تأكيد مشترك من البلدين على تجاوزها واتفاق على مسودة «مذكرة تفاهم» بخصوص العمالة توقّع غداً

أزمة الفيلبينيات في الكويت... تنفرج

1 يناير 1970 05:26 ص

خالد الجراح:

العلاقات الكويتية - الفيلبينية عميقة وجزء لا يتجزأ من تاريخهما

- العمالة الفيلبينية محل ترحيب وإشادة لدى الكويت وحقوقها مصانة

أحمد ناصر المحمد: البلدان مستعدان لتجاوز الظرف الاستثنائي الذي تمر به العلاقات الثنائية

الرئاسة الفيلبينية:

• الكويت أطلقت سراح السائقين الأربعة الذين ألقي القبض عليهم للاشتباه بتهريب خادمات
• مسودة مذكرة تفاهم بين حكومتي الدولتين من المتوقع أن يتم توقيعها غداً
• اتفاق على وجود وحدة خاصة داخل الشرطة الكويتية يكون متاحاً للفيلبينيين التواصل معها على مدار الساعة
• تخصيص خط هاتف ساخن لتقديم المساعدة والإغاثة في الحالات العاجلة
• الكويت تعهدت أيضاً بالسماح لجميع الفيلبينيين المخالفين لقوانين الإقامة بالعودة إلى وطنهم باستثناء من عليهم قضايا قانونية
• 150 على الأقل من الفيلبينيين الـ 600 المخالفين سيعودون إلى مانيلا مع الوفد

خطت الكويت والفيلبين في يوم واحد خطوات واسعة نحو حل الأزمة بين البلدين، حيث شهد يوم أمس سلسلة لقاءات للمسؤولين الكويتيين مع الوفد الفيلبيني الذي يزور البلاد، حيث التقى الوفد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح وعدداً من مسؤولي وزارتي الداخلية والخارجية في إطار المساعي لحل أزمة العمالة الفيلبينية وخصوصاً المنزلية منها بعد فرض حظر على سفرها إلى الكويت.
وأكد الجراح عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين «والتي تعد جزءاً لا يتجزأ من تاريخهما ومسيرتهما»، مشدداً على أن «حقوق العمالة الفيلبينية لدى الكويت مصانة».
ومن الكويت، أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفليبينية، هاري روكي، أن «السلطات الكويتية قد أطلقت سراح السائقين الفيلبينيين الأربعة الذين كانت قد ألقت القبض عليهم في وقت سابق للاشتباه في أنهم شاركوا في تنفيذ عمليات تهريب خادمات من منازل كفلائهن».
وقال الناطق الرئاسي إنه واحد من بين أعضاء وفد فيلبيني رسمي رفيع يترأسه وزير العمل سيلفستر بيلو تنفيذا لتعليمات الرئيس رودريغو دوتيرتي، موضحا أن «الوفد قد اجتمع مع مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الداخلية الكويتية حيث جرى التباحث حول سبل إعادة العلاقات بين الدولتين إلى وضعها الطبيعي».
وجاء في بيان تلاه روكي من الكويت ما نصه: «الاجتماع الذي تم بين مسؤولين من الدولتين أثمر إطلاق سراح أربعة سائقين».
ووفقا لما نشرته وكالة الأنباء الفيلبينية فإن قرار اطلاق سراح السائقين الفيلبينيين الأربعة جاء ثمرة للاجتماعات الثنائية التي تمت في الكويت خلال اليومين الماضيين بين مسؤولين كويتيين من جهة والوفد الرسمي الفيلبيني الرسمي من جهة ثانية.
وكشف روكي أيضا أن الاجتماعات مع المسؤولين الكويتيين أسفرت عن صياغة مسودة أولية لـ«مذكرة اتفاق» بين حكومتي الدولتين، وهي المذكرة التي من المتوقع أن يتم توقيعها غداً.
وأوضح روكي أن «من بين النقاط التي تم فعلياً الاتفاق عليها بين الجانبين مسألة وجود وحدة خاصة داخل الشرطة الكويتية يمكن للسفارة الفيلبينية أن تتواصل من خلالها بخصوص اي شكاوى من جانب العمالة الفيلبينية، وهي الوحدة التي سيكون متاحا للفيلبينيين التواصل معها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع».
كما تم الاتفاق - وفقاً لروكي – على تخصيص خط هاتف ساخن لتقديم المساعدة والإغاثة في الحالات العاجلة، على أن يكون ذلك الخط مفتوحاً وعاملاً على مدار الساعة.
وقال روكي إن «الكويت قد تعهدت أيضا بضمان السماح لجميع الفيلبينيين المخالفين لقوانين الإقامة بالعودة إلى وطنهم، باستثناء أولئك الذين عليهم قضايا قانونية عالقة»، مشيرا إلى أن «150 على الأقل من الفيلبينيين الـ600 المخالفين سيعودون إلى بلادهم مع الوفد الزائر».
ومن بين أعضاء الوفد الفيلبيني الزائر الآخرين وزير العمل السابق ماريانيتو روكي، والملحق العمالي روستيكو ديلا فوينتي ونائب رئيس البعثة الديبلوماسية في الكويت محمد نورالدين لوموندوت.
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح استقبل في مكتبه بوزارة الداخلية أمس وزير العمل الفيلبيني سيلفستر بيلو والوفد المرافق له بحضور كل من سفير الكويت في مانيلا مساعد صالح أحمد الذويخ ووكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن الجنائي اللواء خالد عبد الله الديين ومدير عام الإدارة العامة لشؤون الإقامة اللواء طلال إبراهيم معرفي.
وجرى خلال القاء بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك خصوصاً ما يتعلق بشؤون الجالية الفيلبينية في الكويت، حيث شدد الجراح على عمق العلاقات بين البلدين، مقدراً الدور الذي تقوم به الجالية الفيلبينية في مختلف القطاعات في الدولة والتي هي محل ترحيب وإشادة.
ومن جهته أشاد بيلو بأهمية الموضوعات التي تمت مناقشتها في سبيل تعزيز العلاقات بين البلدين وما تحظى به الجالية الفيلبينية من رعاية واهتمام، مشيداً باللقاءات الثنائية التي تتم مع القيادات في وزارات الدولة وخصوصاً وزارة الداخلية ما يعزز الثقة بين البلدين الصديقين.
وعلى صعيد متصل، اجتمع نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أمس، مع الوفد الفيلبيني، حيث تم بحث الأزمة الأخيرة التي طرأت على العلاقات بين البلدين بسبب العمالة، وأكد الجانبان عزمهما العمل على تعزيز علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين، وتجاوز ما مرت به هذه العلاقات من أزمة طارئة.
وحضر اللقاء مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد الناصر، ومساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا السفير علي السعيد، ومساعد وزير الخارجية لشؤون المراسم السفير ضاري العجران، ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب الوزير السفير أيهم العمر، وسفير الكويت لدى جمهورية الفيلبين مساعد الذويخ، ومساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية سامي الحمد.
كما التقى مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد مستشار رئيس جمهورية الفيلبين والمتحدث الرئاسي هاري روك وذلك بمناسبة زيارته الرسمية إلى البلاد ضمن الوفد.
وأعرب المحمد خلال اللقاء عن ارتياح الكويت لمستوى التعاون القائم بين البلدين الصديقين، مشيرا إلى استعداد الجانبين لتجاوز الظرف الاستثنائي التي تمر به العلاقات الثنائية وتعزيز أطر العمل المشترك بين الجانبين في كافة المجالات ومختلف الصعد.