خلال أمسية أقامها «بيت فلسطين» بالتعاون مع رابطة الأدباء
شعراء يتذكرون «النكبة»... بقصائد تهدر غضباً
| كتب مدحت علام |
1 يناير 1970
10:33 م
أحيا شعراء كبار وشباب أمسية شعرية... تذكروا فيها آلام نكبة فلسطين في ذكراها التاسعة والستين، التي حلّت على المجتمعات العربية والإسلامية إثر احتلال الكيان الصهيوني لأراضي فلسطين العربية وتشريد أهلها والتنكيل بهم، في أحداث مؤلمة لا تزال آثارها باقية في الضمير الإنساني.
والأمسية أقامها «بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة» بالتعاون مع رابطة الأدباء الكويتيين في مسرح الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح... وأدارها الشاعر سالم الرميضي.
والشعراء الذين شاركوا في الأمسية هم: الدكتور سعيد شوارب وسمير عطية وعبدالله العنزي وجعفر حجازي وناصر البريكي.
وألقى شوارب قصائده التي اتسمت بالجاذبية والقدرة على اقتناص الفكرة بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء... كما سجل بالشعر إعجابه بالمرأة الفلسطينية «أم مريم» التي تتحدث للإعلام عن فلسطين وكأنها لم تر ما حلّ بالقدس من حزن، ومن ثم قرأ قصيدة «مذكرة في جيب مقدسية»، والتي يتخيل فيها الشاعر ان هذه الورقة ضبطت في جيبها، ليقول:
يخاف أن يتهم الدجاج في بلادي
بأنه يميل للتفكير في البيض
يخاف ديك في بلادنا، يرفع بالأذان صوته
وأنشد شوارب قصيدة «حديث مع مقدسية»، والتي تناول فيها أيضا «أم مريم»، في سياق شعري مفعم بالألم والتحدي ليقول: «أسيرة أنت؟ حرفي لا يطاوعني/ مكسورة بين ذل الأمس والآتي».
وألقى شوارب قصيدة «نصف رسالة إليها»، والتي جاءت من وحي حرب 6 اكتوبر عام 1973... بين مصر واسرائيل، والتي تتحدث عن المجند عبد السميع في كتيبة كان يقودها الشاعر اثناء تأديته الخدمة العسكرية برتبة ضابط، وكيف أن هذا الجندي استشهد قبل أن يكمل كتابة رسالته إلى زوجته ليقول الشاعر:
منذ فارقتك لم نفترق
راجع يوما ثقي...!
راجع يوما... ثقي!
كلمات صاغها... ثم طواه
فيما أنشد عطية قصائده التي تماهت فيها الرؤى في سياق دفاعه عن القدس، ومن ثم فإن المفردات جاءت متناسقة مع مضامين الشاعر التي يحث فيها العالم على الانتباه لقضية فلسطين ليقول في قصيدة «نزيف الذكريات»:
هل تذكرين الطفل أو ضحكاته، هل تذكرين؟
أم أن أيام الصفاء تغيب في كدر السنين؟
ويخاطب الشاعر في قصيدة أخرى الأقصى... بأنهم آتون ولن تهزمهم الآلام، فالأمل ما زال في يقينهم لم يتزحزح قيد أنملة ليقول:
أيها الأقصى أتينا، وإلى المجد مشينا
نرفع الرايات في الآفاق نصرا... إنه وعد السماء.
وفي قصيدة العنزي وعنوانها«إلى الوطن العربي... بلا تحية»... جاءت المفردات متناسقة مع ما يتطلع إليه الشاعر من رؤى حسية بدت فيها الأحزان متداخلة في ما بينها وهو يحدث الوطن العربي عامة ليقول:
يا أيها الوطن المسلوب من يدنا
في ساعة الوصل أخطأت العناوينا
يا قاب جرحين قد أنكرتنا زمنا
حتى قضى الأمر واخترنا مراسينا
في ما ألقى البريكي قصيدة كتبها من وحي جهل الكثير من العرب والمسلمين بشكل العلم الفلسطيني، وذلك حينما أهدته زميلة أميركية من أصول عربية علم فلسطين اثناء إقامة فعالية ثقافية لمنظمة مهمتها توعية الشباب بقضية فلسطين، وذلك حينما كان يكمل دراسته في الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي عبرت القصيدة عن حزن الشاعر، بسبب غياب الوعي الكافي بالقضية الفلسطينية التي هي من أهم القضايا.
واختتمت الأمسية بقصيدة حجازي وعنوانها«نكبة 69»، تلك التي بدت متفاعلة مع الألم العربي الذي لم يتوقف نزيفه ليقول:
«تسع وستون»
البلاد جريحة والراقصون على الدماء الرطبة
الأخوة العشرون
ولوا عنك أوجههم.
ووجهك يا فتاة الكعبة
لك أنس يوسف حين أوحشه جبه
... من عتمة ظمأى لضوء ما.
وفي ختام الأمسية كرّم الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين الباحث طلال الرميضي - في حضور الشاعر الدكتور سالم عباس خدادة- المشاركين في الأمسية الشعرية، بدروع تكريمية.