أنف وأذن وحنجرة... «مُثلث» متساوي «الأوجاع»! (2 من 3)

الأُذُن... 7 شكاوى شائعة

1 يناير 1970 09:41 م
تغيُّرات الضغط أثناء إقلاع وهبوط الطائرة قد تتسبب في تمزيق طبلة الأذن جزئياً أو كلياً لدى المصابين بالتهاب جرثومي في الأذن

سماع أصوات في الأذنين يكون عادة بسبب ضرر موقت أو دائم في عصب يوجد في أسفل الدماغ ويسمى «العصب القحفي الدهليزي القوقعي»

بادر فوراً إلى عرض نفسك على طبيب اختصاصي إذا لاحظت أو ظننت أن شمع أذنك مختلط بآثار دم
تتفشى مشاكل واضطرابات الأنف والأذن والحنجرة في الكويت، حيث تنتشر بين السكان مشاكل الحساسية الموسمية وغير الموسمية بسبب هبوب العواصف التي تكون محملة بذرات الغبار وبحبوب اللقاح وبغير ذلك من العوالق الدقيقة التي تسهم في استثارة شكاوى في جميع الأعضاء التي يصل اليها الهواء اثناء التنفس.

وإذا تأملنا الأمر تشريحيا، فبوسعنا أن نتصور أن مواضع الأنف والأذن والحنجرة تشكل مجتمعة ما يشب «المثلث» إذا رسمنا خطا مستقيما بين كل اثنين منها، وهو المثلث الذي يجمعه قاسم مشترك يتمثل في أمرين أولهما هو أن تلك الأعضاء الثلاثة تتشارك معظم «الأوجاع»، وثانيهما هو أن دراسة الطب جمعت الأنف والأذن والحنجرة في تخصص دراسي واحد.

ومن المهم توضيح أن التسمية الصحيحة لكلمة «الحنجرة» في ذلك التخصص الطبي ينبغي أن تكون «الحلْق» (throat)، إذ إنها تشمل منطقة الحلق والبلعوم ككل بما في ذلك الحنجرة.

وفي هذه السلسة المؤلفة من 3 حلقات متعاقبة، نلقي ضوءا تثقيفيا على المشاكل المرتبطة بـ «أضلاع» ذلك «المثلث»، حيث سنخصص الحلقة الأولى من السلسلة للأنف، والثانية (حلقة اليوم) للأذن، بينما ستكون الثالثة والأخيرة للحنجرة...أي «الحلْق».

• أعاني من مضاعفات مؤلمة عندما أضطر إلى السفر جوا خلال اصابتي بالتهاب في الأذنين...

- إذا كان لديك ألم التهابي في إحدى أذنيك أو كلتهما وتخطط للسفر جوا، فمن المهم جدا أن تتأكد قبل الطيران من أنه لا يوجد التهاب ذي منشأ جرثومي في أذنك. فالخطورة تكمن في أن التغير في مستويات الضغط أثناء إقلاع وهبوط الطائرة يمكن أن يسبب ألما مزعجا جدا، بل في بعض الحالات يمكن لذلك الضغط المتغير أن يتسبب في تمزيق طبلة الأذن جزئيا أو كليا لدى الأشخاص المصابين بعدوى جرثومية التهابية حادة في الأذن الداخلية أو الوسطى.

وفي هذا الصدد تحديداً، يقول استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة الألماني البروفيسور غيرهرد هيس، إن ?التهابات الأذن الوسطى الحادة - وبالأخص التي تكون مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة - تكون مؤلمة ?جدا عند السفر جوا، وذلك بسبب ?تورّم يحدث في القناة السمعية التي تربط ما بين الحلق والأذن الوسطى، وهو الأمر الذي يمكن أن يجعل الشخص يعاني آلاما مبرحة أثناء رحلة الطيران، وهي الآلام التي لا ?يمكنه عادة فعل أي شيء حيالها سوى تعاطي بعض المسكنات الموضعية أو الفموية.

ورغم تأكيده أن السفر جوا لا يؤدي إلى تفاقم الحالة المرضية إلا في حال وجود التهاب حاد جرثومي المنشأ، يرى البروفيسور هيس أنه من الأفضل ?تأجيل السفر بالطائرة في حال الإصابة بالتهابات حادة أو حتى متوسطة في الأذنين، ولا سيما بالنسبة للأطفال إذ إن المضاعفات والآلام المحتملة لديهم تكون أكثر حدة وخطورة مما تكون لدى البالغين.

• أعاني باستمرار من مشكلة سماع أصوات تراوح بين أزيز ورنين وطنين وصفير في الأذنين، ولا سيما عند الذهاب للنوم...

