استشاري الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى «دار الشفاء» حذّر من أعواد القطن في تنظيف الأذن
الدويلة لـ «الراي»: الحساسية والتهاب الجيوب الأنفية أمراض مستوطنة في الكويت
| حوار باسم عبدالرحمن |
1 يناير 1970
12:18 م
الحساسية أحد عوامل التهاب الجيوب الأنفية لكن هناك أسباب أخرى
انحراف الحاجز الأنفي لا يُعد مرضاً إلا إذا تسبب في مشكلات في الجهاز التنفسي
علاج الجيوب الأنفية من العمليات الكبرى التي تتم بالمنظار
التهابات الأذن الوسطى والخارجية أهم أمراض الأذن وهي منتشرة نتيجة الصخب والضوضاء
الضوضاء تؤثر بشكل سلبي على عصب الأذن وننصح بعدم التعرض لها
نسبة نجاح عمليات زراعة القوقعة بالكويت ممتازة وهي مكلفة لأن التكنولوجيا الخاصة بها غالية
ننصح بعدم الصوت العالي لأن مضاعفاته خطيرة على الحنجرة
قسم الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى «دار الشفاء» مجهّز بأحدث المعدات
حذّر استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى «دار الشفاء» الدكتور راشد الدويلة من استخدام أعواد القطن من قبل البعض بغرض نظافة الأذن من الشمع الطبيعي الذي تفرزه حول الطبلة، مؤكداً أن هذه العادة خاطئة ومن شأنها التسبب في أذى الأذن إما بكبس الشمع للداخل وتعطيل وظيفة شعيرات القناة السمعية في طرد ما يزيد على حاجتها من الشمع الطبيعي علاوة على إمكانية خرق الأعواد القطنية لجدار طبلة الأذن أو ثقبها.
وقال الدويلة في حوارمع «الراي» إن أمراض الأنف لا سيما التهاب الجيوب الأنفية وأمراض الحساسية الأكثر توطناً وانتشاراً داخل المجتمع الكويتي نتيجة للعوامل الجوية وانتشار الغبار والطوز، لافتا إلى أن الحساسية أحد عوامل التهاب الجيوب الأنفية لكن هناك أسباب أخرى أهمها الالتهابات البكتيرية والفطرية المزمنة وتكوُن اللحميات التي تسد الأنف ما يؤدي لالتهابات مزمنة، بالإضافة إلى الانحراف في الحاجز الأنفي الذي يسبب عدم سهولة التهوية والتنفس.
فيما يتعلق بأمراض الحنجرة، قال الدويلة إنه لابد من إراحة الأحبال الصوتية بالقدر الكافي وعدم استخدام الصوت العالي إلا في حال دعت الحاجة الضرورية إلى ذلك حفاظاً على الحنجرة والأحبال الصوتية من الأمراض.
وأشار الدويلة إلى أن قسم الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى «دار الشفاء» يتميز باحتوائه على 4 عيادات خارجية و4 استشاريين ومسجل، كما يقوم القسم باجراء العمليات الكبرى والصغرى واستقبال الحوادث، وتحدث عن تفاصيل أخرى عديدة في سياق الحوار التالي:
• في البداية نود التعرف على الأدوات التي يستخدمها طبيب الأنف والأذن والحنجرة لتشخيص الأمراض المرتبطة بتخصصه؟
- الميكروسكوب والمنظار هما أهم جهازين نستخدمهما في عملنا والأول نستعمله لفحص الأذن والأنف، بينما يستخدم الثاني لفحصهما بالاضافة إلى الحنجرة، ويضاف إليهما جهاز غسيل الأذن.
• ما هي أهم الأمراض المستوطنة الخاصة بتخصص الأنف والأذن والحنجرة المرتبطة بالمجتمع الكويتي؟
- الشائع في الكويت أمراض الأنف، وهي تطغى على أمراض الأذن والحنجرة بنسبة كبيرة، ولعل أهم هذه الأمراض الجيوب الأنفية والتي ترتبط بها الحساسية الأنفية نتيجة لظروف تتعلق بالطقس والمناخ وانتشار الغبار والطوز، بينما خلال عملي في ألمانيا مثلاً لم أجد مثل هذه الأمراض منتشرة هناك، وهذان المرضان مرتبطان ببعضهما البعض والحساسية هي أحد العوامل المسببة للجيوب الأنفية لكن هناك عوامل أخرى مثل الالتهابات البكتيرية والفطرية المزمنة وتكون لحميات تقوم بسد الجيوب الأنفية ما يؤدي لالتهابات مزمنة بالإضافة إلى الانحراف في الحاجز الأنفي الذي يسبب عدم سهولة التهوية والتنفس.
