التهاب المرارة... «حرائق» تنتشر بلا شرارة!
عبدالعليم الحجار
1 يناير 1970
10:08 م
في حالات محيّرة، يعاني بعض المرضى طوال أشهر - بل وربما سنوات - من آلام مبرحة متقطّعة غير واضحة المنشأ، إذ تبدأ بانتفاخ مؤلم في منطقة الربع العلوي الأيمن من البطن، ثم يختفي ذلك الألم لبعض الوقت ليعاود الظهور لاحقا على نحو غير مفهوم في أماكن أخرى متفرقة كالكتف الأيمن أو اسفل البطن مثلا، ويترافق ذلك مع ارتفاع في درجة حرارة الجسم، أو الإسهال، أو الغثيان والتقيؤ. ومع مرور الوقت، تظهر أعراض أشد كاصفرار الجلد والعينين والحمى.
وفي معظم تلك الحالات، يكشف التشخيص لأولئك المرضى في نهاية المطاف عن أنهم مصابون بالتهاب المرارة الذي يحصل لأسباب من أهمها نشوء حصوات فيها. وفي بعض الحالات المتأخرة، يأتي الاكتشاف بعد أن يكون خُرّاج قد تشكّل وتسبب في انفجار حويصلة المرارة. ومن أخطر المضاعفات أيضاً خروج حصوات المرارة من الحويصلة عن طريق قناتها الصفراوية العامة وتسببها في انسداد في الأمعاء الدقيقة، وتكون تلك حالة شديدة الخطورة على حياة المريض.
وهكذا، يمكن تشبيه الآلام المبرحة المتفرقة التي يثيرها التهاب المرارة بـ«الحرائق» الغامضة التي تندلع هنا وهناك بلا شرارة، إذ إن منشأها يكون ثابتا لكنها تنتقل على شكل «إشعاعات» من خلال شبكة الوصلات العصبية المنتشرة في جذع الإنسان.
ولمرض التهاب المرارة 3 أشكال رئيسية ألا وهي: الالتهاب الحاد الناجم عن وجود حصوات، والالتهاب الحاد من دون وجود حصوات، والالتهاب المزمن الذي يكون عادة بعد استئصال المرارة جراحيا.
وينشأ التهاب المراة عادة بسبب اصابات بأنواع معينة من البكتيريا المسببة للالتهاب؛ بما في ذلك البكتيريا المطثية الولشية، والبكتيريا الاشريكية القولونية، والبكتيريا المكورة العنقودية، وبكتيريا الكليبسيلا.
ووفقا لاحصاءات منظمة الصحة العالمية، تقدر نسبة الوفاة نتيجة التهاب المرارة بنحو 2 في المئة بشكل عام، بينما ترتفع تلك النسبة إلى 6 في المئة بين المرضى كبار السن، لا سيما إذا كانوا يُعانون من مشاكل صحية خطيرة أخرى كأمراض القلب والسكري وأمراض الكلى.
ومن المضاعفات الخطيرة الأخرى التي تصيب للمريض:
• التهاب المرارة النفاخي: ينشأ نتيجة لالتهاب ثانوي يصيب غشاء المرارة.
• انثقاب المرارة: يحصل عادة بعد ظهور الغرغرينا، ويسبب تقرحات حول حويصلة المرارة.
• الناسور المراري المعوي: وينتج في العفج أو الصائم بسبب انثقاب المرارة.
• الغرغرينا: وهي تحدث في حوالي 20 في المئة من الحالات، وخصوصاً بين كبار السن، او المرضى الذين يُعانون من السكري، أو الذين يتأخرون في تلقي العلاج.
ويجب على مريض التهاب المرارة أن يسارع فورا إلى تلقي العلاج على يد أطباء مختصين كي يتفادى تلك المضاعفات الخطيرة، كما يتعين عليه أن ينفذ تعليمات الأطباء بحذافيرها إذا تم استئصال مرارته جراحيا.
وقائيا، نقدم النصيحتين التاليتين اللتين تسهمان في تقليص فرص نشوء حصوات والتهاب المرارة:
• فقدان الوزن تدريجيا والمحافظة على وزن صحي: ففقدان الوزن سريعا يسهم في سرعة تشكل حصى المرارة، لذا يستحسن ألا يزيد معدل فقدان الوزن عن نصف كيلوغرام أسبوعيا.
• اختيار الغذاء الصحي: يوصى بأن يكون طعامك غنيا بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة مع الحرص على تقليل الأطعمة الغنية بالدهون لكونها تسهم في زيادة خطر نشوء الحصى.