يعاني منه أكثر من 175 ألف جندي أميركي سابق

تقرير أميركي: مرض حقيقي «أعراض حرب الخليج»

1 يناير 1970 01:26 م
واشنطن - رويترز - خلص تقرير نشر الاثنين، الى أن أعراض حرب الخليج، هي مرض حقيقي يعانيه أكثر من 175 ألف جندي أميركي سابق تعرضوا لمواد كيماوية سامة اثناء حرب تحرير الكويت العام 1991.
ويمكن أن يساعد التقرير الذي تم اعداده بتكليف من الكونغرس، قدامى المحاربين الذين خاضوا معركة مع الحكومة للحصول على العلاج لمجموعة كبيرة من الامراض العصبية غير المعروف اسبابها، تراوح من سرطان الدماغ الى تصلب الانسجة المتعدد.
وخلصت لجنة البحوث الاستشارية في شأن مرض امراض قدامى المحاربين الذين شاركوا في حرب الخليج، أن الاعراض، حالة جسدية مختلفة عن حالة النفسية التي يطلق عليها «صدمة القذيفة» والتي يعانيها محاربون قدامى خاضوا حروبا أخرى. وكانت دراسات سابقة خلصت الى ان اعراض حرب الخليج، ليست مرضا مختلفا.
وذكرت اللجنة التي تعكف على المشكلة منذ 2002 أن «الادلة العلمية لا تدع مجالا للشك في أن مرض حرب الخليج هو حالة حقيقية لها مسببات حقيقية وعواقب خطيرة على قدامى المحاربين المصابين به».
واعلنت اللجنة المكونة من علماء ومحاربين قدامى مستقلين، انه ينبغي على الكونغرس ان يزيد التمويل للابحاث في شأن صحة قدامى محاربي حرب الخليج الى 60 مليون دولار في العام على الاقل. وأضافت: «هذا التزام وطني أصبح ملحا على نحو خاص بسبب السنوات العديدة التي انتظر خلالها المحاربون السابقون في حرب الخليج (للحصول على) أجوبة ومساعدة».
وتوصل التقرير الى أن مرض حرب الخليج يعانيه على الاقل ربع الجنود الاميركيين البالغ عددهم 700 ألف، الذين شاركوا في الحرب التي وقعت في العام 1991 لاخراج القوات العراقية من الكويت، أو ما بين 175 ألفا و210 الاف في المجمل. وذكر ان القليل منهم شهدوا تحسنا في الاعراض على مدى الاعوام الـ 17 الماضية.
وتشمل الاعراض، صداعا مزمنا والما منتشرا وصعوبات في الادراك وارهاقا من دون سبب وطفحا جلديا واسهالا مزمنا ومشاكل في الهضم والتنفس.
ويقول كثيرون من قدامى المحاربين ممن خاضوا حرب الخليج ويعانون هذه الاعراض، انهم قوبلوا بالتشكيك عندما سعوا للحصول على علاج. واضاف انتوني هاردي، وهو محارب سابق من ماديسون - ولاية ويسكونسن: «تقرير اليوم يضع نهاية لواحد من أحلك فصول حرب الخليج لعام 1991 وهو شرعية مرض حرب الخليج. بالنسبة الى هؤلاء الذين شكوا في أن قدامى المحاربين في حرب الخليج مرضى، فان هذا التقرير حاسم وشامل».
وفي وقت الحرب كان هاردي في الثالثة والعشرين من عمره وبرتبة سرجنت. واليوم يعمل في وزارة شؤون قدامى المحاربين ويسكونسن، ويعاني مجموعة من الامراض المزمنة، منها مشاكل في التنفس والارهاق وألم مزمن منتشر.
وقال ادريان اتيزادو، مساعد المدير التشريعي لقدامى المحاربين الاميركيين المعاقين، وهي جماعة تمثل 1.4 مليون من المحاربين القدامى من مختلف الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة «الحقيقة ستنتصر». وأضاف: «يستطيع المرء أن يجادل عن حق بأن الحكومة الاتحادية أعاقت التقدم في السماح للمحاربين السابقين في حرب الخليج بالحصول على رعاية صحية ومزايا مالية... نأمل الان أن يكون هناك تركيز أكبر على العثور على علاجات فعالة».
وتوصلت اللجنة الى سببين محتملين، الاول عقار يمنح للقوات للحماية من غاز الاعصاب يعرف باسم «بيريدوستيجمين البروميد»، والثاني مبيدات حشرية استخدمت بكثافة أثناء الحرب.
وافادت اللجنة بانه لا يمكن استبعاد اسباب اخرى، منها التعرض الشامل للدخان من حرائق آبار النفط والتعرض منخفض المستوى لغاز السارين عند تدمير المخزونات العراقية التي جرى مصادرتها. وتابعت ان الحكومة الاميركية أنفقت نحو 440 مليون دولار على الابحاث الصحية المتعلقة بحرب الخليج منذ 1994، لكن الانفاق تراجع في السنوات القليلة الماضية، وغالبا ما لا يركز على تحسين صحة قدامى المحاربين.