- عائلة عبدالوهاب أو عائلة
آل شيخ معروفة جداً لكن
هناك أيضاً عشرات آلاف العائلات المهمة في السعودية
- عندما يتحدث الناس عن الوهابية فإنهم لا يعرفون بالضبط
ما الذي يتحدثون عنه
- لدينا إسلام سني وإسلام شيعي
... وهناك شيعة في الحكومة
وأهم جامعة في السعودية
يترأسها شيعي
- مثلث الشر المكون من النظام الإيراني والإخوان والإرهابيين يتلاعب بالمسلمين
- نحن وأميركا موّلنا «الإخوان»
في حقبة الحرب الباردة لاستخدامهم ضد الشيوعية
- أحد رؤساء الولايات المتحدة وصف «الإخوان» بأنهم مقاتلون
من أجل الحرية
- أتحدى أي شخص أن يجلب
دليلاً على أن الحكومة السعودية موّلت جماعات إرهابية
- يجب أن نستعيد العلاقات
مع قطر يوماً ما... هذا يتوقف عليهم
- الفلسطينيون والإسرائيليون
لهم الحق في أن يكون لكل منهم أرضه الخاصة به
- لدينا مخاوف دينية حول مصير المسجد الأقصى وحول حقوق الشعب الفلسطيني
- إسرائيل اقتصاد كبير مقارنة بحجمها... وهناك الكثير
من المصالح المشتركة معها
- إذا كان هناك سلام فسيكون
هناك الكثير من المصالح بين إسرائيل ودول مجلس التعاون
- المرشد الأعلى لإيران يجعل
هتلر يبدو طيباً... لأنه يحاول إخضاع العالم
- نتصدى للتحركات الإيرانية
في أفريقيا وآسيا وماليزيا والسودان والعراق واليمن ولبنان
- لا نعرف ما إذا كان النظام الإيراني سينهار... لكن إذا انهار
فسيكون أمراً رائعاً
- نصف السعودية من النساء
وأنا أدعمهن... وفي ديننا
لا فرق بين الرجال والنساء
- الملكية المطلقة ليست تهديداً لأي دولة... لولاها لما أصبح هناك الولايات المتحدة
من أوضاع المملكة داخلياً على مختلف المستويات السياسية والثقافية والاقتصادية والدينية، مروراً بتحديد أضلاع «مثلث الشر»، وصولاً إلى المحيط الإقليمي الملتهب والموقف منها، أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سلسلة مواقف لافتة، في مقابلة مطوّلة مع مجلة «ذي أتلانتك» الأميركية، بثتها على موقعها الإلكتروني قبيل منتصف ليل أول من أمس.
وإذ كرر تشبيه المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بالزعيم النازي أدولف هتلر، اعتبر محمد بن سلمان أن الثاني «يبدو طيباً» أمام الأول، مؤكداً أن السعودية تتصدى للتحركات الإيرانية في مختلف أنحاء المنطقة.
وجزم بأن كل قادة تنظيمي «القاعدة» و«داعش» كانوا ينتمون إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، مشيراً إلى أن السعودية استخدمت هذه الجماعة في حقبة الحرب الباردة ضد الشيوعية، بناء على طلب من الولايات المتحدة.
وفيما شدد على أنه لا يوجد شيء اسمه الوهابية في السعودية، أطلق محمد بن سلمان مواقف لافتة في ما يتعلق بعملية السلام، مؤكداً أن للفلسطينيين والإسرائيليين الحق في أن يكون لكل منهما أرضه الخاصة به، وأنه «إذا كان هناك سلام، فسيكون هناك الكثير من المصالح بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى دول مثل مصر والأردن».
وفي ما يلي نص المقابلة:
• هل يمكن أن نستهل الحوار بالحديث عن الإسلام، عن الدور الذي تعتقد أنه ينبغي أن يلعبه الإسلام في العالم؟
- الإسلام هو دين سلام. هذه هي ترجمة كلمة إسلام. والله، في الدين الإسلامي، يضع علينا مسؤوليتين: الأولى هي أن نؤمن، أن نعمل الأعمال الصالحة، ولا نفعل الأشياء السيئة. وإذا فعلنا أشياء سيئة، فالله هو الذي سيحكم علينا في يوم القيامة.
