لم يكن نجم المنتخب الفرنسي كيليان مبابي، ذو الاصول العربية والذي يقدم اداء مبهرا في «مونديال» روسيا، يتخيل يوما ما أنه قد يفوق «ملهمه في الصغر» النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، شهرة في يوم من الايام ويسحب البساط من تحت قدميه في كأس العالم اقوى مسابقة.
ويدرك هذا النجم الصاعد (19 عاما) الذي شبهه النقاد بـ «اسطورة» الكرة العالمية بيليه، ان بلاده اصبحت على بعد خطوة من بلوغ المباراة النهائية، وهو حلم لم يحققه رونالدو على الاطلاق، وبالتالي سيجد نفسه مشحونا بحافز اضافي ليترجم هذا الامر الى واقع.
قد يُجمع من عاصر مبابي في صغره على ان حياته كانت حافلة بأحداث غير متوقعة حملته من فتى هاو لكرة القدم في ضاحية باريسية شعبية مليئة بالمهاجرين الافارقة الفقراء وهي ارض خصبة للجريمة، تُدعى بوندي، الى اعلى سلم الشهرة ليضحى ثاني اغلى لاعب في العالم بعد زميله في نادي باريس سان جرمان البرازيلي نيمار.
وكاد مبابي، يوما من الايام، ان يكون لاعبا في صفوف المنتخب الجزائري، لو ان اتحاد الاخير بذل جهدا اضافيا وجديا في اقناعه بالانضمام الى صفوف «محاربي الصحراء» بحسب إعلاميين رغم ان الصحف الجزائرية اكدت فيما بعد انه اختار منتخب «الديوك». فوالد مبابي مدرب كرة قدم من أصول كاميرونية يُدعى ويلفريد هايلز، في حين ان والدته هي لاعبة كرة يد محترفة من جذور جزائرية، وتدعى فايزة لامار.
وتعلم مبابي في طفولته اصول كرة القدم على يد والده، وكان يعود إلى بيته بعد التدريب ليدخل غرفة نومه المزينة جدرانها بملصقات لصور مثله الأعلى كريستيانو رونالدو.
ويقول شقيقه الاكبر المولود في الكونغو الديمقراطية جيريس كومبو إيكوكو الذي يدافع حاليا عن الوان بورصة التركي، ان «مبابي لطالما كان رونالدو ملهمه ويفضله على النجمين الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدينيو لدى كل سؤال يطرحه عليه احد».
ويضيف إيكوكو الذي لعب فترة للنصر الإماراتي «حقق حلمه بلقاء رونالدو عندما كان عمره 13 سنة، من خلال دعوة تلقاها من زيدان نفسه للحضور الى مقر تدريب نادي ريال مدريد الإسباني في ضاحية فالديديباس».
وبالفعل، التقط مبابي صورة مع رونالدو عمد الى نشرها في حسابه في احد مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت فرحة كبيرة بتحقيق حلم عاشه سنوات، وقد ألحقه بأحلام اخرى منها تفوقه على «الدون» نفسه، ونجوم آخرين مثل الارجنتيني ليونيل ميسي ونيمار في «المونديال» الحالي، وربما قد يبلغ النهائي ويرفع الكأس الاغلى في العالم وبالتالي يصبح «بيليه العصر الحديث»!