«الكويت واحة خضراء» تُجري جراحة تنظيف دقيقة للـ«جون» تنتهي قريباً

«رئة الكويت» تستقبل 25 طناً من النفايات يومياً

1 يناير 1970 09:37 ص
عبدالعزيز الشطي: «جون الكويت» يستعيد وجهه القشيب قريباً

شاطئ عشيرج يئن من كارثة بيئية وانخفاضه الشديد يجعل منه مستقبلاً لنفايات البر والبحر

نعمل على غرس حب العمل التطوعي وحماية البيئة والحفاظ على الشواطئ باعتبارها أحد كنوز الكويت

نطالب البلدية و«البيئة» بمنع التخييم بالقرب من الشواطئ

فاطمة العنزي: نشعر بالصدمة في كل مرة نزور فيها الشواطئ المطلة على جون الكويت

«الجون» ثاني أكبر حاضنة للأسماك في العالم ويضم ثروة طبيعية يجب المحافظة عليها

نبدأ العمل في الرابعة فجراً وهناك أماكن لا يتيسر الوصول إليها إلا سيراً على الأقدام يتم تنظيفها يدوياً
«رئة الكويت» تكابد ويبدو أن معاناتها سوف تنتهي قريباً.

فقد بشّر رئيس حملة «الكويت واحة خضراء» عبدالعزيز الشطي والمنسق الاعلامي للحملة فاطمة العنزي، بقرب الانتهاء من تنظيف شواطئ «جون الكويت» البالغ مساحتها نحو 850 كيلو متراً، مثمنين دعم العديد من الجهات الحكومية وعلى رأسها محافظ ومحافظة العاصمة ووزارة الداخلية والبلدية من أجل حماية الجون الذي يُعد ثاني أكبر حاضنة أسماك في العالم، علاوة على أنه يمثل الرئة التي تتنفس بها الكويت.

وقال الشطي والعنزي إن حملتهما التي انطلقت من شاطئ الخويسات وانتقلت إلى «عشيرج» ثم «الدوحة الشرقية والغربية»، حطت رحالها حاليا في جزيرة «أم النمل» بعد جولة استكشافية لها الأسبوع الفائت لمعرفة حجم نفاياتها مبدأيا، منوهين إلى أن شاطئ الصليبخات سيكون المحطة الأخيرة ليستعيد «جون الكويت» وجهه القشيب ويتم تنظيف محيط الجون بالكامل، متوقعين أن تستغرق المرحلة الأخيرة والتي تغطي المنطقة من نادي الصليبخات وحتى مستشفى الولادة نحو الشهر. وقدّرا مايجمعه متطوعو الحملة وعمال بلدية الكويت من الشواطئ يوميا بما يفوق أكثر من 25 طنا من النفايات التي يلقيها البحر على الشواطئ، أو بسبب السلوكيات غير الجيدة لأصحاب المخيمات القريبة من البحر، مشيرين إلى أنهما يتفاجآن بنفايات ومهملات «ما أنزل الله بها من سلطان»، خاصة في منطقة عشيرج التي يجعل انخفاضها منها ملاذاً مثالياً لاستقبال ما يلفظه البحر والبر على حد سواء.

واستغرب الناشطان البيئيان تواجد نحو 12 سفينة قديمة مهملة ملقاة على شاطئ عشيرج، كلها خربة نخر هيكلها الصدأ ولا تصلح لأي شيء سوى أنها تبقى أحد أكبر ملوثات البيئة البحرية والبرية، علاوة على مظهرها غير الحضاري الذي لا يليق بالكويت التي يوجه سمو الأمير إلى أن تكون مركزاً مالياً وتجارياً عالمياً. وشككا في استخدام السفن التي لا يمكن - على حد قولهما - اقتحامها للتعرف على محتوياتها بسبب إحاطتها بالشبك وإحكام غلقها وتغطيتها، مؤكدين أنهما مع كل زيارة لهما إلى شاطئ عشيرج، يلاحظان آثارا ودلائل على وجود من يستخدم هذه السفن، بسبب تغيرات في شكلها العام تطول طريقة وألوان الأغطية التي تحجب ما وراءها.

ونقل الناشطان مناشدة اصحاب هذه السفن الى المسؤولين لرفعها من الشواطئ حيث انها بحاجة الى التقطيع قبل البيع او تخصيص اماكن لهم لتقطيعها وبيعها سكراب لأن تجار السكراب لا يشترونها إلا مقطعة أو ستظل كما هي في مكانها.

