صدى الكلمة
وداعاً بوعدنان
| د. يعقوب أحمد الشراح |
1 يناير 1970
11:39 ص
لقد خيم الحزن لغياب الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا بعد رحلة علاج في لندن. فقد كان المرحوم بإذن الله رائداً في المجالات التلفزيونية والإذاعية والمسرحية، وكذلك في الأوبريتات الغنائية التمثيلية. ولتعدد مواهبه وإبداعاته تأثر الناس بأعماله من مختلف الأطياف الاجتماعية والثقافية والسياسية، خصوصاً وأنها تعكس مستويات رفيعة في النص أو المضمون، وروعة الأداء، والإخراج الفني.
وبشهادة المختصين في المسرح والتمثيل، كان بوعدنان في طليعة المسرحيين، كما أنه تميز عن الآخرين بصوته الجميل وأدائه الغناء التمثيلي أو الأوبريتات الغنائية، مثل أغانيه في بساط الفقر، والله زمن، وصايم وغيرها... ولا ينسى الجمهور أغنيته لمناسبة زيارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش للبلاد بعد التحرير.
أما أعماله المسرحية فيطول الحديث عنها، وهي متعددة عكست بوضوح قدراته الإبداعية العالية، وتجاوب الجمهور معها، خصوصاً إبداعاته في مسرحيات مثل «درب الزلق»، «الأقدار»، «باي باي لندن»، و«سيف العرب» وغيرها.
لقد قضى، رحمة الله عليه، جلَّ وقته من أجل أن يدخل البسمة والسعادة في النفوس في زمن كثرت فيه المشكلات، وحاجة الناس للراحة والفرحة وزوال الهموم. ورغم مرضه، وما كان يواجه من صعوبات استمر في إسعاد الآخرين من دون انقطاع، مدركاً أهمية خدمة الناس والوطن.
أما محبته لوطنه وإخلاصه له، فقد سمعته مراراً يؤكد على العناية بالشباب وغرس قيم الولاء في نفوسهم، وأن المواطنة لا تعني التفرقة والطائفية، وإنما التآخي والتسامح، والعمل بإخلاص لخدمة الوطن... لهذا كانت أعماله تعكس الوفاء للوطن.
نسأل الله أن يرحمه ويغفر له، ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون...
Yaqub44@hotmail.com