الحريري:
نرفض التطاول على سمو الأمير وما حصل على إحدى الشاشات كلامٌ خارج المناخ الوطني اللبناني
- القضاء اللبناني يتحرّك لإجراء المقتضى القانوني في قضية الإساءة لسمو الأمير
بري: الإساءة للكويت وأميرها مرفوضة ومُدانة بكل المقاييس
- لن نسمح بتعكير صفو العلاقة التاريخية والأخوية بين البلدين
القناعي:
شخصٌ تابِع لمتبوع لن يؤثّر في العلاقة بين لبنان والكويت
- كلّما تَأزَّم المتبوع أوحى إلى تابِعه بالنفخ في العلاقات العربية - العربية
- الأمير قامة وهامة عربية ودولية إسلامية رفيعة لا تلتفت إلى الصغار والصغائر من الأمور
- لا يمكن لهؤلاء المدّعين والمتحذلقين أن يؤثروا في العلاقة الراسخة التي بُنيت على قواعد وأصول سليمة
- ما يُثلج الصدر أن الردود على هذا الشخص والمدّعي جاءت من لبنان أكثر من أي جهة أخرى
«تيار المستقبل» يدين «تطاول إعلامي من خرّيجي المخابرات السورية على قامة عربية كبيرة»
... كأنّها «خطيئة عن سابق تصور وتصميم». هكذا وَضَعَ «التطاولُ الدنيء» على سمو الأمير الشيح صباح الأحمد عبر أحد الإعلاميين من على شاشة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» العلاقةَ الكويتيةَ - اللبنانيةَ أمام اختبارٍ جديدٍ، سرعان ما تمّ تَدارُكُ مَفاعيله، ما أكد مناعةَ هذه العلاقات العصيّة على محاولات طعْنها تارةً في الأمن وتارةً أخرى في السياسة.
... «إلا سمو الأمير». قالها لبنان وبصوتٍ واحدٍ بوجه الافتراءات والتلفيق والتضليل الذي تَضَمَّنَتْه إطلالةُ الإعلامي سالم زهران عبر شاشة «حزب الله» وادعاءته حول لقاء صاحب السمو والرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي جرى أخيراً في الولايات المتحدة، في محاولةٍ وصفها السفير الكويتي لدى لبنان عبد العال القناعي بأنها «مِن تابِع لمتْبوع، وكلّما تَأزَّم المتبوع أوحى إلى تابِعه بالنفخ في العلاقات العربية - العربية».
ولم يكن عابراً التجرؤ غير المسبوق في لبنان على الكويت وأميرها الذي لطالما شكّل في أدوارِه القديمة والجديدة خَيْمَةً للسلم الأهلي والوحدة الوطنية وسَنَداً للبنانيين في الأيام الحُلوة والمُرة، وامتدّت أياديه البيض على رقعة الـ10452 كيلومتراً مربعاً، مساحةُ الجغرافيا التي اعتبرتْها الكويت «نصفَها الثاني» في الأخوة والمَحبة.
فباستهجانٍ واستياءٍ وسخْطٍ لاقى لبنان الفصلَ الجديدَ من محاولةِ تخريب علاقاته بأشقائه العرب، في سياق توجهاتٍ معلنةٍ من «حزب الله» لإعادة النظر بالتموْضعات الاستراتيجية للبنان وعلاقاته العربية والدولية.
فبيروت وشاشاتها التي كانت مشدودةً الى متابعة مجريات المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري في لاهاي وأدلّة الادعاء على ربْط المجموعة المتَّهَمة بـ«حزب الله»، فوجئتْ بإدارة محطة «المنار» ظهرَها للحدَث الذي شَغَل اللبنانيين، واستحضارِها مَن يتطاول على الكويت وأميرها وكأن الأمر «مُبرمج» خصوصاً أن توضيح «المنار» تأخّر حتى ليل أمس، بعد موجة الاستياء العارمة التي أحْدثها الافتراء التضليلي.
وجاءتْ «هَبّةُ» الاعتراض التي «انفجرتْ» بوجهِ التَطاوُل عبر قناة «حزب الله» على سمو الأمير والذي تَحرّك القضاء اللبناني سريعاً لمتابعته تمهيداً «لإجراء المقتضى القانوني»، محمَّلةً بأبعاد سياسية عكستْ، إلى جانب «التعلُّق» بعلاقاتٍ «لم تشُبها شائبة» بين الكويت ولبنان، مخاوف من أن يكون الامر مرتبطاً بأجندات إقليمية ذات صلة ليس فقط بالواقع اللبناني بل بالمنعطف الذي تقف أمامه المنطقة.