في البداية، قالت المنسق الاعلامي لحملة «الكويت واحة خضراء» فاطمة العنزي: «نشعر بالصدمة في كل مرة نزور فيها أياً من الشواطئ المطلة على جون الكويت والتي تصل مساحتها إلى نحو 850 كيلو متراً، والعمل الذي نقوم به شاق جدا لأننا نتحدث عن مساحة ليست صغيرة». وشددت العنزي على أن جون الكويت يُعتبر ثاني أكبر حاضنة للأسماك في العالم، ويضم أنواعا مختلفة من الأسماك والحيوانات البحرية التي تُشكل ثروة طبيعية يجب المحافظة عليها، وليس إلقاء النفايات والقاذورات من حولها، منوهة إلى أن «الجون» هو الرئة التي تتنفس بها الكويت، ومن ثم فإنه إذا أصابها مكروه فإن الكويت كلها قد تكون معرضة للإصابة بالأمراض والعلل «لا قدر الله»، فهو إلى جانب كونه أكبر حاضنة للأسماك فإن في محيطه تقع محطة الدوحة لتحلية مياه الشرب مصدر الماء العذب الوحيد بالكويت، مبينة أن حجم النفايات التي تم رفعها من شاطئ منطقة «عشيرج» يبلغ نحو 25 طناً يوميا.

وعن جهود «الكويت واحة خضراء» في تنظيف شواطئ جون الكويت، قالت العنزي إن العمل يبدأ من الرابعة فجرا حيث تحضر آليات تنظيف الشاطئ ومعها أعضاء فريق الحملة من المتطوعين، ثم يأتي عمال النظافة من بلدية الكويت في السابعة والنصف صباحا، وأخيرا تحضر الجرافة والنسافات في التاسعة، الأمر الذي يجعل هناك مرونة في التعامل مع عملية رفع النفايات من الشواطئ، لأن هناك أماكن لا يتيسر الوصول إليها إلا سيراً على الأقدام، ولا تستطيع الآليات المختلفة الدخول إليها وبالتالي فإنه يتم تنظيفها يدويا أو بواسطة آليات صغيرة.

وأضافت العنزي أن عمل الحملة يتواصل صيفا وشتاء من دون إجازات، وتضم متطوعين من سن ثلاث سنوات وحتى 60 سنة، مشيرة إلى أن الحملة بدأت عملها من شاطئ الخويسات ثم انتقلت إلى شاطئ عشيرج وبعدها الدوحة الشرقية والغربية، وحاليا هي بصدد تنظيف شواطئ جزيرة «أم النمل»، حيث قام فريق الحملة بجولة استكشافية لها الأسبوع الماضي لمعرفة حجم نفاياتها مبدأيا، فيما سيكون شاطئ الصليبخات هو المرحلة الأخيرة من عمل الحملة ليكتمل تنظيف محيط جون الكويت بالكامل، وسوف تشمل هذه المرحلة الأخيرة المسافة من نادي الصليبخات وحتى مستشفى الولادة ويُنتظر أن تستغرق نحو الشهر تقريبا.

والتقط رئيس حملة «الكويت واحة خضراء» عبدالعزيز الشطي طرف الحديث لـ «الراي»، مستهلاً بالحديث عن تراكم النفايات بشكل هائل في منطقة عشيرج، مرجعا ذلك إلى سببين رئيسيين أولهما طول مساحة الشاطئ البالغ نحو 850 كيلومتراً والثاني انخفاضه الشديد الذي يجعل منه مستقبلا جيدا لكمية هائلة من النفايات، وهو يئن بدوره من هذه الكارثة البيئية التي لا تتناسب وإمكانات الكويت خاصة في ظل صمت مطبق من الجهات المعنية بحماية البيئة والثروة البحرية، وكل هذا - بحسب الشطي - عليه دلائل بالصوت والصورة.

وقال الشطي إن لشاطئ عشيرج طبيعته الخاصة، حيث لا يصلح أي شخص لتنظيفه فهو مليء بالحفريات والوصول إليه لا يتسنى سوى عبر شوارع ضيقة فضلا عن وقوعه ضمن منطقة عمل جسر جابر وبالتالي فإن حضور المتطوعين لتنظيفه مرتبط بأيام معينة، لكن وزارة الداخلية لم تقصر تجاه المتطوعين فخصصت دورية تسير بهم من دوار المدينة الترفيهية إلى الشاطئ بسبب وعورة الطريق وخطورته.

وأضاف أن الحملة استضافت أكثر من 2500 طالب من مختلف الإدارات التعليمية كما استقبلت فرق الكشافة، وذلك من أجل غرس حب العمل التطوعي وحماية البيئة والحفاظ على شواطئ الكويت من الاهمال باعتبارها أحد كنوز الكويت المهمة، مشيرا إلى أن أعضاء الحملة تلمسوا الفرحة على وجوه الزوار الذين تعرف الكثير منهم على جون الكويت للمرة الأولى حيث كان بعضهم لا يعلم عنه شيئا، ومن بعد هذه الفعاليات المختلفة استيقن الطلاب بشكل خاص أن جون الكويت هو بالفعل قلب الكويت ورئتها.

واعتبر الشطي أن له قلبين الأول ينبض لضخ الدماء والثاني هو جون الكويت ولا يمكن العيش بدونهما، معبرا عن الأسف أن حجم النفايات الذي تقوم الحملة برفعه يوميا بالتعاون مع بلدية الكويت يصل إلى نحو 25 طناً، ومشيرا إلى أن أكثر النفايات ملاحظة هي الأكياس البلاستيكية لأنها غير قابلة للتحليل ويصل عددها يوميا إلى أكثر من 250 كيسا متنوع الشكل والحجم. وقال: «لانكاد ننتهي من تنظيف الشاطئ حتى نعود في اليوم التالي لتنظيفه مجددا بسبب ما يلقيه البحر من نفايات جديدة ومخلفات أصحاب المخيمات»، مطالبا البلدية وهيئة البيئة بمنع التخييم بالقرب من الشواطئ ومراقبة السفن ومنعها من إلقاء أي مواد ملوثة أو مهملات في البحر قريباً من الشاطئ. ولفت إلى أن متطوعي الحملة صادفوا العديد من الملوثات والنفايات غريبة الشكل والحجم، لكن أغرب ما صادفوه هو وجود مخلفات لمواد البناء وكسر «الجبسمبورد» وهي مادة مسرطنة تتحلل على الشواطئ وتجرفها الأمواج إلى الماء الذي تعيش به الأسماك ونشرب منه.

وتطرق الشطي إلى المصاعب التي تجابه مهمة فريق حملة «الكويت واحة خضراء» مؤكدا أن هناك أماكن تضطر فيها الحملة إلى الاحتكاك بأصحاب المصانع والمخازن الموجودة بمحيط شواطئ جون الكويت، بسبب حرص الحملة على الانجاز في وقت محدد ومختصر لكن المخلفات تكون رهيبة جدا «وقمنا بتصويرها»، متمنيا وجود رقابة لصيقة على شواطئ منطقة الصليبخات تحديدا، حيث يقوم بعض ضعيفي النفوس بإلقاء مواد ومخلفات البناء بصفة يومية على الشاطئ.

سيارة وتجوري... أغرب النفايات



أوضح الشطي أن الحملة خلال تنظيفها شاطئ عشيرج فوجئت بسيارة كاملة داخل البحر وحينما تم سحبها وُجدت بدون لوحات أو ماكينة أو حتى رقم شاسيه وتم إبلاغ البلدية عنها لرفعها، مبينا أن من بين النفايات التي عثر عليها متطوعو الحملة تجوري.. لكنه كان فارغاً!

مجروران لا يزالان مفتوحين



كشفت المنسق الاعلامي فاطمة العنزي عن أن كافة المجارير التي تصب في جون الكويت تم إغلاقها، باستثناء«مجرورين» لا يزالان مفتوحين، ويحتاجان إلى الاغلاق في أقرب وقت للمحافظة على البيئة والصحة العامة.

شاليه ثابت



يقوم أعضاء الحملة دورياً ببناء شاليه ثابت في كل منطقة تنظيف ثم يقومون بهدمه بعد الانتهاء من تنظيف المنطقة.

شكرا محافظ العاصمة



أعرب الشطي عن شكره وتقديره لمحافظ العاصمة الفريق متقاعد ثابت المهنا على جهوده الملموسة لدعم الحملة ومتابعته اليومية لها.

150 متطوعاً



كشفت العنزي عن أن حملة «الكويت واحة خضراء» بدأت بخمسة متطوعين فقط، ثم وصل العدد الثابت إلى 50 عضواً، والآن وصل العدد إلى 150 متطوعاً.

مناشدة لأصحاب الشاليهات



ناشد الشطي أصحاب الشاليهات بمحيط شواطئ جون الكويت عدم إلقاء نفاياتهم على الشاطئ والمحافظة على نظافته خاصة بعد قيام الحملة بتنظيفه، مؤكدا على أهمية قيامهم بالتخلص من مخلفاتهم بأنفسهم حماية لرئة الكويت.