وواجبنا الثاني كمسلمين هو نشر كلمة الله. ومنذ 1400 سنة والمسلمون يحاولون نشر كلمة الله. وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا لم يُسمح لهم بنشر تلك الكلمة. ولهذا فإنهم حاربوا لنشر الكلمة. لكنك ترى أيضاً أنه في العديد من الدول في آسيا - كإندونيسيا، وماليزيا، والهند - كان لدى المسلمين حرية نشر الكلمة. فلقد قيل لهم: «امضوا قدماً، قولوا ما تريدون قوله، والناس لديهم الإرادة الحرة في تصديق ما يريدون أن يؤمنوا به». والإسلام، في هذا السياق، لم يكن يتعلق بالإكراه، بل كان يتعلق بنشر الكلمة سلمياً.
والآن، حالياً، هناك مثلث الشر. في هذا المثلث، يحاولون الترويج لفكرة أن واجبنا كمسلمين هو إعادة تأسيس الخلافة، إعادة تأسيس عقلية الخلافة، وأن مجد الإسلام يكمن في بناء إمبراطورية بالقوة. لكن الله لم يطلب إلينا القيام بذلك، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يطلب إلينا القيام بذلك. الله لم يطلب إلينا سوى نشر الكلمة. وهذه المهمة تم إنجازها. واليوم، لكل إنسان الحق في اختيار عقيدته. وفي كل دولة، من الممكن شراء الكتب الدينية. الرسالة تم إيصالها. ليس علينا بعد الآن أن نقاتل في سبيل نشر الإسلام. ولكن في مثلث الشر هم يريدون التلاعب بالمسلمين، وأن يقولوا لهم إن واجبهم كمسلمين - وكرامتهم كمسلمين - يتطلب إقامة إمبراطورية إسلامية.
مثلث الشر
• مم يتكوّن هذا المثلث؟
- أولاً في المثلث لدينا النظام الإيراني الذي يريد نشر أيديولوجيته المتطرفة، الأيديولوجية الشيعية المتطرفة. إنهم يعتقدون أنهم إذا نشروها، فسيعود الإمام (المهدي) الغائب مرة أخرى وسيحكم العالم كله من إيران وسينشر الإسلام حتى إلى أميركا. لقد دأبوا على ترديد هذا كل يوم منذ الثورة الإيرانية في العام 1979. إنه في قوانينهم وهم يثبتونه من خلال تصرفاتهم.
والجزء الثاني من المثلث هو تنظيم الإخوان المسلمين، وهو منظمة متطرفة أخرى. إنهم يريدون استخدام النظام الديموقراطي لحكم الدول وتأسيس أنظمة خلافة ظِل في كل مكان. وبعد ذلك سيتحولون إلى إمبراطورية إسلامية حقيقية.
أما الجزء الثالث فهو مكوّن من الإرهابيين - تنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش» - الذين يريدون أن يفعلوا كل شيء بالقوة. قادة تنظيم «القاعدة» وقادة «داعش» كانوا جميعاً منتمين إلى تنظيم «الإخوان المسلمين» في البداية. أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، وزعيم تنظيم «داعش». هذا واضح جداً.
هذا المثلث يروج لفكرة لا يطلب الله والإسلام إلينا الترويج لها. فكرتهم مضادة تماماً لمبادئ الأمم المتحدة، ومضادة لفكرة الدول المختلفة التي لديها قوانين تمثل احتياجاتها. والسعودية، ومصر، والأردن، والبحرين، وعُمان، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، واليمن... كل هذه الدول تدافع عن فكرة أن الدول المستقلة يجب أن تركز على مصالحها الخاصة، وعلى بناء علاقات جيدة على أساس مبادئ الأمم المتحدة. أما مثلث الشر فلا يريد أن يفعل ذلك.
