شكَّل سياح كويتيون محوراً لتقرير أشبه بـ«جرس إنذار» نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز» أمس، ورصدت من خلاله تصاعد وتيرة ممارسات «الاشتباه العنصري» ضد المهاجرين الشرق أوسطيين خصوصاً وذوي البشرة غير البيضاء عموما لدى مرورهم عبر نقاط التفتيش الأمني المقامة عند المعابر الحدودية بين دول منطقة «شينغن» التي تضم 26 دولة أوروبية.
ففي مستهله، استشهد التقرير بما لاحظه سائح كويتي يدعى فهد هو وأفراد أسرته حيث نقل عنه قوله: «أصبح هذا الأمر يحدث عادة»، وذلك في إشارة إلى تزايد وتيرة الأمر.
وكتب التقرير أن «نقاط التفتيش الأمنية أصبحت جزءاً من عطلة فهد الصيفية السنوية خلال تنقلاته بسيارته عبر الجبال ذات القمم المكسوة بالجليد في جنوب بافاريا»، مشيراً إلى أن فهد أب لثلاثة أبناء كانوا معه هم وزوجته في سيارتهم العائلية الفضية اللون عندما استوقفهم ضباط نقطة أمنية حدودية في بلدة «كيفرسفيلدن» الألمانية الهادئة.
ومضى التقرير واصفا كيف أن فهد وأفراد أسرته «لم يمروا مرور الكرام» من النقطة الأمنية كما كان يحصل في سنوات سابقة، بل «اضطروا إلى الانتظار لمدة أكثر من نصف الساعة إلى أن تم منحهم إذناً بالمرور من النمسا إلى داخل حدود ألمانيا».
واستشهد التقرير بسائحة كويتية شابة أخرى تدعى «عُروج»، مشيرا إلى أنها وزوجها وابنتهما الصغيرة اضطروا إلى الانتظار لمدة ساعة تقريباً في سيارتهم الفارهة الأوروبية الصنع (بذريعة أن ابنتهما ليس لها مقعد أطفال)، وذلك على الرغم من أنهم يحملون تأشيرات سارية المفعول. ونقل التقرير عن السائحة الكويتية المحجبة قولها بعد السماح لها بالعبور إلى ألمانيا: «أعتقد أن هيئتنا لم تعجبهم».
ولاحظ التقرير أيضاً أن معظم الذين جرى استيقافهم واستجوابهم وتفتيش سياراتهم في نقطة «كيفرسفيلدن» كانوا سياحا يتنقلون بسيارات عائلية فارهة وغالية الثمن ومن دول خليجية.
وتوضيحاً لمدى تنامي ظاهرة الاشتباه على أساس عنصري، أوضح معد التقرير أنه: «خلال الساعات الثلاثة التي قضتها الصحيفة عند تلك النقطة الأمنية، لاحظنا أن 70 في المئة ممن تم استيقافهم وتفتيشهم واستجوابهم كانوا من ذوي البشرة غير البيضاء. كان السائح الكويتي فهد واحدا من بين قلائل من ذوي لحية، بينما تألف الموقوفون الآخرون من نساء محجبات ومسافرين لمجرد أنهم بدوا من غير البيض. وجميعهم تم استيقاف سياراتهم على جانب الطريق بمجرد وصولهم مع تفتيش أمتعتهم وصناديق سياراتهم الخلفية».