• لكن الانحراف الأنفي مرض يعاني منه أكثر من 90 في المئة من شعوب العالم، فهل هو عيب خلقي لمعظم البشر؟
- هذا صحيح، فانحراف الحاجز لا يعد مرضاً بحد ذاته إلا إذا تسبب في مشكلات في الجهاز التنفسي والجيوب الأنفية، ويستطيع المريض التأكد من إصابته بذلك من خلال المعاناة من انسداد الأنف والشخير والتهابات الجيوب الأنفية المزمنة ويتم فحصه عن طريق عمل أشعة مقطعية ومناظير ثم علاجه دوائيا وإن لم ينجح يتم علاجه جراحياً.
• هل يُعتبر علاج الجيوب الأنفية من ضمن العمليات الصغرى التي يمكن علاجها بالكي؟
- لا بل تعتبر من العمليات الكبرى التي تتم بالمنظار، وتضخم القرنيات الأنفية هو الذي يعالج بالكي ووظيفتها ترطيب هواء الشهيق لكي يصبح دافئا ورطباً، ويتسبب إهمال تضخم القرنيات في انسداد الأنف.
• من الأنف ننتقل إلى أمراض الأذن، فهل تحدثنا عن الشائع منها؟
- أهم أمراض الأذن التهابات الأذن الوسطى والخارجية وهي حالات شبه يومية لدينا بالعيادات نتيجة الصخب والضوضاء، وهناك أيضا انسداد الأذن الشمعي والالتهابات المزمنة بالأذن الوسطى التي تؤدي إلى ثقب في طبلة الأذن فيحتاج المريض إلى عملية لترقيعها.
• هناك حالات تعرضت لثقب الطبلة وترقعت تلقائيا خاصة في حالات الأطفال؟
- نعم هذا صحيح، ففي الصغر قد يحدث التئام تلقائي لطبلة الأذن التي تعرضت للثقب نتيجة لحادث أو ما شابه ولا تحتاج إلى تدخل جراحي، لكن هناك حالات في المقابل تحتاج إلى التدخل الجراحي إما بفتحة خلف الأذن أو من أمام الأذن أو عبر فتحة الأذن نفسها واستخدام الغضروف خلف الأذن أو غشاء الطبلة.
• هل تتسبب الضوضاء في الكويت في أمراض مستوطنة مرتبطة بالأذن؟
- بالتأكيد، فالضوضاء تؤثر بشكل سلبي على الأذن وعلى عصب الأذن ومصادر الضوضاء متنوعة إما من الموسيقى أو سماعات الأذن أو بحكم العمل، وننصح من يتعرض أثناء عمله للضوضاء مثل العاملين في مجال النفط والمطارات ومحطات السيارات والأدوات الميكانيكية باتخاذ خطوات الأمن والسلامة وارتداء واقي الأذن حفاظاً على العصب السمعي.
• هناك من يسيء إلى أذنه دون قصد من خلال استخدام أعواد القطن لإزالة شمع الأذن الطبيعي، بماذا تنصح هؤلاء؟
- الشمع وظيفته حماية الأذن الداخلية والوسطى واستخدام عود القطن أكبر خطأ لأن الأذن تقوم تلقائيا بطرد الشمع الزائد عن طريق شعيرات موجودة بمحيط القناة السمعية، لكن يمكن استخدام أصبع اليد الصغير لازالة أي شمع زائد من دون إيذاء الأذن لأن عود القطن إما أن يتسبب في خدش الطبلة أو كبس الشمع للداخل والحالات التي لا تطرد فيها الأذن الشمع الزائد تلقائيا يتم علاجها من خلال الشفاط أو الماء.
• ماذا بشأن عمليات زراعة القوقعة؟
- تستخدم القوقعة الصناعية للإنسان إما عندما يكون لديه ضعف شديد في السمع ويكون مولود بعيب خلقي، أو إذا كان تعرض لحادث أو مرض ما تسبب في فقدانه السمع، وتعتمد العملية على زراعة جهاز بديل للقوقعة البشرية من خلاله يعاود الانسان السمع مرة أخرى لكن ليس بنفس كفاءة السمع الطبيعي، ولا تتم زراعة القوقعة في القطاع الخاص وإنما في مستشفى «زين» لأنها عملية تحتاج إلى طاقم فني كبير ومتابعة وتأهيل وبرمجة بعد العملية.
• لكنها مكلفة جدا حتى في المستشفى الحكومي؟
- بالفعل التكلفة كبيرة لأن سعر الجهاز نفسه برغم صغره المتناهي إلا أنه مرتفع الثمن، وكانت العملية تجرى في السابق خارج الكويت، وهي ليست عملية صعبة بل إن معظم أطباء الأنف والأذن والحنجرة قادرين على إجرائها اليوم لكن التكنولوجيا غالية الثمن، وقد تحدث انتكاسات لها شأنها شأن أي عملية أخرى، لكن في العموم فإن نسبة نجاح العملية بالكويت ممتازة.