الوهابية
• على الرغم من ذلك، أليس صحيحاً أنه بعد العام 1979، وقبل العام 1979 أيضاً، دأبت الجماعات المحافظة في السعودية على أخذ أموال النفط واستخدامها لتصدير نسخة من الإسلام أكثر تطرفاً وتعصباً، وأيديولوجية وهابية، والتي يمكن أن تُفهم على أنها نوع من الأيديولوجية المصاحبة لتفكير «الإخوان المسلمين»؟
- أولاً وقبل كل شيء، هذه الوهابية، أرجو منك تعريفها لنا. نحن لسنا على إلمام بها. لا نعلم عنها.
• ماذا تقصد أنكم لا تعلمون عنها؟
- ما هي الوهابية؟
• أنت ولي عهد السعودية، أنت تعلم ما هي الوهابية.
- لا أحد يستطيع تعريف هذه الوهابية.
• إنها حركة أسسها ابن عبدالوهاب في القرن الثامن عشر، وهي أصولية جداً في طبيعتها.
- لا أحد يستطيع تعريف الوهابية. لا توجد وهابية. نحن لا نعتقد أن لدينا وهابية. نحن نؤمن بأننا في السعودية، لدينا إسلام سني وإسلام شيعي. ونحن نؤمن أن لدينا داخل الإسلام السُّني أربع مدارس / مذاهب فكرية، ونحن لدينا العلماء ومجلس الإفتاء. نعم، في السعودية من الواضح أن قوانيننا مستمدة من الإسلام والقرآن، لكن لدينا أربعة مذاهب هي الحنبلية، والحنفية، والشافعية، والمالكية. وهذه المدارس تتجادل حول التفاسير.
وأول دولة سعودية، لماذا تم تأسيسها؟ بعد النبي محمد والخلفاء الراشدين الأربعة عاد شعب شبه الجزيرة العربية ليقاتل بعضهم البعض كما كانوا قد فعلوا لآلاف السنين. لكن أسرتنا، قبل 600 سنة، أسست بلدة من الصفر وأسمتها «الدرعية»، ومع هذه البلدة الأولى جاءت أول دولة سعودية. وأصبحت الجزء الاقتصادي الأقوى في شبه الجزيرة العربية وساعدت في تغيير الواقع. أما معظم البلدات الأخرى فتقاتلت على التجارة، ومارست القرصنة على التجارة، ولكن عائلتنا قالت للقبائل الأخرى: «بدلاً من مهاجمة طرق التجارة، لماذا لا نوظفكم كحراس لهذه المنطقة؟» وهكذا ازدهرت التجارة، ونمت البلدة. كانت هذه هي الطريقة. وبعد مرور 300 سنة، ما زالت هذه هي الطريقة. كانت الفكرة دومًا هي أننا في حاجة إلى جميع العقول العظيمة في شبه الجزيرة العربية - الجنرالات، وزعماء القبائل، وعلماء الدين - ليعملوا معنا. وأحد هؤلاء كان محمد بن عبد الوهاب.
لكن مشروعنا قائم على الشعب، على المصالح الاقتصادية، وليس على المصالح الأيديولوجية التوسعية. وبالطبع لدينا أشياء مشتركة. فجميعنا مسلمون، وجميعنا نتحدث اللغة العربية، وجميعنا لدينا الثقافة نفسها ونفس المصالح والاهتمامات. وعندما يتحدث الناس عن الوهابية، فإنهم لا يعرفون بالضبط ما الذي يتحدثون عنه. فعائلة عبد الوهاب - أو عائلة آل شيخ – هي معروفة جداً حالياً، ولكن أيضاً هناك عشرات الآلاف من العائلات المهمة في السعودية اليوم. وستجد شخصا شيعيا في مجلس الوزراء، وستجد أشخاصا شيعة في الحكومة، وأهم جامعة في السعودية يترأسها شخص شيعي. لذلك نحن نعتقد أننا مزيج من المدارس والطوائف الإسلامية.
