مركز جابر الأحمد الثقافي استضافه في «حديث الإثنين»

محمد قاسم: العلم يكشف حقيقة الأشياء ... ويطرح أسئلة جديدة

1 يناير 1970 02:02 م

ضمن فعاليته الأسبوعية «حديث الإثنين»، أقام مركز جابر الأحمد الثقافي في القاعة المستديرة مساء أول من أمس، جلسة حوارية عنوانها «حديث العلم» حاضر فيها الدكتور محمد قاسم وأدارها الدكتور سعود العنزي.
استهل العنزي تقديمه للجلسة بالحديث عن كتاب قاسم الجديد الذي جاء بعنوان «من أنا؟» ضمن سلسلة روائع العلوم، موضحا أن قاسم حبب الناس في العلم رغم تعقيداته، حيث كان يبسط المادة العلمية لتكون بمتناول الجميع، وأنه نشر كتابه الأول «أشياء لن تستطيع أن تتخيلها» في العام 2015، معتمدا تلك المادة المبسطة، فحظي بالنجاح وأصبح كتابا يدرس في منهج دولة الإمارات العربية المتحدة في مستوى الصف الثاني عشر.
ومن ثم وجه العنزي سؤالا لقاسم مفاده: «من أنت؟» ليجيب عنه بالقول: «أنا إنسان بسيط جدا، محب للعلم، بدأت القراءة في العلم منذ الصغر، وأحببته بسبب الوالد والوالدة اللذيْن وفرا بيئة مناسبة للتعلم، فالوالدة أمسكت جانب التعليم في المدرسة، أما الوالد فقد ركز على جانب الشغف العلمي، فغرس العلم من خلال قصصه التي كان يحكي لي إياها قبل النوم». وأشار  قاسم إلى أن القصة التي كان لها الأثر الأكبر عليه تلك التي خلط والده في جوفها نظرية آينشتاين للنسبية الخاصة، وقد ذكرها في كتابه «من أنا؟». وكشف قاسم أنه أكمل دراسته إلى مرحلة الدكتواره، والآن يدرس في كلية الدراسات التكنولوجيا في قسم الإلكترونيات.
وسأله العنزي عن قصته مع الموسيقى وعلاقته بها، ليقول قاسم: «وأنا طالب في المرحلة المتوسطة كنت أعزف على آلة الآكرديون في المدرسة بطابور الصباح، وكنت أحب الموسيقى، ولكني تركتها بسبب انشغالي بتعلم الكمبيوتر، وفي عام 1987 فزت بالميدالية الذهبية في برمجة الكمبيوتر على مستوى العالم، ولقد كرمني وقتها المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح، مع صديقي المشارك، لأقوم بعد ذلك بشراء بيانو وتعلم العزف، إلى أن استطعت عزف جزء مناسب من مقطوعة (La Campanella) التي تتميز بصعوبتها»، مشيرا إلى أنه أجاد العزف بصورة شبه محترفة لمدة سنوات. وبعد ذلك توقف عن العزف بسبب تدينه، وحطم آلة البيانو باستخدام المطرقة الكبيرة، التي تستخدم لهدم الحوائط الاسمنتية، حتى أنه قطع الأوتار خوفا من أن يستخدمها شخص آخر، ثم انقطع عن الموسيقى لأكثر من 20 عاما.
واستطرد قاسم في حديثه ليوضح أنه رجع إلى العزف مرة أخرى، لاكتشافه أن لعزف الموسيقى فوائد على الدماغ، لأي فئة عمرية، وقد أثبتت هذه الفوائد علميا.
وأشار العنزي إلى أن برنامج «العالمون» أصبحت له أصداء واسعة في العالم العربي، وطلب من قاسم التحدث عنه، ليجيب بقوله: «جاء لي أكثر من طلب لعمل برنامج علمي، ولكني رفضتها كلها لعدم توفر الإمكانيات المناسبة لإظهار البرنامج بمستوى يليق بالعصر، ثم قدمت لشركة جينوميدا الإماراتية - التي اشتهرت بتقديم برامج ثقافية بمستوى رفيع - البرنامج التلفزيوني (العالمون)، حيث عملت جاهدا في إعداد المادة العلمية على مدى أشهر، وقامت شركة بيكسل هاوس بتصوير البرنامج وإخراجه وإضافة المادة المرئية له»، وتابع قاسم التفاصيل الدقيقة لتصحيح أي أخطاء في محتوى المادة المرئية، مشيرا إلى أن البرنامج ناجح جدا، وهو يعرض حاليا على قناة أبو ظبي، ثم تنزل حلقاته على قناة أبوظبي اليوتيوبية بعد نزولها في التلفزيون مباشرة.
وحول أهمية العلم للمجتمع والحياة قال قاسم: «لقد سيطر العلم على الأشياء من حولنا، وقدم لنا حياة أفضل (وأحيانا أسوأ حينما يساء استخدامه)،» وأضاف: «إن الكثير من الأسئلة التي سألها البشر في السابق أجاب عنها العلم وحده وبثقة، فالعلم يكشف حقيقة الأشياء، ثم يطرح أسئلة جديدة». وتحدث قاسم عن القمر الاصطناعي الإماراتي، وأوضح أنه تحدث في هذا الشأن مع وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة في دولة الإمارات سارة الأميري، والمهندس عامر الصايغ مدير مشروع القمر الاصطناعي (خليفة سات)، وبيّن أنه إنجاز إماراتي مهم وبأيدٍ إماراتية، وإن أهم ما تقدمه مثل هذه الإنجازات هو شعور الشعب بعزة النفس والولاء للوطن حتى قبل الفائدة العلمية، وتمنى أن تخطو الكويت خطوات مماثلة في مجال الفضاء.