ضوء / وقّع كتابه في ندوة نظمتها دار «ذات السلاسل» في «الشيراتون»

أحمد الصراف: أخاطب نفسي في كتاباتي أكثر مما أخاطب القراء

1 يناير 1970 09:24 م
أشعر بالأمان في وطني... ولكنه يتناقص بمرور الوقت

أكتب لأسعد نفسي... وهذه أنانية ولكنها محمودة لا تضر

سعادتي الحقيقية حينما يقول لي شخص: «مقالتك غيّرت حياتي»

أغلب صفحات «كلام الناس... ذكريات ومقالات»... تجارب شخصية
اختارت دار السلاسل كتاب «كلام الناس... ذكريات ومقالات» لمؤلفه الكاتب أحمد الصراف ليكون كتاب الشهر، كي تقيم له بهذه المناسبة ندوة في القاعة الذهبية في فندق «الشيراتون» حضرها جمهور كثيف، وأدارها الباحث حمزة عليان، وتضمنت حلقة نقاشية وحفل توقيع الكتاب.

وتحدث العليان في تقديمه للندوة عن أهمية الصفحة الأخيرة لأي جريدة، وما تمثله من قيمة للقراء لا تقل عن قيمة الصفحة الأولى، ومن ثم فإن الجرائد تسعى في سبيل ذلك إلى استقطاب الكتاب الجيدين إليها، من ذوي الكلمات المؤثرة ولديهم قاعدة واسعة من القراء، وأشاعر عليان إلى الجهد الذي يقوم به الكاتب اليومي في الصحف، كما يفعل الصراف الذي يكتب يوميا عدا العطل الرسمية، مؤكدا امتلاك الصراف أفكارا جديدة وهذا هو سر انتظام زاويته اليومية، موضحا أن المقدمة بصفحاتها السبع هي أفضل ما يميز كتاب الصراف، وأن الكتاب يضم في متنه 231 مقالا نشرها الصراف في «القبس» على فترات متفاوتة من أصل 4829 مقالا نشرت بالتتابع.

وتحدث الصراف في كلمته عن مقالاته والتي تسبب بعضها في رفع قضايا على الصحيفة وصلت إلى 24... وأنه أصدر الكتاب بناء على رغبة القراء، ومقالاته تمتد لـ15 سنة منذ العام 1990، ومن ثم اختار 10 في المئة منها للنشر.

ومن ثم فتح المجال لمداخلات وأسئلة الحضور، التي أجاب عنها الصراف بروحه المرحة، القريبة من نبض القراء، مؤكدا أن الأفكار تأتيه تباعا، إلى درجة أنه طلب من رئيس تحرير «القبس» أن يمنحه صفحة كاملة يضع فيها أفكاره المتواترة. وأجاب الصراف عن سؤال يتعلق بالمدى الذي وصل فيه إلى القارئ، بأن سعادته الحقيقية حينما يقول له شخص: «مقالتك غيرت حياتي». وقال: «نحن شعب مجامل ولا نحب أن نعكر مشاعر أحد».

وأشار الكاتب طارق العيدان في مداخلته، إلى أن الصراف من كتاب الرأي المتميزين، ليسأله عن سقف الحريات في الكويت وعن الطقوس التي يلتزم بها عند الكتابة، مؤكدا أنه ليس كاتبا سياسيا كي يدلي برأيه في هذه المسألة، وأن سقف الحريات يرتفع بارتفاع الحريات في شكلها العام مثل وجود مجلس أمه قوي وخلافه، وفي ما يخص السؤال الثاني فقد أوضح الصراف أنه يكتب متى شاء وفي أي وقت، وليس لديه طقوس محددة.

وأبدى الدكتور سليمان العسكري سعادته بصدور كتاب الصراف، مطالبا بأن يقوم الصراف بالعمل على موضوع واحد يصدره في كتاب، فأوضح الصراف أن لديه مشاريع كتابين في هذا السياق ورواية، تتحدث عن رجل أرمني قطع رحلة طويلة من تركيا ثم بغداد وصولا إلى الكويت، ومن ثم التركيز على مأساة الأرمن.

وسأل أحد الحضور عن السبب الذي دفع الصراف إلى التوقف عن الكتابة في فترة من الفترات ثم العودة مرة أخرى، وعن موضوعية «القبس» في تقييمها للأمور، إلا أن الصراف أجل الإجابة لحين توقيع كتابه، كاشفا أنه لولا موضوعية «القبس» لما استمر بالكتابة فيها لهذه الفترة الطويلة من دون مقابل، ورفض العروض الأخرى. وفي سؤال يتعلق بالتيار الديني أوضح الصراف أن التيار الديني يستغل السياسة، ومن يعمل في السياسة فإن مصيره الفشل.

وفاجأ أحد الحضور الصراف بسؤال مفاده: «هل تشعر بالأمان في وطنك»؟، فأجاب بالتأكيد: «نعم أشعر بالأمان في وطني، ولكنه بمرور الوقت يتناقص، فهناك زيادة في عدد السكان والأموال تقل»، متحدثا عن ضرورة زيادة الاهتمام بالأطفال في الكويت، خصوصا هؤلاء الذين يعانون صعوبة التعلم، مبينا أن عدم الاهتمام بهذه الفئة، والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان قد يؤثر سلبا على المجتمع. وقال: «الأمان بدأ يفقد في مجتمع الغوص»، مشيرا إلى تردي أوضاع التعليم والعادات الاستهلاكية السيئة التي لا تزال موجودة.

وأشاد الدكتور عامر التميمي بقدرة الصراف على تجميع مقالاته في كتاب، موضحا أنه يكتب منذ 50 سنة ولم يتمكن من جمع مقالاته أو جزء منها في كتاب، وأوضح الصراف أن أغلب ما كتب عبارة عن معاناة حقيقة وتجارب شخصية، لذا كان من السهولة تجميعها في كتاب.

وأجاب الصراف على سؤال يتعلق بهوية كتابه، بأنه لا يدعي إصلاح الكون، وقال: «أنا أخاطب نفسي أكثر مما أخاطب القراء». وأجمل كلمات يسمعها تلك التي تقول: «أنت تقول الكلمة التي كنت أريد أن أقولها»، موضحاً: «أكتب لأسعد نفسي... وهذه أنانية ولكنها محمودة لا تضر».

وتحدث رئيس تحرير «القبس» وليد النصف في مداخلته عن أفكار مقالات الصراف المتميزة، مؤكدا أنه لم يزعجهم في القضايا التي رفعت ضده.