الإخوان
• لكن ماذا عن تمويل المتطرفين؟
- عندما تتحدث عن التمويل قبل العام 1979، فأنت تتحدث عن (حقبة) الحرب الباردة. فلقد كانت الشيوعية تنتشر (آنذاك) في كل مكان، مهددة الولايات المتحدة وأوروبا وكذلك نحن. وكانت مصر قد تحولت في ذلك الوقت إلى هذا النوع من أنظمة الحكم. ونحن تعاونا مع أي شخص كان بوسعنا أن نستخدمه للتخلص من الشيوعية. وكان من بين هؤلاء تنظيم الإخوان المسلمين. قمنا بتمويلهم في السعودية. والولايات المتحدة أيضاً مولتهم.
• هل كان ذلك خطأ؟
- إذا عاد بنا الزمن إلى الوراء، فسنفعل الشيء نفسه. أي سنستخدم هؤلاء الناس مرة أخرى. لأننا كنا نواجه خطراً أكبر هو الشيوعية. وفي وقت لاحق، كان علينا أن نرى كيف يمكننا التعامل مع تنظيم الإخوان المسلمين. وأرجو أن تتذكروا أن أحد رؤساء الولايات المتحدة وصف هؤلاء الناس بأنهم «مقاتلون من أجل الحرية».
حاولنا التحكم في تحركاتهم وإدارتها. ولكن بعد ذلك جاء العام 1979، والذي فجر كل شيء. فالثورة الإيرانية خلقت نظاماً قائماً على أساس أيديولوجية شر خالص. نظام لا يعمل من أجل الشعب، بل نظام يخدم أيديولوجية. وفي العالم السني، كان المتطرفون يحاولون استنساخ الشيء نفسه. كان لدينا الهجوم الذي تم على المسجد الحرام في مكة المكرمة. كانت هنالك حالة ثورة في إيران، وكانوا يحاولون استنساخها في مكة. كنا نحاول الحفاظ على كل شيء مترابطا معاً، ومنع كل شيء من الانهيار. واجهنا الإرهاب في السعودية وفي مصر. دعونا إلى اعتقال أسامة بن لادن في وقت مبكر جداً، لأنه لم يكن موجوداً بالسعودية. عانينا الكثير من محاربة الإرهاب، حتى حدثت (هجمات) الحادي عشر من سبتمبر. هذه هي القصة.
• يبدو مما تقوله أن الأمور خرجت عن السيطرة...
- نحن استخدمنا تنظيم الإخوان المسلمين في الحرب الباردة، نحن فعلنا، كلانا فعل.
• أنا لا أقول إن الولايات المتحدة بريئة هنا...
- هذا ما أرادت أميركا أن نفعله. كان لدينا ملك دفع حياته ثمناً للتصدي لهؤلاء الناس، إنه الملك فيصل الذي كان أحد أعظم ملوك المملكة العربية السعودية. وعندما يتعلق الأمر بتمويل الجماعات المتطرفة، فإنني أتحدى أي شخص إذا كان يستطيع جلب أي دليل على أن الحكومة السعودية قد مولت جماعات إرهابية. نعم، هناك أناس من السعودية مولوا جماعات إرهابية. وهذا الأمر ضد القوانين السعودية. ولدينا الكثير من الناس في السجون الآن، ليس فقط بسبب تمويل جماعات إرهابية، ولكن حتى بسبب تأييد تلك الجماعات. وأحد أسباب وجود مشكلة مع قطر هو أننا لا نسمح لها باستخدام النظام المالي القائم بيننا من أجل جمع أموال من السعوديين وإعطائها لتنظيمات متطرفة.
قطر
• هل تعتقد أنكم ستستعيدون علاقاتكم الودية مع قطر مرة أخرى؟
- هذا يجب أن يحدث، يوماً ما. نأمل أن يتعلموا سريعا. وهذا يتوقف عليهم.
