باتت الطريقة الاسهل للتذمر أو الاساءة أو نشر معاناة الفرد منا، فقط بنشر الموقف عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليتم تداوله حتى يطوف البلاد جنوباً وشمالاً شرقاً وغرباً ليصل على طاولة المسؤول وصاحب القرار!
ليست جميع التذمرات منطقية، كما أنها ليست جميعها ايضا كاذبة أو مراوغة، لكن المؤكد أنها أصبحت ساحة يتنافس بها الجميع بالحق وبالباطل وربما طلبا للشهرة والمشترك بها أن الغالبية تدعي المظلومية!
في السابق كان المشتكي يلجأ الى الصحف اليومية والمجلات الاسبوعية لنشر معاناته، واليوم اصبحنا في عصر السرعة لا وقت للانتظار حتى تنشر المشكلة بعد أيام عدة، وربما لا يقرأها المسؤول، فتضيع مع الاوراق!
ما جعلنا نتطرق الى هذا الجانب هو سرعة الانفتاح الاعلامي المجنون الذي وصلنا اليه بحلوه ومره الذي يتطلب منا الحذر!
ولا شك ان ذلك قد جعلنا نعيش في قرية صغيرة واحدة لا توجد مسافات تعقد الامور!
فهذه مواطنة تصور ازالة البلدية زرعها من امام منزلها بعد ان قام جارها بالواسطة، كما تقول، بالرجوع الى البلدية لازالة تعدياتها، فيما تركت البلدية بقية التعديات الاخرى!
مواطن آخر ينشر مقطعا وهو داخل مطعم يصور الصراصير وهي قابعة في مائدته ليدخل على المدير ويهدده بنشر المقطع!
مواطنة أخرى تنشر كيف يغش السماكين المستهلكين بحشو اسماك الزبيدي بالمسامير الطويلة ذات الاوزان الثقيلة!
وآخر يوثق بالصوت والصورة «تقحيص» الشباب بسياراتهم على الطرق النائية ثم انقلاب احدهم وهروب البقية الباقية من المتسابقين وخلفهم جمهور المتفرجين!
وآخر ينشر «هوشة» شبابية في احد المجمعات التجارية يختلط بها الحابل بالنابل وسط ضياع حراس الامن المصريين لايقاف الضرب بين الكويتيين، فتتعالى الصرخات والكل ينادي باخذ حقه من الاخر بالشتم والسب والويل والثبور!
خلاصة القول، علينا ان نعي جيدا قبل نشر تلك المقاطع ان القانون لا يحمي المغفلين، وما لم تكن المعلومة صحيحة او مسموح بها للنشر، فسيخرج امامنا قانون جرائم تقنية المعلومات رقم 63 لسنة 2015 ليطل بوجهه امامنا ومعه القانون رقم 8 لسنة 2016 المتعلق بتنظيم الإعلام الالكتروني، وهما كفيلان بملاحقة المخالف وفي الوقت نفسه، حماية المشتكي او صاحب الحق ليصل صوته الى جهات الاختصاص من دون حواجز أو واسطة حكومية - نيابية!
على الطاير:
- هذا الجو من فضاء وربما «فوضى» الاعلام الالكتروني، قد جعل نيابة الإعلام والمعلومات في العام الماضي تحقق في 2692 قضية غالبيتها كانت تتعلق بجرائم الإساءة والتشهير والسب والقذف التي ترتكب في «تويتر» و«إنستغرام» و«سناب شات» ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي!
فقط الحذر... الحذر!
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع.. بإذن الله نلقاكم!
email:bomubarak1963@gmail.com
twitter: bomubarak1963