الصراع عليه يقوده إلى «وليمة مسمومة»

لبنان تحوّل «صندوق بريدٍ» فهل تطير... صناديق الاقتراع؟

1 يناير 1970 01:56 ص
يكاد لبنان، المُنْحني أمام العواصف، أن يتحوّل «صندوق فرجة» سياسياً في ملاقاة «صناديق اقتراع» مايو 2018، غير مكترثٍ بقرْقعات «صناديق الرصاص» من فوق رأسه، وإمكان جعله «صندوق بريد» في المواجهة المتعاظمة بين اللاعبين الإقليميين والدوليين.

فبيروت، في هذه الأيام، غارقةٌ في «ألعاب انتخابية» على طريقة «الأبطال والحرامية»، سلاحُها مصطلحاتٌ فضائحية تضجّ بالكلام عن الصفقات والمحاصصات، وأخرى شعبوية تضخّ الكراهية وتستنفر العصبيات وتُعلي صوت كل ما هو... تحت السياسي.

ورغم أن هذا الضجيج الانتخابي الذي يحتلّ الشاشات ويطغى على ما عداه، يترافق أيضاً مع سيناريواتِ تموْضعاتٍ جديدة وقفْزٍ الى خلاصات «الربح والخسارة» لمعركةٍ مرتقبة بعد 7 أشهر، فإن ثمة سؤالاً لم يغادر الساحة، وهو: هل ستُجرى الانتخابات النيابية في موعدها؟

هذا السؤال لا صلة له بالشكوك الناجمة عن الصراع المستحْكم بين أطراف الحكومة حول جوانب غير محسومة من الترتيبات الإدارية للانتخابات كمصير البطاقة البيوميترية والموقف من التسجيل المسبق للراغبين في الاقتراع في أماكن سكنهم، وهي الأمور التي استعصى التفاهم حولها حتى الآن.

ولا علاقة لسؤالٍ من هذا النوع بـ «الريبة» التي تنتاب غالبية القوى السياسية من الذهاب الى انتخاباتٍ وفق قانونٍ جديدٍ، أقلّ ما قيل فيه إنه غرائبي وهجين ومُفخَّخ وعصيّ على الفهم ويقتادها إلى نتائج غامضة، وهي التي تعوّدت التحكّم بالتوازنات عبر تفاهُمات مسبقة.

ويصعب ربْط علامات الاستفهام حيال مصير الانتخابات بما حلّ بهذا الاستحقاق الذي أرجئ لثلاث مرات، فمُدد لبرلمان العام 2009 الذي كان يفترض ان تنتهي ولايته في 2013، أقلّه حتى الموعد الافتراضي في مايو 2018، الأمر الذي يجعل أي تمديد آخر بمثابة مغامرةٍ وأقرب الى «اللعب بالنار».

وإذا كانت الاعتبارات اللوجستية - السياسية والخشية غير المكتومة من النتائج واستحالة المجازفة الطوعية بإرجاءٍ رابع للانتخابات، معطياتٌ غير كافية للإطاحة باستحقاق مايو، فما الذي يمكن أن يحول دون إنجاز الانتخابات في الربيع المقبل؟

ثمة مَن يعتقد في هذا السياق، أن الأشهر السبعة المقبلة الفاصلة عن «صناديق الاقتراع»، ستكون على موعدٍ مع تطورات ترتقي الى مستوى التحوّلات في المنطقة ومعها لبنان المرشّح للتوغل قدماً في عيْن العاصفة نتيجة المواجهة التصاعُدية المفتوحة الأميركية - الإيرانية.

هذه المواجهة المتعدّدة الساحة ستشتدّ في سورية ما بعد «داعش»، وفي الطريق الى ترسيمٍ جديد للأدوار والأحجام عبر المفاوضات المقبلة، وستحضر بقوة في العراق مع انتخابات مايو الـ 2018، بعد أسبوع من الانتخابات التي يتحضّر لها لبنان.

وها هي بيروت «تفرك يديْها» حائرةً، يُغالِبها الشعور بأنها تُقتاد الى «وليمةٍ مسمومة». فالرئيس الإيراني حسن روحاني يفاخر بأن القرار اللبناني يمرّ في طهران، وإدارة نظيره الأميركي دونالد ترامب تضع في الخدمة رزمةً جديدة من العقوبات الأشدّ صرامة على «حزب الله».

ورغم الكلام الكثير عن تضاؤل احتمالاتِ المواجهة بالواسطة بين اسرائيل و«حزب الله» بسبب «الرعب المتبادل» من نتائجها المدمّرة، فإن حرب «السوشيل ميديا» واللعب على حافة الخطوط الحمر في البرّ والجوّ يجعل لبنان وخاصرته الجنوبية أشبه بـ«هشيمٍ» قابل للاشتعال بـ«قرارٍ كبير» أو... «خطأ كبير».

وإذا كانت المواجهة العسكرية «الحتمية» مستبعَدة حتى إشعار آخر، فإن حرباً من نوع آخر تشقّ طريقها لحصار «حزب الله» وعزْله كأحد أبرز الأذرع الإيرانية وأكثرها فاعلية في لبنان والمنطقة، وهو ما يتمّ بتناغُم كبير بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

فالموقف الخليجي، ولا سيما السعودي المُناهِض لإيران ونقطة ارتكازها الاقليمية المتمثلة بـ «حزب الله»، يأخذ في الحسبان الانتخابات النيابية اللبنانية التي ستكون محطّةً مفصلية في تحديد التوازنات الداخلية والموقع الإقليمي للبنان.