خامنئي وهتلر
• أنت تتحدث بصراحة غير معتادة عن إيران وأيديولوجيتها، حتى أنك ساويت المرشد الأعلى بهتلر. فما الذي يجعله هتلر؟ إن هتلر هو أسوأ شيء يمكن أن يكونه المرء.
- أنا أعتقد أن المرشد الأعلى لإيران يجعل هتلر يبدو طيباً... هتلر لم يفعل ما يحاول المرشد الأعلى القيام به. فهتلر حاول إخضاع أوروبا. وهذا أمر سيء. لكن المرشد الأعلى يحاول إخضاع العالم. إنه يعتقد أنه يملك العالم. كلاهما شرير. إنه (خامنئي) هتلر الشرق الأوسط. في العشرينات والثلاثينات، لم ير أحد هتلر كخطر. فقط عدد قليل من الناس (رأوه كذلك). إلى أن حصل الأمر. ونحن لا نريد أن نرى ما حصل في أوروبا يحصل في الشرق الأوسط. نريد منع حدوث ذلك من خلال التحركات السياسية والتحركات الاقتصادية والتحركات الاستخباراتية. نريد أن نتجنب الحرب.
• في تصورك، هل المشكلة دينية (الطابع)؟
- كما قلت لك، الشيعة يعيشون بشكل طبيعي في السعودية. وليس لدينا مشكلة مع الشيعة. لدينا مشكلة مع أيديولوجية النظام الإيراني. مشكلتنا هي أننا لا نعتقد أن لديهم الحق في التدخل في شؤوننا.
• يبدو لي أنك تعتقد أن دونالد ترامب لديه فهم أفضل لهذه القضية (التعامل مع إيران) من فهم (سلفه) باراك أوباما...
- كلاهما يفهمها. أعتقد أن الرئيس أوباما كانت لديه تكتيكات مختلفة. فهو كان يرى أنه إذا منح إيران فرصاً للانفتاح، فستتغير. لكن مع نظام حاكم قائم على هذه الأيديولوجية، لن تنفتح إيران قريباً. فنسبة 60 في المئة من الاقتصاد الإيراني يسيطر عليها الحرس الثوري. والمنافع الاقتصادية للاتفاق النووي الإيراني لا تعود للشعب. لقد أخذوا 150 مليار دولار بعد الاتفاق - فهل يمكن من فضلك أن تسمي لي مشروع إسكان واحداً بنوه بهذه الأموال؟ متنزه واحد؟ منطقة صناعية واحدة؟ هل يمكنك أن تسمي لي الطريق السريع الذي شيدوه؟ أنا أنصحهم - من فضلكم أرونا شيئاً يثبت أنكم تشيدون طريقاً سريعاً بقيمة 150 مليار دولار. بالنسبة للسعودية، هناك فرصة بنسبة 0.1 في المئة أن هذا الاتفاق سيؤدي إلى تغيير الدولة. بالنسبة للرئيس أوباما كانت تلك النسبة 50 في المئة. ولكن حتى لو كانت هناك فرصة بنسبة 50 في المئة بأنه سينجح، فإننا لا نستطيع المخاطرة. فنسبة الـ 50 في المئة الأخرى هي الحرب. يجب أن نذهب إلى سيناريو لا توجد فيه حرب.
ونحن نعمل على صد هذه التحركات الإيرانية. فعلنا ذلك في أفريقيا وآسيا وماليزيا والسودان والعراق واليمن ولبنان. ونعتقد أنه بعد أن نصدها، فإن المشاكل ستتحرك داخل إيران. لا نعرف ما إذا كان النظام سينهار أم لا - فهذا ليس الهدف - ولكن إذا انهار فسيكون أمراً رائعاً، وهذه مشكلتهم. نحن لدينا سيناريو حرب في الشرق الأوسط الآن. وهذا أمر خطير جداً على العالم. ولا يمكننا خوض المجازفة هنا. علينا اتخاذ قرارات مؤلمة وجادة الآن لنتفادى اتخاذ قرارات مؤلمة لاحقاً.
