العزلة ورهانات التعايش

هل يحق لي ترك قلمي يخط على هواه في التشكيك والطعن والحكم على الآخرين، من خلال ما ينقل في وسائل التواصل المختلفة ومن دون التحقيق؟

هذه الحالة التي تفسر لنا سبب فوضوية الصراعات والاختلافات الجارية في مجتمعنا من دون الأخذ بعين الاعتبار هيمنة الاعلام وبعض الخطباء وخطب المساجد في تمزيق الأمة ودعاة الفتنة وتجيير وتطويع النصوص الدينية حسب أهوائهم والخروج عن مصلحة الامة الى مصلحة الطائفة او القبيلة او المنطقة او الفردية.

وانعدام الحوار والتواصل والتمترس في خانة الحق معي وحدي فقط... وفقط.

للخروج من هذا المأزق ربما نحتاج الى:

1 - بناء علاقات مجتمعية ليست مبنية على الخوف والرعب انما عــلاقة تواصل واعتراف بالاخر له مالك من الحقوق وعليه ماعليك من الوجبات.

2 - معرفة مهارات النقد بشكل لا يمس بكرامة الانسان ولامعتقدته ولاجنسه ولا لونه ولا وطنه.

3 - نشر قيم العدل والمساواة في المجتمع.

4 - قبول التعايش والعيش المشترك.

5 - لاتنحصر رهاناتنا في بناء مستقبل الاجيال القادمة على إثبات ما كان يدور في تاريخ من خلافات عقدية.

6 - إنهاء حالة العــــزلــــة بـيــن مكونات وأطياف المجتمع التي ينــــهي عنها الباري عز وجل في قــــولــــة تعالى:

(يا أيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى? وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا * إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ * إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

7 - تقوية اواصر التواصل والتعايش والاندماج والانسجام ضمن النسيج الوطني الواحد.

8 - العمل بجد واصرار وايمان في تجفيف جميع الأحاديث التي تعبث بأمن ووحدة المجتمع.

9 - التقدم بعقل نير في خطوات حقيقية للبناء المجتمعي على جميع الاصعدة بما يلائم القيم الدينية والاعراف المجتمعي.

10 - التنوع الثقافي والتباين الفكري والاختلاف في جهات النظر بالطرق المشروعة حالة ايجابية.

11 - التعاون والتآخي والتسامح والتعايش هو مطــــــلب وحاجــــة ماســة.

وليس مدعاة لنشر خطــاب الكــراهية وتكريس القطيعة واتساع دائرة الهوة واسقاط القيم والمثــــل العليا بين مكـــــونات المجتمع فــيكون الضياع وحده السائد في نــشــرالتباعد والتصارع والتناحروالتنافر.

بعدها نسأل مرة اخرى من هو المسؤول وعلى من تقع المسؤولية الدينية الاجتماعية القانونية.

* كاتب سعودي