والانطباع السائد في بيروت ان «حزب الله» الذي أفاد من «التسوية السياسية» ونجح في إمرار قانونِ انتخابٍ يمكّنه من الإمساك بقواعد اللعبة في البرلمان العتيد، هو أكثر المتحمّسين لإجراء الانتخابات في موعدها لضمان مجيء برلمان يُشَرْعن إمْرته الاستراتيجية.

ورغم أن غالبية القوى السياسية المنْخرطة في التسوية، القائمة على «ربْطِ نزاعٍ» في شأن الملفات الاقليمية تَمضي في التحضير للانتخابات انطلاقاً من البحث عن تحالفات موْضعية لا سياسية لتكبير حجمها أو الحدّ من خسائرها، فإنه سيكون صعباً تَجاهُل «البُعد الاستراتيجي» في هذا الاستحقاق.

واشنطن والرياض وضعتا عنواناً مسبقاً لهذا الاستحقاق اللبناني هو «مَن مع حزب الله ومَن ضدّه» وسط «سندان» العقوبات المالية و«مطرقة» التغريدات المتدرجة - المتدحْرجة لوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان.

هذه المعطيات التي تجعل من الانتخابات «المحتملة» مُنازَلة «ما فوق» استراتيجية، قد تجعل الاستحقاق النيابي في مهبّ الرياح التي يمكن أن تطيح بـ «صناديق الاقتراع» في بلادٍ مرشّحة لأن تكون... صندوق بريد.

لديه صواريخ قادرة على إصابة الأهداف بدقة عالية



تقديرات إسرائيلية وغربية: «حزب الله» يمتلك قدرات دولة



| القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة |

كشف تقرير عسكري موسع أعده مختصون عسكريون غربيون وقادة في الجيش الإسرائيلي، حمل عنوان «الجيش الإرهابي لحزب الله: كيف نمنع وقوع حرب لبنان ثالثة»، أن القدرة التسليحية للحزب اللبناني وصلت إلى حد امتلاكه قذائف صاروخية قادرة على إصابة أهدافها بدقة متناهية، بالإضافة إلى قدرات جيش منظم.

وخلص التقرير، الذي وضعته مجموعة «HLMG)»High Level Military Group)، التي تضم كبار ضباط الاحتياط في جيوش الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وأستراليا وإيطاليا، بالإضافة إلى مسؤولين سياسيين وعسكريين في إسرائيل، إلى أن «حزب الله» بات «يمتلك قدرات عسكرية لدولة».

وأكد أن القوة العسكرية للحزب تعد «أقوى قوة مسلحة غير تابعة لدولة في العالم»، وقدّر أن عدد مقاتليه وصل إلى 25 ألف مقاتل، 5 آلاف منهم تلقوا تدريبات عسكرية متقدمة في إيران، ما يعد تطوراً ملحوظا بالمقارنة مع العام 2006، حيث كان الحزب يضم حينها 10 آلاف عسكري فقط في صفوفه.

ونقل التقرير المزاعم الإسرائيلية التي تفيد بأن «حزب الله» حول قرى الجنوب اللبناني، التي تشكل حاضنة شعبية له، إلى ممتلكات ومنشآت عسكرية، وأن 10 في المئة من سكان هذه القرى، هم مقاتلون تحت راية الحزب، وأن بعض المنازل تحتوي على أنظمة دفاعية وأسلحة ومعدات عسكرية متطورة، بالإضافة إلى شبكة واسعة من الأنفاق السرية، لمد القرى بالأسلحة الثقيلة، ونصب الكمائن العسكرية التي قد تستخدم لعمليات خطف جنود إسرائيليين.

وحسب التقرير، فإن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الحزب يمتلك آلاف الصواريخ الإيرانية من طراز «فجر 5» والصواريخ السورية «B-302»، التي يصل مداها من 60 إلى 80 كيلومتراً، بالإضافة إلى المئات من صواريخ «فتح 110» و«زلزال 2» الإيرانية، وصواريخ «M-600» سورية الصنع، التي يصل مداها إلى 250 كيلومتراً.

وحسب موقع «والا» الإلكتروني، فإن التقرير لم يؤكد بشكل قاطع أن «حزب الله» بحوزته صواريخ «سكود سي» و«سكود دي» التي يغطي مداها مساحة إسرائيل كاملة.

ونقل التقرير عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إن «حزب الله قد يمتلك فعلاً صواريخ موجهة بتقنية الـ GPS التي تتيح له ضرب الأهداف بدقة عالية، حيث لا تتجاوز نسبة الخطأ أمتاراً قليلة»، مشيرة إلى أن «الدقة أمر بالغ الأهمية، لأنها ستتيح للحزب ضرب المنشآت الإستراتيجية مثل محطات الطاقة والموانئ والمطارات وغيرها من البنى التحتية الإسرائيلية الحرجة».

وأشار إلى أن القتال بسورية عزز من القدرة العسكرية للحزب إلى حد كبير، أهمها «تخصص وتدرب مقاتليه على استخدام الدبابات الروسية (T-72) و (T-80)»، كاشفاً أنه «تم تدريب عشرات من عناصر الحزب لمدة عامين على التحكم بطائرات من دون طيار في أصفهان بإيران».

وأضاف انه «منذ حرب لبنان الثانية نجح حزب الله في تهريب منظومات الدفاع SA-17،SA-18، SA-22 من سورية إلى لبنان».