اليمن
• بمناسبة الحديث عن القرارات المؤلمة، هل أنتم تجعلون الوضع في اليمن أسوأ من خلال الأعمال العسكرية؟
- بداية، علينا العودة إلى الأدلة الحقيقية، والبيانات الحقيقية. فاليمن بدأ الانهيار ليس في العام 2015 (عندما تدخَّل التحالف العربي عسكرياً لدعم الحكومة الشرعية)، بل في العام 2014 - استناداً إلى تقارير الأمم المتحدة، وليس استنادا إلى تقاريرنا نحن. أي أن الانهيار بدأ قبل سنة على بدء الحملة. كان لدينا انقلاب في العام 2015 ضد حكومة شرعية في اليمن. ومن الجانب الآخر، حاول تنظيم القاعدة استغلال هذه الخطوة لمصلحته الخاصة ولترويج أفكاره. كافحنا للتخلص من المتطرفين في سورية والعراق، ثم بعد ذلك بدأوا في خلق ملاذ لهم في اليمن. وحملتنا تركز على مساعدة الحكومة الشرعية وجلب الاستقرار. والسعودية تحاول مساعدة شعب اليمن. فأكبر دولة مانحة لليمن هي السعودية. الناس الذين يتلاعبون بهذه المساعدات في نسبة الـ 10 في المائة من اليمن التي لا تسيطر عليها الحكومة هم الحوثيون.
ما أريد قوله هنا، كي أُبَّسط الأمر، هو أنه في بعض الأحيان في منطقة الشرق الأوسط لا تكون لديك قرارات جيدة وقرارات سيئة. في بعض الأحيان يكون لديك قرارات سيئة وقرارات أسوأ. وفي بعض الأحيان نضطر إلى اختيار الخيار السيئ.
المساواة
• هل تؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة؟
- أنا أدعم المملكة العربية السعودية، ونصف السعودية من النساء. لذا، فأنا أدعم النساء.
• ولكن المساواة؟ معادلة المجتمع؟
- في ديننا لا يوجد فرق بين الرجال والنساء. هناك واجبات على الرجال وواجبات على النساء. وهناك أشكال مختلفة من المساواة. وفي الحكومة السعودية، النساء يتقاضين أجوراً مثل الرجال بالضبط. ولدينا لوائح تنظيمية كهذه يتم تطبيقها في القطاع الخاص. لا نريد معاملة منقسمة للأشخاص المختلفين.
• ولكن ماذا عن قوانين الوصاية؟ هل هذا شيء تريد تغييره إلى الأبد؟
- قبل العام 1979 كانت هناك أعراف وصاية اجتماعية، ولكن لم تكن هناك قوانين وصاية في السعودية. هذا الأمر لا يعود إلى زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. في الستينات كان النساء لا (يتوجب عليهن) السفر مع أوصياء ذكور. لكن الأمر يحدث الآن، ونحن نريد أن نتحرك قدماً ونكتشف طريقة لعلاج ذلك بما لا يضر العائلات ولا يضر الثقافة.
• هل تنوي التخلص من هذه القوانين؟
- هناك الكثير من العائلات المحافظة في السعودية. وهناك الكثير من العائلات المنقسمة في داخلها. فبعض العائلات تحب أن تكون لها سلطة على أفرادها، وبعض النساء لا يردن السيطرة عليهن من جانب الرجال. وهناك عائلات ترى أن لا بأس في هذا الأمر. وهناك عائلات منفتحة ويمنحن نساءها وبناتها ما يردن. لذا، إذا أجبت بـ«نعم» عن هذا السؤال، فهذا يعني أنني أخلق مشاكل للعائلات التي لا تريد منح الحرية لبناتها. السعوديون لا يريدون أن يفقدوا هويتهم، لكننا نريد أن نكون جزءاً من الثقافة العالمية. نريد دمج ثقافتنا مع الهوية العالمية.
