ترامب يصف الأسد بـ «الحيوان» ويتوعّد بـ «ثمن باهظ»

نُذُر ضربة أميركية للنظام السوري بعد «فاجعة» دوما... الكيماوية

1 يناير 1970 07:38 م

أحد كبار مستشاري
البيت الأبيض: لا نستبعد
أي خيار رداً على الهجوم

موسكو: استخدام القوة ضد سورية بحجج
واهية ومزيفة
أمر غير مسموح به

السعودية تدين الهجوم الكيماوي وتدعو لوقف المآسي وحماية المدنيين

تركيا تدعو الدول صاحبة التأثير على النظام لمنعه من ارتكاب جرائم حرب


عواصم - وكالات - فجّرت تقارير حول هجوم محتمل بـ«الغازات السامة» استهدف مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق وراح ضحيته عشرات المدنيين، موجة غضب عربية ودولية، ودفعت بالرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى توعد دمشق وحلفائها بـ«دفع ثمن باهظ».
وقال ترامب، في سلسلة تغريدات على موقع «تويتر»، أمس، تناولت مدينة دوما حيث تتهم أجهزة الاغاثة قوات النظام السوري باستخدام غاز «الكلور» ضد المدنيين، إن «الرئيس (فلاديمير) بوتين وروسيا وإيران مسؤولون عن دعم (بشار) الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظاً».
وأضاف «قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيماوي متهور في سورية. المنطقة التي تعرضت إلى العمل الوحشي مغلقة ومحاصرة بشكل كامل من قبل الجيش السوري ما يجعل الوصول إليها أمراً غير ممكن بالنسبة للعالم الخارجي».
وتابع ترامب: «افتحوا المنطقة فوراً أمام المساعدات الطبية وعمليات التحقق»، مضيفاً «كارثة انسانية جديدة دون أي سبب على الإطلاق. مقرف!»
وانتقد الرئيس الأميركي سلفه باراك أوباما لعدم التحرك بعدما كان حذر من أن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية هو «خط أحمر».
وقال «لو أن الرئيس أوباما تجاوز خطه الأحمر (الذي رسمه) في الرمل لكانت الكارثة السورية انتهت منذ مدة طويلة ولكان الأسد الحيوان أصبح شيئاً من التاريخ!».
وفي السياق نفسه، أكد أحد كبار مستشاري ترامب أن الولايات المتحدة لا تستبعد أي خيار في الرد على الهجوم الكيماوي.
وقال مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب توماس بوسرت، في مقابلة مع قناة «اي بي سي» التلفزيونية: «لا أستبعد شيئاً. نحن ندرس الهجوم في الوقت الحالي»، مشيراً إلى أن صور الحدث «مروعة».
ويشي موقف ترامب ومستشاره بإمكانية لجوء الولايات المتحدة إلى الخيار العسكري ضد نظام الأسد، والذي هددت به خلال الفترة الماضية في حال توافر «أدلة دامغة» على استخدام السلاح الكيماوي في سورية.
وكانت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت دانت في وقت سابق الهجوم «المروع»، مشددة على ضرورة محاسبة «نظام الأسد وداعميه»، ومعتبرة أن «روسيا بدعمها الثابت لسورية تتحمل مسؤولية في هذه الهجمات الوحشية».
وجاء الهجوم المحتمل الجديد بعد عام من تعرض بلدة خان شيخون في شمال غربي سورية إلى هجوم بغاز السارين أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصاً، واتهمت الأمم المتحدة القوات الحكومية بشنه.
ورد ترامب آنذاك على الهجوم بعد ثلاثة أيام، حيث أطلقت بوارج حربية أميركية في المتوسط 59 صاروخاً من طراز «توماهوك» على قاعدة جوية سورية.
ووفقاً لناشطين، فإن نحو 150 مدنياً بينهم الكثير من النساء والأطفال قتلوا جراء قصف النظام بغاز الكلور، أول من أمس، مدينة دوما، الخاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق.
من جهته، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، مع استئناف قوات النظام هجومها على دوما، مقتل نحو «مئة مدني بينهم 21 توفوا السبت (اول من امس) اختناقاً» كما أصيب 70 شخصاً بحالات اختناق وضيق نفس.