- الواقع أن هذه المشكلة الشائعة تنشأ عادة نتيجة لحدوث ضرر موقت أو دائم في عصب محدد يوجد في السطح السفلي للدماغ، وهو العصب الذي يسمى العصب القحفي الدهليزي القوقعي. كما أنه يمكن أن ينشأ طنينا أو أزيزا في الأذنين بسبب عدوى التهابية جرثومية، أو بسبب تعاطي جرعات كبيرة من الاسبرين، أو بسبب تعاطي أدوية أخرى معينة، فضلا عن التعرض لضوضاء أو موسيقى عالية.

وإذ يصعب تشخيصها ومعالجتها، فإن مشكلة سماع أصوات طنينية في إحدى الأذنين دون الأخرى تعتبر واحدة من بين 3 أعراض رئيسية لـ «مرض مينيير»، والذي هو عبارة عن اضطراب يصيب الأذن الداخلية ويؤثر على السمع والتوازن بدرجات متفاوتة، ويتميز بحدوث نوبات من الدوار والطنين مع حدوث فقدان تصاعدي في حاسة السمع لدى المريض، وعادة ما يحدث هذا المرض في أذن واحدة دون الأخرى، لكنه قد يصيب الأذنين معا.

وفي بعض الحالات، يكون طنين الأذن موقتا ثم يزول تدريجيا من تلقاء نفسه مع زوال مسببه. وعلى الرغم من أنه ليس هناك حتى الآن علاج مخصص لمشكلة سماع تلك الأصوات، فإن طبيبك الاختصاصي يمكن أن يصف لك طرقا للسيطرة عليها أو على الأقل التعايش معها بأسلوب يخلصك من الانزعاج الذي يصاحبها عادة.

• تنتابني آلام والتهابات متكررة في أذني اليمنى تحديدا، وقيل لي إن تلك الالتهابات والآلام قد تكون بسبب استخدام الهاتف، لكنني لا أدري مدى صحة هذا الكلام...

- من الممكن أن تصاب إحدى الأذنين أو كلتاهما بعدوى جرثومية أو بالتهاب نتيجة لكثرة استخدام سماعات الأذنين أو الهاتف، سواء كان هاتفك الشخصي النقال أو كان هاتفا عاما يتشارك آخرون في استخدامه. فالسطح الخارجي لجهاز الهاتف غالبا ما يحوي بكتيريا تنشر عادة من خلال اليدين. لذا فإن تطهير جهاز الهاتف بين الحين والآخر بمناديل معقمة مضادة للجراثيم ومصممة خصيصا لهذا الغرض يمكن أن يساعد في تقليص خطر انتقال وانتشار العدوى الجرثومية.

وإذا فحص طبيب متخصص أذنك المتألمة وأكد لك أنها ليست مصابة بـ«مرض مينيير» ولا توجد بها أي التهابات ظاهرة، فالأرجح هو أن ما تعانيه في أذنك اليمنى هو نتيجة الإفراط في استخدام الهاتف النقال أو حتى الهاتف الأرضي أحيانا، وبالأخص إذا كنت تستخدم تلك الأذن دون الأخرى في اتصالاتك الهاتفية.

وتتعزز تلك الفرضية إذا كنت تشعر بتنميل أو تخدير في أذنك اليمنى أو في ما حولها، وذلك يكون بسبب تعرّضها المفرط للموجات الكهرومغناطيسية التي تنبعث عادة من جهاز الهاتف النقال، وهي الموجات التي تسبب آلاما وتنميلا وتخديرا في الأذن وما حولها وصولا إلى الرقبة وحتى الكتف في بعض الأحيان.

وفي مثل تلك الحالة، عليك قبل كل شيء أن تقلل من استخدامك للهاتف النقال أو أن تتوقف عن استخدامه تماما إلى أن تشعر بتحسن ثم تعاود استخدامه في أضيق الحدود الممكنة وعند الضرورة فقط.

• أشعر بالضيق وضعف السمع بسبب تراكم افرازات شمعية في داخل أذني، لكن تلك المشكلة تزداد سوءا عندما أحاول استخراج ذلك الشمع بالأعواد الطبية المخصصة لذلك...

- لأن شمع الأذن مصمم طبيعيا بحيث يتحرك بدفع أعصاب وعضات معينة صعودا ليخرج من قناة الأذن من تلقاء نفسه، فإنه لا يوجد عادة أي سبب أو مبرر لتنظيف أي شيء أكثر من أذنك الخارجية.

والواقع أن استخدام الأعواد الطبية التي أطرافها مكسوة بقطن لتنظيف قناة الأذن ينطوي على مخاطر لا ينتبه اليها كثيرون، إذ إنها يمكن أن تدفع الشمع وتعيده ثانية الى أسفل قناة الأذن، ما قد يجعله يتراكم ويلتصق في كتل هناك ويسبب انسدادا في القناة، وبالتالي يصبح من الصعب عليك أن تسمع بوضوح.