الملكية
• ماذا عن الملكية المطلقة؟
- الملكية المطلقة ليست تهديداً لأي دولة. أنت تقول ملكية مطلقة وكأنها تهديد. لولا الملكية المطلقة لما أصبحت لديكم الولايات المتحدة. فالملكية المطلقة في فرنسا هي التي ساعدت على إنشاء الولايات المتحدة من خلال منحها الدعم. الملكية المطلقة ليست عدوة للولايات المتحدة. إنها حليف لها منذ فترة طويلة جداً.
• هذا رد بارع جداً لكنه يتفادى الموضوع...
- حسناً، كل دولة، وكل نظام حكم، يتعين عليه أن يفعل ما يعتقد الناس أنه قابل للتطبيق. والمملكة العربية السعودية هي شبكة تتألف من الآلاف من الملكيات المطلقة، ومن ثم لديها نظام ملكي مطلق. فلدينا ممالك قبلية، وممالك على مستوى البلدات. ومن شأن التحرك ضد هذا الهيكل أن يخلق مشاكل كبيرة في السعودية. النسيج السعودي أكثر تعقيداً مما تظن. وفي الواقع، فإن ملكنا لا يملك سلطة مطلقة. فسلطته تقوم على أساس القانون. فإذا كان بصدد إصدار مرسوم ملكي، فهو ليس باستطاعته أن يقول: «أنا الملك سلمان وأنا أفعل هذا». إذا قرأت المراسيم، فإنك سترى في مستهلها قائمة القوانين التي تسمح للملك باتخاذ هذا القرار. وبالمناسبة، فإن ملكة المملكة المتحدة لديها السلطة المطلقة على أي قانون لكنها لا تمارسها. لذا فالأمر معقد.
• هل يمكن أن ترى نفسك تتحرك نحو نظام يصوت فيه الناس لممثليهم؟
- ما يمكنني القيام به هو تشجيع سيادة وقوة القانون. نود أن نشجع حرية التعبير بقدر ما نستطيع، طالما أننا لا نعطي فرصة للتطرف. يمكننا تحسين حقوق المرأة وتحسين الاقتصاد. صحيح أن هناك توترا يكمن هنا، لكن ينبغي أن نفعل ذلك.
أحد زواري الأميركيين قال لي شيئاً مثيراً حقاً. قال إن الأميركيين لا يدركون الفرق بين الأمرين، فهناك الغاية، وهناك الوسيلة. الغاية هنا هي التنمية والحقوق والحرية. أما طريق الوصول إليها - وهذا هو الرأي الأميركي - هي الديموقراطية، ولكن طريق الوصول إليها في السعودية هو نظامنا الأكثر تعقيداً.
عملية السلام
• دعنا نتحدث عن الشرق الأوسط الأوسع. هل تؤمن بأن للشعب اليهودي الحق في دولة قومية على الأقل في جزء من موطن أجداده؟
- أؤمن بأن كل شعب، في أي مكان، له الحق في أن يعيش في أمته المسالمة. أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق في أن يكون لكل منهم أرضه الخاصة به. لكن ينبغي أن يكون لدينا اتفاق سلام من أجل ضمان الاستقرار للجميع ومن أجل إقامة علاقات طبيعية.
• ليس لديك اعتراض قائم على أساس ديني ضد وجود دولة إسرائيل؟
- لدينا مخاوف دينية حول مصير المسجد الأقصى في القدس وحول حقوق الشعب الفلسطيني. هذا ما لدينا. وليس لدينا أي اعتراض ضد أي شعب آخر.
ليس لدى دولتنا مشكلة مع اليهود. نبينا محمد تزوج امرأة يهودية. نبينا، جيرانه كانوا يهوداً. وستجد الكثير من اليهود في السعودية قادمين من أميركا، وقادمين من أوروبا. لا توجد مشاكل بين المسيحيين والمسلمين واليهود. لدينا مشاكل كتلك التي يمكن أن تجدها في أي مكان في العالم، بين بعض الناس. ولكنها النوع العادي من المشاكل.