ولم يتمكن المرصد من «تأكيد أو نفي» استخدام الغازات السامة، لكن منظمة «الخوذ البيضاء» (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) و«جيش الإسلام» و«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» اتهموا قوات النظام بشن هجوم بـ«الغازات السامة».
من جهتها، عبّرت وزارة الخارجية السعودية عن قلقها وإدانتها لهجمات النظام السوري المتكررة بالسلاح الكيماوي، مطالبة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته لحماية المدنيين في سورية.
وكتبت وزارة الخارجية على ‏ حسابها الرسمي في «تويتر»: «نعبّر عن قلقنا البالغ وإدانتنا الشديدة، للهجوم الكيماوي المروع الذي تعرضت له مدينة دوما بالغوطة الشرقية في سورية وراح ضحيته عشرات المدنيين من النساء والأطفال. ونؤكد على ضرورة إيقاف هذه المآسي، وانتهاج الحل السلمي القائم على مبادئ إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن الدولي 2254، ونشدد على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه حماية المدنيين في سورية».
بدورها، دانت وزارة الخارجية التركية الهجوم، مشيرة إلى «شبهات قوية بأن النظام نفذه حيث سجله في استخدام الأسلحة الكيماوية معروف لدى المجتمع الدولي».
وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين، في بيان، «ينبغي محاسبة النظام السوري على الهجمات في مناطق متعددة من البلاد وفي أوقات مختلفة»، مضيفاً ان «المجتمع الدولي بكامله، خصوصاً البلدان صاحبة التأثير على النظام السوري، عليه مسؤولية اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع تنفيذ جرائم حرب مماثلة وجرائم ضد الإنسانية».
وفيما طالبت لندن بفتح تحقيق حول التقارير «المقلقة بشدة»، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن «قلق بصورة خاصة حيال المزاعم حول استخدام أسلحة كيماوية ضد مدنيين في دوما».
وقال البابا فرنسيس «لا شيء يمكن أن يبرر استخدام هذا النوع من أدوات الإبادة ضد أشخاص وشعوب عزل».
في المقابل، دافعت روسيا، كعادتها، عن حليفها النظام السوري، نافية استخدامه أسلحة كيماوية في قصف دوما.
وقال رئيس «المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سورية» الجنرال يوري يفتوشينكو في تصريحات نقلتها عنه وكالات انباء محلية «ننفي بشدة هذه المعلومات... نحن مستعدون فور تحرير دوما من المسلحين لإرسال خبراء روس في مجال الدفاع الإشعاعي والكيماوي والبيولوجي لجمع المعلومات التي ستؤكد أن هذه الادعاءات مفبركة».
من جهتها، شددت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، على أن «استخدام القوة ضد سورية بحجج واهية ومزيفة أمر غير مسموح به إطلاقاً» وينطوي على «عواقب وخيمة»، مشيرة الى ان موسكو حذرت مرارا من وجود «مخططات استفزازية» لاستخدام الأسلحة الكيماوية.
وأضافت في بيانها: «يتواصل نشر قصص زائفة عن استخدام الكلور أو مواد سامة أخرى من قبل قوات الحكومة (السورية)... حذرنا مرارا وتكرارا في الآونة الأخيرة من مثل هذه الاستفزازات الخطيرة. الهدف من مثل هذه التخمينات المخادعة التي تفتقر لأي أساس هو حماية الإرهابيين... وتبرير الاستخدام الخارجي للقوة».
بدورها، اعتبرت الخارجية الايرانية أن «الاتهامات للجيش السوري باستخدام السلاح الكيماوي ادعاءات غير منطقية تنم عن مؤامرة».
ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا»، وصف مصدر رسمي سوري اتهامَ الحكومة السورية باستخدام تلك الأسلحة بـ«فبركات ومسرحيات الكيماوي».