وسريعاً رَفَعَ لبنان الرسمي والسياسي والإعلامي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي الصوت بوجه التعرض لقامةٍ «نكن لها كل احترام وتقدير ونحفظ لها في قلوبنا مكانة خاصة لما لها من تاريخ مشرّف في الوقوف الى جانب اللبنانيين في السراء والضراء» على ما قال رئيس الحكومة سعد الحريري خلال استقباله السفير القناعي.
فالحريري أكد رفضه لأي تطاول على الكويت وأميرها، معتبراً «ان ما حصل على احدى الشاشات هو كلام خارج المناخ الوطني اللبناني المجمع على أفضل العلاقات مع الكويت وسائر الإخوة العرب»، مضيفاً: «في جميع الأحوال، ان القضاء اللبناني يحقق في الأمر لتطبيق القانون الذي يحمي الجميع وبالتالي مصلحة لبنان واللبنانيين».
من جهته، قال السفير الكويتي، بعد اللقاء: «تشرفت بلقاء الرئيس الحريري وناقشنا العلاقات الثنائية وآخر المستجدات على الساحة اللبنانية، في ما يتعلق بمختلف القضايا التي تهم البلدين الشقيقين، وأكد دولته لي ان الاهتمام الاول هو لاستمرارية المشاورات لتشكيل الحكومة العتيدة وأعربتُ له عن تمنياتنا بأن تتم هذه العملية بأسرع وقت لما فيه خير وازدهار لبنان وشعبه الشقيق».
وحين سئل: ما التحرك التي ستقوم به سفارة الكويت رداً على هجوم أحد الصحافيين عليكم بعد تحرك القضاء اللبناني، وهل تمت إثارة الموضوع مع الرئيس الحريري؟ اجاب: «أولاً، الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه هو قامة وهامة عربية ودولية إسلامية رفيعة، لا تلتفت الى الصغار والصغائر من الأمور. المقابلةُ التي جرت اطّلعتم عليها وما يثلج الصدر ويسعدنا ان الردود على هذا الشخص والمدّعي (جاءت) من لبنان أكثر من أي جهة أخرى. ثانياً، أود أن أقول ان علاقة الكويت بلبنان هي علاقة تاريخية متجذرة لا يمكن ان تتأثر بهذه الصغائر، ومعروفٌ الهدف من ورائها، ومَن هو المدعي؟ يعني هذا الشخص هو من وجهة نظري ونظر الجميع تابعٌ لمَتْبوع وكلما تأزم المتبوع أوحى الى تابِعه بالنفخ في العلاقات العربية - العربية. لكن أود أن أؤكد للجميع أنه لا يمكن لهؤلاء المدّعين والمتحذلقين ان يؤثروا في هذه العلاقة الراسخة التي بُنيت على قواعد وأصول سليمة، ولا يمكن ان تتأثر بمثل هذه الصغائر».
أضاف: «نعم أَثَرْنا هذا الموضوع مع الرئيس الحريري وهو أعرب عن استنكاره واستيائه الشديد لهذا الأمر، ووعد باتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بردْع هذا الشخص عن ادعائه وغيه. وأودّ في هذه المناسبة أن أتوجه بالشكر الجزيل لكافة الهيئات السياسية والمؤسسات الاعلامية والشعبية التي أعربت عن استنكارها واستغرابها، بل تنديدها بما ذكره هذا المدعي بحق الكويت وحق أميرها الذي لم يبخل يوماً في بذْل كل ما هو ممكن لتعضيد وتدعيم العلاقات العربية - العربية وبالأخص العلاقة الكويتية - اللبنانية. ولذلك من هذا المنبر أتوجه لهم بالشكر الجزيل على كل ما صرحوا به وكتبوه في هذا الخصوص».
بدوره، أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن رفضه أي إساءة للكويت وأميرها، وقال في بيان: «الإساءة للكويت وأميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مرفوضة ومدانة بكل المقاييس. وسيحفظ اللبنانيون على الدوام، للكويت أميراً وشعباً وحكومة ومجلس أمة، أياديهم البيضاء التي امتدت للبنان في أيام الشدة والرخاء، ولن نسمح بأن يعكر صفوَ علاقةٍ تاريخية وأخوية بين بلدين جمعهما ويجمعهما فعل الخير والمحبة والثقة وأن يفرّقهما شيء».