• ما هي أمراض الحنجرة التي تراها منتشرة اليوم بحكم خبرتك في هذا التخصص؟
- الالتهاب البكتيري أو الفيروسي المصاحب لأمراض الأنفلونزا والبرد والأمراض الموسمية ويتم علاجها بالأدوية، كما تكون هناك أورام حميدة أو خبيثة أو اللحميات في الحنجرة أو الأحبال الصوتية ويتم استئصالها بالمنظار، وهناك من يتعرض لجلطة دماغية تتسبب في شلل في الأحبال الصوتية. أما من ناحية الصوت ففي العموم ننصح الغالبية بإراحة حنجرتهم وأحبالهم الصوتية وذلك بعدم استخدام الصوت العالي إلا في موضعه إن دعت الحاجة الضرورية إليه وليس في أي وقت، حتى لا تحدث مضاعفات تتعلق بالتهاب الاحبال الصوتية وأمراض الحنجرة.
• بعض الأطفال يعانون ضعف الأحبال الصوتية، ويحتاجون إلى اخصائي نطق، كيف ترى ذلك؟
- بالنسبة للأطفال إذا كانت الحالة عرضية لصراخ الطفل مثلا ما يؤدي لتعب أحباله الصوتية فإن هذا علاجه بسيط، لكن إذا كان هناك ضعف في الأحبال وضيق في مجرى الحنجرة فالأمر يحتاج إلى عملية جراحية لاصلاحه، أما «التأتأة» والصعوبة في النطق فإنه يتم تحويلها لاخصائي النطق وهو تخصص مرتبط بالأنف والأذن والحنجرة كما هو الحال في اخصائي السمع.
• ما الذي يميز قسم الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى «دار الشفاء» عن غيره من المستشفيات الأخرى؟
- يتميز قسم الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى «دار الشفاء» بأنه يضم 4 عيادات خارجية و4 استشاريين ومسجل ويقوم بالعمليات الكبرى والصغرى واستقبال الحوادث، ونقوم باستقبال المرضى وفحصهم بالعيادة الخارجية ويتم تحويلهم إلى العمليات في حال دعت الحاجة إلى ذلك بعد اجراء الفحوصات المختلفة.
• وما أهم وأحدث الأجهزة التي تتوافر لديكم؟
- مستشفى «دار الشفاء» يحتوى على أفضل وأحدث أجهزة المناظير المستخدمة لتشخيص أمراض الأنف والأذن والحنجرة وكلها صناعة ألمانية ذات جودة عالية وتستخدم إما للتشخيص أو العمليات.
• ما النصائح العامة التي تقدمها للوقاية من أمراض الأنف والأذن والحنجرة؟
- بالنسبة للأذن يجب الابتعاد عن الأعواد القطنية ومراجعة الطبيب في حال خروج أي صديد أو آلام، كما يفضل عدم استخدام الصوت بشكل متواصل على مدار اليوم وبصوت عال في غير موضعه حتى لا يحدث إرهاق للأحبال الصوتية، أما الحساسية فيجب علاجها فوراً حتى لا تتفاقم إلى جيوب أنفية وعمليات أخرى.
الشخير والتهاب اللوزتين
عرضٌ ... لا مرض
أكد الدويلة أن الشخير لا يعتبر مرضاً بل هو عرض نتيجة لأمراض أخرى أو قد يكون طبيعياً غير متعلق بأي أمراض ويجب فحصه وعلاجه. وأشار إلى أن الشخير يمكن أن يكون مصاحبا لمرض متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم حيث يتوقف الانسان عن التنفس لمدة 10 ثوان أو أكثر فتهبط نسبة الأكسجين بالدم، فينبه المخ المريض أن يستيقظ وهذا يؤدي لزيادة أمراض القلب مستقبلا والنوم المتقطع والتوتر والسكر والضغط.
وفيما يتعلق بأعراض هذا المرض قال إن المريض يشعر معه بعدم النوم الكافي، كما يشعر بالارهاق العام وعدم التركيز في العمل ويؤدي إلى الاكتئاب والاحباط وضعف الوظائف الجنسية. وقال: «إن لوحظ تكراره فإنه يجب علاجه بـ (فحص النوم) وهو جهاز ينام فيه المريض بالمستشفى يوماً كاملاً لتحديد مدة الانقطاعات وعددها ووضعية النوم وبحث كيفية علاجها إما باجراء عملية أو ارتداء جهاز ضخ الهواء داخل الجهاز التنفسي أثناء النوم»، موضحا أن انقطاع التنفس أثناء النوم يكون مصاحبا للشخير وقد يؤدي للوفاة المفاجئة إن كان شديداً ولم يتم علاجه.
التهاب اللوزتين
أشار الدويلة إلى أن مرض التهاب اللوزتين يكون مزمناً إذا تكرر حدوثه أكثر من 6 مرات في السنة خاصة لدى الأطفال، وهنا يُفضل استئصالهما من خلال المنظار لأن أضرارهما تصبح أكبر من فوائدهما وتتسبب في التهابات مزمنة ومشكلات تتعلق بالروماتيزم بالساق والمفاصل والقلب.