لكن إحدى طرق تليين شمع الأذن تتمثل في استخدام قطرات قليلة من زيت الزيتون أو قطرات معقمة من الصيدلية. والقطرات يجب أن يتم تعاطيها بمعدل 3 مرات يوميا لمدة أسبوع كامل في كل أذن. ومن المفترض في هذه الحالة أن يتحرك الشمع خارجا من الأذن من تلقاء نفسه. ويمكن ان يقوم الطبيب أيضا باستخراج الشمع بلطف من الأذن بالدفق مستخدما ماء دافئا نظيفا.

• أحيانا تخرج مادة شمعية من أذني، لكن المقلق في الأمر هو أن لون ذلك الشمع يتغير من وقت إلى آخر...

- شمع الأذنين هو مادة طبيعية يتم إفرازها لحمايتهما من تغلغل الغبار والأوساخ إلى داخلهما. ويمكن للون شمع الأذن أن يتراوح ضمن درجات متفاوتة من الأصفر الفاتح الصافي وصولا إلى اللون البني الداكن.

لكن إذا لاحظت أو ظننت أن شمع أذنك مختلطا بآثار دم، فهذه علامة تدعو إلى القلق وعليك أن تبادر إلى عرض نفسك على طبيب اختصاصي فورا كي يحدد مصدر الدم ويعالجه قبل حدوث مضاعفات التهابية أكثر خطورة قد تصل إلى حدوث تلف بالعصب السمعي أو ما هو أسوأ من ذلك، كفقدان حاسة السمع.

• منذ بضعة أشهر، أعاني من خروج بعض الافرازات السائلة بين الحين والآخر من أذني اليسرى تحديدا، ولاحظت تزامن ذلك الأمر مع تراجع حاد في حاسة الشم...

- بالنسبة إلى الشكوى الأولى، إذا كانت تلك الإفرازات السائلة صديدا ذا رائحة كريهة، فهذا بسبب وجود التهاب في الأذن ناجم عن عدوى بكتيرية على الأرجح، ولابد من المسارعة إلى معالجته بالأدوية في أقرب فرصة ممكنة وهي مضادات حيوية على شكل نقط للأذن وحبوب بالفم وذلك بعد اخضاع عينة من الافرازات للفحص المختبري. أما إذا كانت تلك الإفرازات السائلة غير كريهة الرائحة ومصحوبة بمادة لزجة بنية اللون ولا يوجد ألم، فمن المرجح أنها تكون من المادة الشمعية التي تفرزها الأذن. وإذا كان هناك ألم مع تلك الإفرازات فقد يكون السبب التهابا في الأذن الوسطى أو الخارجية.

وبالنسبة إلى الشكوى الثانية، فإن لتراجع أو فقدان حاسة الشم أسبابا عدة من بينها على سبيل المثال: التهابات الأنف والجيوب الأنفية، فضلا عن الحساسية الأنفية، والزوائد اللحمية، والالتهابات الأنفية ذات المنشأ الفيروسي، وهي الالتهابات التي يمكن في حال اشتدادها أن تؤثر بشكل سلبي حاد على حاسة الشم في المنطقة العلوية من الأنف.

وفي كل الأحوال فإن أي افرازات سائلة من الأذنين تستدعي القلق ولا يستحسن تجاهلها أو إهمالها بأي حال. والإجراء الأنسب هو المسارعة إلى استشارة طبيب اختصاصي ليقوم بعمل فحص شامل للأنف والأذن والحنجرة (الحلق) واتخاذ كل ما ينبغي تشخيصيا وعلاجيا.

• أصبحت أشعر بعدم ارتياح مع آلام في الأذنين كلما سمعت صوت ضوضاء أو موسيقى عالية. أخشى أن يكون ذلك بسبب وجود مرض أو اضطراب معين...

- إذا كنت تتعرض لمستويات عالية من الضوضاء أو أصوات الموسيقى العالية، فإنك تكون عرضة لخطر حدوث ضرر دائم في أذنيك وسمعك. وذلك الضرر يمكن أن يشمل فقدان السمع أو سماع أصوات رنين أو طنين في الأذن.

وفي معظم الحالات، يستغرق الأمر وقتا طويلا (يصل أحيانا إلى سنوات) قبل أن يلاحظ أو ينتبه المريض إلى الضرر الذي لحق بأذنيه وسمعه. ولهذه الأسباب، فإنه من المهم بشكل خاص أن توفر حماية لأذنيك بوضع سدادات قطنية فيهما عند حضور حفلات أو مناسبات تعزف فيها موسيقى بصوت عالٍ، أو تستخدم فيها سماعات ضخمة لتضخيم الصوت.

وإذا كنت تستعمل سماعات أذن للاستماع إلى الموسيقى من جهاز «آيبود» أو اي جهاز مماثل، فإن الابقاء على مستوى الصوت عند مستوى أقل من 85 ديسيبل كفيل بان يحمي صحة أذنيك وسمعك.

للتواصل :

alrai.pulse@gmail.com