وكان «تيار المستقبل» الذي يقوده الرئيس الحريري دان «تطاول إعلامي من خرّيجي المخابرات السورية، على قامة عربية كبيرة»، معتبراً ان الإساءة الى سمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح «لا تصيب دولة عربية شقيقة فحسب، انما كل لبناني شريف يعرف مكانة ودور هذا الرجل الكبير، الذي كان يضع دمه على كفّه ويأتي الى لبنان في أصعب الظروف ليصنع السلام بين أبنائه ويشارك معهم في بناء ما دمّرته الحروب».
وجاء في بيان صدر عن هيئة شؤون الإعلام في «المستقبل»: «في إطار الحملات التي تستهدف الدول العربية الشقيقة والاساءات المتعمدة لقياداتها، فتحت إحدى الشاشات التلفزيونية الهواء لإعلامي من خرّيجي المخابرات السورية، كي يتولى تحقير دولة الكويت وأميرها ويتناول المملكة العربية السعودية بصفات على قياس أفكاره وأخلاقه. إن «تيار المستقبل» إذ يدين تصرفات هذا الاعلامي الدنيئة ويعتبرها تطاولاً على قامة عربية كبيرة، وعلى دولة شقيقة لم تبخل يوماً على لبنان واللبنانيين بكل أشكال الدعم المعنوي والمادي والسياسي، يضع هذا التهجم الأرعن، وسلوك المنابر الاعلامية والسياسية التي تجيز لنفسها توجيه سهام الغدْر لدول الخليج العربي وقادتها، في عهدة القضاء اللبناني، الذي لا يصحّ ان يتخلّف عن وضع حد لألسنة السوء والمتلاعبين بمصير العلاقات اللبنانية - العربية».
وأضاف: «أن ينبري إعلامي لقول ما قاله على الشاشة، ويتوجه بالاهانة الى كل الكويتيين، أمر غير مقبول، يستدعي تحركاً قضائياً واعتذاراً صريحاً من أولياء نعمته والخيوط التي تحركه لسب كرام العرب وأشرف الناس».
ولم يتأخّر القضاء اللبناني في التحرّك اذ كلف النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود قسم المباحث الجنائية المركزية تفريغ مضمون المقابلة التي أجراها زهران على «المنار» وذلك «تمهيداً لإجراء المقتضى القانوني».
هاشتاغ «إلا سمو الأمير يا قناة المنار» تَصدّر انتفاضة على «تويتر»
| بيروت - «الراي» |
... «إلا سمو الأمير يا قناة المنار»، و«قناة المنار تسيء لأمير الكويت»، وسْمان (هاشتاغ) «اجتاحا» موقع «تويتر» يوم أمس في الكويت ولبنان على السواء بعد تطاوُل أحد الإعلاميين في لقاء على قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» على سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، شهد «تويتر» طوفان تضامُن مع الكويت وأميرها عبر الوسْمين، وسط غضبة عارمة بإزاء التجرؤ على سمو الأمير والإساءة الى علاقات لبنان مع الأشقاء العرب، واستنكار شديد «للافتراء وتزييف الحقائق» من قبل «أبواق مأجورة» ورفْض للإساءة الى قامةٍ من كبار العرب والمسلمين «من قبل عبيد مأمورين».
وقد تَصدّر وسْم «إلا سمو الأمير يا قناة المنار» الهاشتاغات الأكثر تداولاً في الكويت لساعات وسط آلاف التغريدات التي شارك فيها سياسيون وإعلاميون وناشطون من لبنان ودول عربية أخرى، واستحضرتْ «الوقْفات المشرّفة» للكويت وأميرها «قائد الانسانية» و«حكيم العرب» بإزاء لبنان والقضايا العربية.
ولم يغب الاستقطاب الذي تعيشه المنطقة عن «هبّة» التضامن مع الكويت من زاوية مهاجمة «حزب الله» وقناة «المنار» واعتبار هذا التعرض لسمو الأمير في سياق محاولة إغراق لبنان في «الحضن الإيراني» وسلْخه عن محيطه العربي، وسط دعوات من البعض لإجراءتِ ردّ بحق مراسل «المنار» في الكويت.
