أكد في افتتاح ملتقى الوقف الجعفري أن البلاد حققت سمعة عالمية كبيرة كأكثر الدول نشاطاً في العمل الخيري

العفاسي: الكويت قادت «الوقف» إلى العصرنة والحداثة في نظمه الشرعية والقانونية

1 يناير 1970 02:35 ص

 «الأمانة» طوّرت أوقاف أهل الكويت لتكون جزءاً من الواجب الإنساني المعبر عن الموقف الرسمي للدولة

إبراهيم بن نخي: مرونة واقع «الوقف» المادي ليلبي الحاجات المتغيرة والمتطورة للفرد والمجتمع

أكد وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور فهد العفاسي، حرص سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على دعم شعيرة الوقف وكل ما من شأنه تعزيز مكانتها ودورها في المجتمع لخدمة العمل الخيري الإسلامي، مشيرا إلى رعاية سموه لملتقى الوقف الجعفري السابع ودعمه الدائم لأنشطة وفعاليات الأمانة العامة للأوقاف، ومؤكدا في الوقت نفسه أن الكويت قادت شعيرة الوقف إلى العصرنة في الموقوفات والحداثة في نظمه الشرعية والقانونية.
وقال العفاسي، ممثلاً عن راعي الملتقى سمو الأمير، خلال افتتاح ملتقى الوقف الجعفري السابع تحت شعار «الأوقاف الجعفرية.. والحداثة» صباح أمس، إن «الكويت حققت سمعة عالمية كبيرة، كونها من أكثر الدول نشاطا في مجال العمل الخيري في مختلف أنحاء العالم، مما جعلها مثالاً يحتذى في عمل الخير والبذل والعطاء، وذلك بفضل أهلها الذي جبلوا على عمل الخير منذ القدم، فقدموا العون والمساعدات الإنسانية عبر أعمال خيرية بلغت مختلف أرجاء الأرض بعيداً عن أي اعتبارات تتعلق بالعرق أو الجنس أو المذهب».
وأضاف العفاسي، أن «ذلك منح الكويت مكانة رائدة في المنطقة، وقد توجت مسيرة العمل الخيري والتطوعي في دولة الكويت بتسميتها (مركزاً للعمل الإنساني)، وتم إطلاق لقب (قائد العمل الإنساني) على حضرة صاحب السمو أمير البلاد، من قبل الأمين العام للأمم المتحدة».
وأشار العفاسي إلى أن «الأمانة العامة للأوقاف ساهمت وما زالت، من خلال ثمرات أوقاف أهل الكويت في جهود تطوير العمل الوقفي والخيري، كجزء من الواجب الإنساني الذي يعبر عن الموقف الرسمي للكويت قيادة وحكومة وشعباً، وذلك من خلال الصناديق والمشاريع والمصارف الوقفية، التي تعنى بالمساهمة في مختلف جهود الإغاثة للمنكوبين من الكوارث الطبيعية والحروب، من الدول والأفراد والمجتمعات الإسلامية، وتقديم الغوث للمحتاجين في مختلف دول العالم، بالتنسيق مع مختلف الجهات الرسمية والأهلية الكويتية».
وتابع «الأمانة العامة للأوقاف من خلال احتضانها لإدارة الوقف الجعفري، وسعيها سعياً حثيثاً لنشر الوعي بأهمية الوقف ودوره الحضاري، وحرصها على تطويره، وتحديث آلياته، ليتماشى مع منجزات العصر الحديث، تعقد هذا الملتقى الجعفري السابع تحت شعار (الأوقاف الجعفرية.. والحداثة)، ليناقش قدرة شعيرة الأوقاف على العصرنة في الموقوفات والحداثة في نظمه الشرعية والقانونية، بهدف تقديم نماذج لمشاريع وقفية مستحدثة تتعاطى مع احتياجات المجتمع المعاصر لتخفيف معاناة الإنسان فيه.
وأيضا بهدف تطوير النظم الإدارية والمالية في المؤسسات الوقفية الجعفرية التقليدية».
وذكر العفاسي، «بصفتي ممثلاً لحضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه - راعي الملتقي - أتقدم بالشكر من هذا المقام إلى إدارة الوقف الجعفري بالأمانة العامة للأوقاف التي تسعى منذ تأسيسها ومن خلال ملتقياتها السنوية الهادفة إلى حفظ و رعاية و تنمية الأوقاف الجعفرية وتطويرها وتحقيق مقاصد الواقفين، لتعزيز دورها في المجتمع»، مؤكداً أن «دولة الكويت تعتز بالدور الذي تضطلع به الأمانة العامة للأوقاف وإدراتها ومصارفها وصناديقها الوقفية في مجال تنمية المجتمع على المستوى المحلي والإقليمي والدولي».
من جانبه، قال عضو اللجنة الاستشارية للوقف الجعفري، إبراهيم بن نخي إن «الحداثة كمفهوم ومصطلح يطغى على أوجه الحياة المعاصرة، ولا يُقصد بها الانتقال المادي من الحالة القديمة إلى الحالة الحديثة المتطورة»، مبينا أنها «منهج فكري يسعى لتغيير واقع ومفهوم الحياة بما ينسجم مع الفلسفات والنظريات المعاصرة، بحيث تصاغ حياة الإنسان وفقا لها».
وأضاف بن نخي، «نحن كمسلمين في الوقت الذي لا نرفض العصرنة المادية، ولكننا نملك منهجاً ربانياً متميزاً ينطلق من ثوابت عقائدية وتشريعية، تحصن الأمة من أي نظريات ومناهج تسلخ الإسلام من أصوله وجواهره عن الحياة، ومسؤوليات الإنسان عن واقعه الدنيوي وآثاره على مستقبله الحتمي في الحياة الآخرة»، مردفا أنه «لذلك كانت شعيرة الوقف أحد الدلائل   على الثوابت العقائدية والتشريعية»
وأشار بن نخي إلى «التأكيد الفقهي للمرونة في الواقع المادي للأعيان الوقفية، بحيث تلبي الأوقاف الحاجات المتغيرة والمتطورة للفرد والمجتمع على مدى العصور وتبدل الأحوال، مع ثبات الأحكام الشرعية التي تنظم وتحفظ مقاصد الواقفين»، آملا من الملتقى السداد لمزيد من الإثراء في البحوث الوقفية، والتي تعود بالنفع على الأمة الإسلامية، وعلى بلدنا دولة الكويت، التي تشهد اليوم نقلة نوعية متميزة، تحت قيادة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين.