الروائية الأميركية حاضرت عن المرأة المبدعة ضمن مهرجان «القرين الثقافي»

جين ساسون: هدفي أن أجمع تراث العالم... كما تراه النساء وأقدمه للبشرية

1 يناير 1970 08:22 م
أرفض مسألة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس... كما يريد ترامب
أفرد مهرجان القرين الثقافي في فعاليات دورته الـ23 مساحة للمرأة المبدعة... وذلك عبر محاضرة أدبية عنوانها «المرأة في مرآة الأدب... أضواء على التجربة الأدبية»... حاضرت فيها الكاتبة الاميركية جين ساسون في مسرح مكتبة الكويت الوطنية.

وتحدثت المحاضرة في الأمسية عن تجربة المرأة في مجال الكتابة الأدبية، والمواضيع التي تهتم بها خلال هذه التجربة، تلك التي تستلهمها من الحياة اليومية، فيما تطرقت المحاضرة إلى بداية الكتابة لدى المرأة من خلال الإرهاصات التي دفعت النساء منذ القدم إلى خوض مثل هذه التجارب الإبداعية الثرية، بالإضافة إلى التركيز على القصص الحديثة والمعاصرة... من خلال نموذجين من هذه الكتابات النسائية وهما روايتا «ميادا... ابنة العراق»، و«مغامرة حب في أرض ممزقة»، وهما الروايتان الأكثر انتشارا عالميا.

وحرصت ساسون في محاضرتها على إبراز النظام الاجتماعي الإنساني الذي يشجع على الإبداع الأدبي، بأقلام نسائية تعايشن مع تجاربهن، وأسهمن في إنتاج كتابات متميزة.

فيما أوضحت المحاضرة بالأدلة والبراهين أن الإبداع في حقول الثقافة والمعرفة والفكر والثقافة ليست قاصرة على الرجل فقط، ولكن المرأة لديها القدرة على التنافس والتميز، خصوصا في هذه الحياة العصرية التي مهدت للمرأة طريقها، وأوجدت لها الوسيلة الملائمة للحصول على المعرفة والفنون والثقافة... وهي أشياء كانت قديما مهيأة للرجل فقط دون المرأة، وبالتالي سارت المرأة في هذا الطريق وتمكنت من مشاركة الرجل في الإبداع.

وقالت ساسون:«لقد كان هدفي في الحياة أن أجمع تراث العالم كما تراه النساء وأقدمه للبشرية... إنني سعيدة جدا بمشاركتكم في رحلتي».

بينما أفاضت ساسون في حديثها عن كتابها«اغتصاب الكويت»والذي كشفت فيه وفضحت جرائم صدام حسين، التي اقترفها جنوده في الكويت إبان غزوه الغاشم، وأوضحت أن كتابها ما كان يظهر إلى النور لولا مساعدة ثلاثة كويتيين، أمدوها بالأخبار المتعلقة بتلك الجرائم وساعدوها في أن يظهر هذا الكتاب على الملأ، ومن ثم نشرت الكتاب في أميركا، وتعرف الشعب الأميركي على هذه المأساة الإنسانية المروعة، وأبدت المحاضرة سعادتها بهذا الكتاب المهم والذي يجسد المعاناة والألم، مؤكدة أن المرأة الكويتية تتميز بالطيبة والصلابة، واحترام المبادئ والقيم، ومن ثم تمكنت من إيصال قضية الكويت إلى كل العالم، وأنها بصدد إصدار كتاب يتحدث عن المقاومة الكويتية خصوصا في ما مثله الشهيد فائق عبد الجليل من تضحيات، والكتاب سيصدر بالتعاون مع عائلته.

وقبل حديثها عن كتبها الأخرى...كشفت أنها كاتبة إنسانية أصدرت العديد من الكتب في هذا المجال، وسردت ساسون سيرتها الذاتية ومسيرتها مع القراءة والكتب مؤكدة أنها كانت نهمة جدا في القراءة، وهذا الشغف اكتسبته بالجينات والولادة من أسرتها حيث ان جدتها كانت شغوفة بالقراءة رغم وجودها في قرية نائية في الولايات المتحدة الأميركية.

وتحدثت ساسون عن القراءة التي كانت متاحة للرجل قديما أكثر من المرأة، ويعود ذلك إلى عوامل تاريخية حينما كان الرجل فيها هو المسيطر، ولكن الآن وبعد أن احتلت المرأة مكانتها أصبحت القراءة بالنسبة لها متاحة مثلها مثل الرجل، لذا تميزت وأصبحت كاتبة مرموقة مثل الرجل تماما.

فيما أشارت المحاضرة إلى وجودها في المملكة العربية السعودية مؤكدة أنها كانت مرتاحة مع العباءة الخليجية ولم تكن هناك أي مشكلة في ذلك، كما تحدثت عن معرفتها بالأميرة السعودية وكتابة قصتها، التي لاقت استحسانا جميلا من قبل القراء.

ثم تحدثت المحاضرة عن كتابها«اغتصاب الكويت»، وما كشفت فيه من أسرار وحقائق بمساعدة الكويتية منى- والتي كانت حاضرة الأمسية مع أسرتها- وبالتالي تعرف المجتمع الأميركي بمأساة الكويت تحت الاحتلال والغزو الصدامي.

وتطرقت ساسون إلى رحلتها إلى العراق بعد تحرير الكويت بسنوات، والصعوبات التي واجهتها، حيث ان صدام حسين قد أصدر قرارا بطرد كل الأميركيين من العراق، ولكنها صممت على زيارة العراق ولم تكن خائفة من المطاردة وهي التي ألفت كتابا دافعت فيه عن الكويت وكشفت جرائم صدام حسين خصوصا ضد المرأة، ومن ثم تمكنت من دخول العراق والتعرف على المرأة العراقية ميادا وهي كانت محور روايتها التي حملت عنوان«ميادا ابنة العراق»، وأن ميادا امرأة عراقية وأم لأطفال، وهي أيضا كاتبة صحافية، تعرضت للكثير من الغبن والظلم في عهد صدام حسين، ولم تستسلم مطلقا رغم التعذيب الذي أصابها في السجون، وبالتالي حظيت الرواية بشهرتها العالمية، وكانت من أعمالها المميزة.

وفي رواية أخرى«مغامرة حب في ارض ممزقة» تحدثت الكاتبة عن بطلتها وهي امرأة كردية من كردستان العراق، تعرضت هي وأسرتها لهجمة بالأسلحة الكيماوية، من قبل جنود صدام حسين، وتمكنت من الإفلات من قبضة الظلم والعدوان لتتسلل إلى إيران كي تتلقى العلاج هناك، وأن هذه المرأة كانت مثالا للصبر وقوة التحمل، ومن ثم فقد حققت قصتها الرواج والانتشار.

ورفضت ساسون ما تردد حول نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، كما ينوي الرئيس الأميركي الجديد ترامب فعله، متمنية أن يتغير حاله بمرور الوقت.

كما أوضحت أنها قابلت عمر بن لادن وأمه، ومن ثم بدأت في نشر سلسلة تتحدث عن معاناة الأم وابنها في حياتهما مع أسامة بن لادن، الذي اكتشفت انه كان قاسيا على زوجته وأولاده.