الجبير: الرياض وموسكو مواقفهما متقاربة في شأن تسوية نزاعات المنطقة

الملك سلمان يختتم زيارته التاريخية إلى روسيا ويشدد على الحوار بين الأديان لمكافحة الغلو

1 يناير 1970 04:19 ص
موسكو، الرياض - وكالات - اختتم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، زيارته التاريخية إلى روسيا التي استمرت أربعة أيام، وتم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والدفاعية التي نقلت العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مرحلة جديدة من التعاون الوثيق.

وكان في وداع الملك سلمان في مطار فنوكوفو الرئاسي، النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي ألكسندر غلوبونين، والسفير السعودي لدى روسيا عبدالرحمن بن إبراهيم الرسي.

ومع مغادرته روسيا، بعث الملك سلمان برقية شكر وتقدير للرئيس فلاديمير بوتين، قال فيها: «لقد أكدت المباحثات المشتركة التي أجريناها العزم على المضي قدماً في تعزيز العلاقات بين بلدينا في المجالات كافة، والعمل على استمرار التنسيق والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين، والأمن والسلم الدوليين».

وخلال استقباله المفتي الأعلى رئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا الشيخ طلعت تاج الدين، مساء أول من أمس، أكد الملك سلمان أهمية العمل على التواصل والحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة لتعزيز مبادئ التسامح، ومكافحة الغلو والتطرف، وتحقيق الأمن والسلم الدوليين.

من جهتهم، أعرب المفتي الأعلى ومرافقوه من أبرز الشخصيات الإسلامية في روسيا، عن سعادتهم بلقاء الملك سلمان خلال زيارته التاريخية لروسيا، وأكدوا حرصهم على نشر ثقافة الاعتدال والتسامح ومكافحة الإرهاب والتطرف بين مختلف أتباع الأديان والثقافات.

في موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية، أن المملكة العربية السعودية تنوي تطوير التعاون مع روسيا في مجالات الاقتصاد والأمن والثقافة والمجال العسكري التقني، مذكراً بأن العلاقات كانت تقتصر سابقا على المشاورات السياسية لا غير.

وأضاف ان خادم الحرمين أجرى لقاءات مثمرة للغاية مع الرئيس بوتين ورئيس الوزراء ديميتري مدفيديف، واتخذ البلدان قراراً بضرورة رفع مستوى العلاقات.

وأشار الجبير، بشكل خاص، إلى المواقف القريبة لروسيا والسعودية من تسوية النزاعات في الشرق الأوسط. وقال إن الدولتين تؤيدان التسوية السياسية للأزمة السورية على أساس اتفاق جنيف والقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، كما تصران على وحدة أراضي العراق وتدعمان الحكومة العراقية في مكافحة تنظيم «داعش»، وتسعيان للتسوية السياسية في اليمن على أساس مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ونتائج الحوار اليمني الوطني والقرار 2216 الدولي، بالإضافة إلى دعم جهود الممثل الأممي الهادفة إلى تقريب أطراف النزاع في ليبيا.

وفي الشأن السوري، عبر عن أمل بلاده في أن يتم تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية قبل بدء الجولة الجديدة من محادثات جنيف.

وأعلن الجبير أيضاً أن بلاده عازمة على التعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب، وأن الرياض لن تسمح لأحد بتمويل التطرف، وترويج إيديولوجية الكراهية.

ولفت إلى سياسة الولايات المتحدة في علاقتها بروسيا لن تؤثر على مخططات الرياض في شأن التعاون مع موسكو، ودعم الاستثمارات.

وقال في تصريح لوكالة «تاس» الروسية: «مهمتنا، هي تطوير العلاقات مع روسيا في مختلف الاتجاهات»، موضحاً أن «العقوبات بين روسيا والغرب تهم فقط روسيا والغرب».