، وهو الفنان الذي اشتهر بأسلوبه المتفرد في رسم لوحاته والذي يطلق عليه «دراما الواقعية التعبيرية»، وهو اسلوب يصنع من عناصر اللوحة حالة متناغمة مع الحركة الدرامية، تلك التي تحكي قصصا، ذات أبعاد رمزية، يدخل في مضامينها الإنسان بكل حالاته وتطلعاته.
والمعرض حظي برعاية ودعم قطاع الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة المصرية وإدارة العلاقات الثقافية الخارجية، وذلك في سياق الدور الذي تقوم به قاعة بوشهري في عرض الأعمال التشكيلية لفنانين مصريين معروفين، ليطلع عليها الجمهور في الكويت، أمثال عمر النجدي وصالح رضا ومصطفى عبد المعطي ورباب نمر وعدلي رزق الله وأحمد غانم وغيرهم، بالإضافة إلى معارض جماعية لتشكيليين مصريين مقيمين في الكويت.
وفي أعمال الفنان التشكيلي عبيد فإن ثمة رؤى فنية تحققت في مدلولاتها، والتي تظهر جلية من خلال الحركة الدؤوبة، تلك التي تحكي قصصا، وتسرد روايات، يمكن من خلالها الإنصات إلى الرمزية، بطرق مختلفة، وكانت مواضيع الظلم والقهر والسيطرة والقمع، من أهم العناصر الفنية التي تدور في محاورها لوحات المعرض، خصوصا المرأة التي اتخذ منها عناوين رمزية، وفق إحالات ذهنية متعددة الرؤى والأشكال.
كما استخدم عبيد الرمز في أنساق بيئية ونفسية أخرى، لا يقتصر تأثيرها على الإنسان فقط، ولكنها تتخطى ذلك كي تعرج إلى الكائنات الأخرى التي تشارك الإنسان العيش على هذه الأرض مثل الحيوانات والنباتات، وذلك في سياق الأسلوب نفسه «دراما الواقعية التعبيرية».
وقال الناقد ياسر جاد في توصيفه لتجربة الفنان: «تأتي أعمال عبيد حاملة معها تلك اللحظة من الصمت الواقع بين جملتي حوار، وأشعر معها بأنني في حالة استنتاج لما كان عليه مشهده قبل وقوفي... وإن عليّ توقّع ما هو آت من حوار من خلال دلالات صاغها الفنان بسهولة ويسر، إلا أنه حملها بذلك العمق في المغزى، فطرح طرحا ينحاز إلى دراما الواقع، متخذا من تعبيريته الواقعية قاموسا لتبسيط المعنى»، موضحا أن أعمال عبيد تتحدث عن المسكوت عنه، كما أنها تطرح قضايا مجتمع مهمة
والناقدة اميرة غريب أوضحت أن عبيد استخدم في لوحاته رمزا من رموز القوى البشرية باتباعه منهج الواقعية التعبيرية، التي يتجلى من خلالها قوة الرصد، وجدية الخطوط وواقعية الطرح، باستخدام الألوان الداكنة، ربما بهدف إيصال رسالة القهر والضعف المحاطة بها المرأة.
وريشة عبيد خلال معرضه الشخصي رصدت الكثير من المظاهر التي تتعلق بالواقع، في أنساق رمزية مستوحاة من الأسلوب التعبيري، الذي يعبر ويحكي، ويسأل ويجيب، ويتحاور، وذلك وفق منظومة تشكيلية مفعمة بالحيوية والحركة، مما جعل من المعرض ساحة تشكيلية مغايرة، يتصارع فيها الإنسان مع واقعه، ويحاول قدر المستطاع التعبير عن معاناته، خصوصا المرأة التي جعلها رمزاً حيوياً في معظم أعماله.