وكان لافتاً ان الإعلامي اللبناني نديم قطيش هو الذي «دشّن» هاشتاغ #إلا_سمو_الامير_يا قناة_المنار بتغريدة قال فيها: «الأصدقاء والمتابعون ارجو استخدام هذا الوسم في التعليق. كلام معيب قيل في حق دولة لم يَرَ منها لبنان الا كل الخير. ولجمهور محور عياش (المتَهَم بإدارة فريق اغتيال الرئيس رفيق الحريري)، نعم هذا تويت مأجور مدفوع الثمن سلفاً، يوم عمل والدي في الكويت معززاً كريماً وعلّمنا من خير هذا البلد وقبله جدي لأبي».
ولفتت تغريدة لرئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير اللبناني السابق وئام وهاب استنكر فيها التطاول على سمو الأمير اذ كتب: «الكويت دولة شقيقة وعاقلة وقفت الى جانب لبنان وساعدته وتحاشت الدخول في النزاعات العربية ونرفض أي إساءة لها».
«الكلام يُعبّر عن رأي من أطلقه»
«المنار»: نقدّر باحترام كبير أمير الكويت وحكومتها وشعبها
| بيروت - «الراي» |
بعد العاصفة التي أثارها الإعلامي سالم زهران بظهوره على شاشتها والتطاول على الكويت، أصدرت قناة «المنار»، التابعة لـ»حزب الله» اللبناني، مساء أمس، بياناً أوضحت فيه أنه «جرت العادة أن تستضيف القناة... ضيوفاً في برامجها السياسية وهم يعبرون عن آرائهم الخاصة. ولذا فإن ما ذكر في إحدى المقابلات حول الكويت لا يعكس موقف المنار أبداً وهو يعبر عن رأي من أطلقه. كما أن قناة المنار يهمها أن تؤكد أنها كانت وما زالت تقدر باحترام كبير أمير الكويت والحكومة والشعب الكويتيين. ومحاولة بعض الانتهازيين تحويل كلام لضيف على المنار إلى مشكلة مع الكويت هي عمل مسيء وأهدافه معلومة».
«القوات» يدين الإساءة لـ «مَن قدّم للبنان من دون منّة»
| بيروت - «الراي» |
دان حزب «القوات اللبنانية» التعرض لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في مقابلة تلفزيونية على إحدى المحطات اللبنانية.
وجاء في بيان صدر عن الدائرة الإعلامية في «القوات اللبنانية»: إن «دولة الكويت ومنذ أن نال لبنان استقلاله لم تقدِّم إلا الخير للبنان والشعب اللبناني وللبنانيين العاملين في دولة الكويت، والعلاقة الأخوية بين الدولتين لم تشبها أي شائبة في أي يوم من الأيام، كما لا يمكن لأحد من اللبنانيين أن ينسى المشاريع الإنمائية الكبيرة والعديدة التي نفذها صندوق التنمية الكويتي في كل المناطق اللبنانية وعلى مدى عشرات السنوات».
وأضاف: «كل هذا التاريخ الأخوي بين لبنان والكويت لا يُبادَل بهذا الشكل، خصوصاً انه ليس من شيمنا كلبنانيين أن نردّ على علاقات الصداقة والأخوة في محاولة تشويه صورة مَن قدّم للبنان من دون منّة ومقابل». وأكد «القوات» عمق العلاقة التي تجمع دولة لبنان بدولة الكويت والشعبين اللبناني والكويتي، داعية القضاء اللبناني «لاتخاذ الإجراءات المناسبة كي لا تتكرر هذه الواقعة».
مَن هو زهران... «البوق»؟
يقدّم الصحافي سالم زهران نفسه على أنه «مدير مركز الارتكاز الإعلامي» وأنه من الحلقة اللصيقة بـ «حزب الله» وقوى «8 آذار» في لبنان والنظام السوري.
وزهران صحافي ومحلّل سياسي، يوصف بأنه بوق لـ«حزب الله» والنظام السوري وإيران، له كتابات في العديد من الصحف بينها «الجمهورية» وقبْلها «السفير» و«البناء»، وغالباً ما يطلّ على غالبية الشاشات المحلية، داعِماً توجّهات «حزب الله» و«محور الممانعة». ومعروف عن زهران انه يقيم في معقل «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت، وكان انتماؤه إلى «الحزب السوري القومي الاجتماعي» العام 2000 قبل أن يفاخر بأنه في صلب «محور المقاومة».