حملات توعوية في المساجد



أكد الشطي حرص الحملة على عقد حملات توعوية لأصحاب الشاليهات والمخيمات القريبة من الشواطئ التي زارتها الحملة، حتى أن إمام المسجد في منطقة عشيرج أشاد بجهود الحملة ونصح الناس بضرورة المحافظة على البيئة وأوصاهم بحسن التعامل مع الحملة ومساعدتها في عملها التطوعي.

«الكويت واحة خضراء»



حملة تطوعية تأسست في 2011 وانطلقت من رحمها حملة «انعاش جون الكويت» اعتبارا من أوائل العام الماضي.

بدأت الحملة عملها في المرحلة الأولى بتنظيف شاطئ الخويسات «شاطيء كاظمة سابقا» والذي استغرق أربعة شهور، وخلال المرحلة الثانية واصلت الحملة تنظيف شواطئ جون الكويت انطلاقا من منطقة «عشيرج» ثم الدوحة الغربية والشرقية، ويتبقى منطقة شاطئ الصليبخات وجزيرة أم النمل.

وتعمل الحملة من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ضمن برنامج الوزارة «بادر»، بدعم ورعاية محافظ العاصمة حيث تقوم المحافظة بدعم الفريق ماديا ومعنويا بالتعاون مع وزارة الداخلية بمختلف قطاعاتها وبلدية الكويت ممثلة بادارة النظافة العامة وإشغالات الطرق، والهيئة العامة للبيئة، وشركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية ورعاية بنك الكويت التجاري.

إدارة المتفجرات قبل الشروع في العمل



أوضح رئيس الحملة عبدالعزيز الشطي والمنسق الاعلامي فاطمة العنزي أنه قبل الشروع في العمل، تتم الاستعانة بإدارة المتفجرات بوزارة الداخلية بالتعاون مع محافظة العاصمة بإجراء مسح شامل للمنطقة للتأكد من خلوها من الألغام ومخلفات الغزو قبل تنظيفها، حيث تعمل إدارة المتفجرات على مسح المنطقة عن طريق تقسيمها إلى مربعات. وبعد ذلك يبدأ متطوعو الحملة وعمال البلدية جهودهم لأن الشواطئ قد يكون بها متفجرات من مخلفات الغزو الغاشم أو قد يقذف بها البحر إلى الشاطئ. وقالا: «تم مسح المنطقة البرية المحيطة بالشاليهات في كل منطقة نظفناها الأمر الذي أثار إعجاب أصحاب هذه الشاليهات لأن هذا الإجراء يضمن لهم ولأبنائهم السلامة».

سفن خربة تحذر: «انتبه المكان مراقب بالكاميرات»!



استغرب الشطي من وجود نحو 12 سفينة قديمة وخربة على شواطئ عشيرج نخر هيكلها الصدأ ولا تصلح لأي شيء، سوى أنها تبقى أحد أكبر ملوثات البيئة البحرية والبرية علاوة على مظهرها غير الحضاري الذي لا يليق بالكويت. وقال:«هذه السفن مشكوك فيها وفي وجودها ولا يمكن اقتحامها للتعرف على محتوياتها لأنها محاطة بالشبك ومغلقة ومغطاة بخيش أو قماش، لكن هذا لا يعني أنها غير مستخدمة، لأنه مع كل مرة نزور فيه الشاطئ نجد أن هناك من يستعملها لأننا نجد شكلها العام قد تغير من حيث شكل وألوان الأغطية وطريقة التغطية».

واعتبر أنه ليس أدل على أنها مستخدمة سوى وضع كاميرات مراقبة على إحدى هذه السفن، بل والمضحك في الأمر أن هناك تحذيرا بأنها مراقبة بالكاميرات من خلال عبارة بالاسبراي تحذر بالقول:«انتبه المكان مراقب بالكاميرات»، والكاميرات موضوعة بالفعل على أقرب حائط لأحد المخازن التابعة للشركات في الشاطئ.

واشار الشطي الى انه بعد الحديث مع اصحاب هذه السفن تبين انهم يحملون الكثير من الهموم ولا مانع لديهم من نقلها من الشاطئ حفاظا على البيئة، لكن لا يستطيعون بيعها حتى سكراب لأن تجار السكراب يريدون شراءها مقطعة وليست كما هي كاملة، ومسألة التقطيع هذه تكلف اموالا طائلة ويتم استخدامها كمخازن للاستفادة منها خاصة وانهم اشتروها بأموالهم، ناقلا مطالبهم بتخصيص اماكن لهم لتقطيع هذه السفن او ان تقوم الحكومة برفعها وإلا ستظل قابعة على الشواطئ.