• هل تعتقد أن إيران تتسبب في تقريبكم أنتم وإسرائيل معاً؟
- إسرائيل هي اقتصاد كبير مقارنة بحجمها، وهي اقتصاد مستمر في النمو، وبالطبع هناك الكثير من المصالح التي نتشاركها مع إسرائيل... وإذا كان هناك سلام، فسيكون هناك الكثير من المصالح بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى دول مثل مصر والأردن.
3 خطوط حمراء
• أشعر بالفضول إزاء شبابك. هذه مهمة معقدة بالنسبة لشاب (مثلك)...
- أعتقد أن البشر يتعلمون حتى آخر أيام من حياتهم. وأي شخص يزعم أنه يعرف كل شيء فهو لا يعرف أي شيء. ما نحاول القيام به هو أن نتعلم سريعاً، وأن نفهم سريعاً، وأن نكون محاطين بأناس أذكياء. لا أعتقد أن شبابي مشكلة. أعتقد أن أفضل الإبداعات في العالم جاءت من شباب. وشركة «أبل» هي مثال جيد. فلقد تم إنشاء شركة «أبل» على يد ستيف جوبز، الذي كان في أوائل عشرينات عمره عندما بدأ يخترع. وهناك منصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» التي أسسها وأوجدها شخص ما زال شاباً. أنا أؤمن بأن جيلي يمكنه أن يضيف الكثير من الأشياء.
• الشيء الذي كان يملكه ستيف جوبز كان الحرية. لقد عاش في دولة يمكن للمرء فيها أن يفعل أي شيء...
- في السعودية يمكنك القيام بأي شيء تريد القيام به في مجال الأعمال التجارية، وفي أي نوع من العمل وأي نوع المشروعات ترغب في تطويره. وأيضاً، هناك معيار مختلف لحرية التعبير. في السعودية لدينا ثلاثة خطوط (حمراء) فقط - فأي شخص يستطيع أن يكتب ما يريد أن يكتبه وأن يتحدث عن كل ما يريد أن يتحدث عنه، ولكن لا يجب أن يصل إلى هذه الخطوط الثلاثة. وهذا ليس قائماً على أساس مصلحة، ولكن على أساس مصلحة الناس. الخط الأول هو الإسلام، فلا يمكن لأحد تشويه سمعة الإسلام. والخط الثاني - في أميركا يمكنك مهاجمة شخص وشركته أو وزير أو وزارته. وفي السعودية لا بأس أن تهاجم وزارة أو شركة، لكن في ثقافة السعوديين أنهم لا يحبون مهاجمة الشخص، ويحبّون طرح المسألة الشخصية بعيداً عن الأنظار. هذا جزء من الثقافة السعودية.
أما الخط الثالث فهو الأمن القومي. نحن في منطقة ليست محاطة بالمكسيك وكندا والمحيطين الأطلسي والهادىء. لدينا داعش، وتنظيم القاعدة، وحركة حماس، وحزب الله، والنظام الإيراني، بل وحتى قراصنة. لدينا قراصنة يخطفون السفن. وأي شيء يمس أمننا القومي لا يمكننا المجازفة به في السعودية. فنحن لا نريد أن نرى أشياء كالتي تحدث في العراق تحدث في السعودية. ولكن بخلاف ذلك، فالناس لديهم حرية القيام بكل ما يريدون القيام به.
وعلى سبيل المثال، نحن لم نحجب موقع «تويتر»، ولم نحجب الوصول إلى وسائل التواصُل الاجتماعي. تويتر، وفيسبوك، وسنابشات... جميعها مفتوحة لجميع السعوديين. لدينا أعلى نسبة من الناس حول العالم ممن يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي. في إيران يحجبون هذه الوسائل... وفي دول أخرى يحجبونها. أما السعوديون فيتمتعون بحرية الوصول إلى أي وسيلة تواصُل حول العالم.