حروف باسمة

نفحات من عبق العيد

1 يناير 1970 10:45 م

العيد مفردة جميلة تضفي على السمع لحنا عذبا وتعطي القلب جذوات من الراحة والبهجة والاستقرار.
فأينما كان الانسان في رحاب جميل يشعر به بالفرح، فانه يقول: هذا يوم عيد.
كل شيء في ذلك اليوم يكون جميلا. ومن الاعياد الجميلة عيد الفطر حيث يأتي بعد شهر رمضان المبارك الذي قضى المسلمون ايامه ولياليه بالطاعة لبارئهم يدعونه بأن يحقق امالهم ويصفح عنهم ويغفر لهم ذنوبهم إنه هو الرب الكريم.
واذا ما جاء العيد فان لكل أمة طقسا وعادة في العيد ولاهل هذه الديرة الطيبة تراث جميل في العيد.
فاذا ما برزت الغزالة من خدرها، فان للاسر عادات جميلة حيث تهرع الامهات في اعداد ريوق العيد الذي يمتزج عبق الهيل مع عبق بخور الديوانية. فعندما يأتي الوالد من صلاة العيد فانه يتفقد اولاده ويتبادلون التهاني ثم تفتح الديوانية ويستقبل الاهل والجيران والاصدقاء يبارك بعضهم لبعض، وهم في وئام واستقرار وبهجة واحسن حال.
وترى الناس من الصباح يتزاورون ويقضون اوقاتا طيبة في يوم العيد. اما الاطفال فهم يجدون الخطى الى البرايح والفرجان التي وضعت فيها الالعاب المخصصة لهم في يوم العيد وهي متفرقة وكثيرة فتفرح هذه الديرة الطيبة.
ولعل منها تلك المساحة التي تقابل مدرسة الصديق قديما مكان وزارة الارشاد والانباء ثم اصبح هذا المكان مقرا للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ذلك المكان كان الاطفال يجدون الخطى له في يوم العيد ليستمتعوا بالالعاب الجميلة والمتنوعة.
زمن جميل للعيد فيه عبق مميز، فعسانا في يومنا هذا نشم نفحات منه، فيتزاور الجميع في صبيحة يوم العيد وتتجمع الاسر وتفتح الديوانيات ويتزاور الاصدقاء ويسأل الاخ عن أخيه والابن عن امه وابيه، فيعيش الناس في تواد وتراحم ولا يكتفون بالسوشيل ميديا وكأنهم يكرهون المواجهة... فإن المواجهة بالعيد مهمة وضرورية وتبعث على التراحم والتآلف والتواد.
عزيزي القارئ، ما أجمل أن يتحسس الناس في يوم العيد آلام الاخرين ويعملون على تبديدها او التخفيف من مآسيها، وذلك بمساعدة المحتاجين والفقراء واليتامى والمعوزين داخل هذه الديرة وخارجها، لان ابواب الرحمة يفتحها الله الكريم للمحسنين لا سيما في يوم العيد لتعم البهجة وينتشر الخير ويشعر الناس بالتآلف والتراحم والوحدة.
عيدكم مبارك وأيامكم كلها سعيدة باذن الله الكريم، ونسأل الله في يوم العيد ان يجعل هذه الديرة راغدة واهلها مستقرين مطمئنين وآمنين، وان يشافي جميع المرضى ويلبسهم ثوب الصحة والعافية.
ودعاء من القلب للعم الاديب علي يوسف المتروك بان يلبسه الله ثوب الصحة والسلام ليباشر جهده وعمله الادبي والانساني.
تحيه للاستاذ المربي والاديب زيد فهد المزيد الذي اهداني قصيدة رائعة بمناسبة حلول العيد علقتها في الديوانية ومما جاء فيها:
أقبل العيد جميلاً
في رحاب باسمة
نسأل الله جميلا
ربي حسن الخاتمة
قد حباك الله بشاراً
وكذلك فاطمة
وأبو سلطان ابناً
وبنت باسمة
اشكروا الله جميعاً
ربي حسن الخاتمة