مثقفون بلا حدود / الضمائر المنفصلة... وجهة نظر (1 من 2)
| د. فهد سالم الراشد* |
1 يناير 1970
12:49 م
الضمير هو أعرف المعارف. والضمائر قسمان منها المنفصل ومنها المتصل، والضمائر قد تلتبس على الدارس فيظن أنها حروف؛ لذا أردنا أن نوضح له أن الحروف وإن كانت مثل الضمائر مبنية إلا أنها لا محل لها من الإعراب، خلافا للضمائر؛ فالضمائر لها محل من الإعراب، وإن كانت مبنية، فمحلها إما أن يكون مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا. والضمائر لا تدرّس نظريا، بل لا بد من ورش عمل مصغرة، ولابد من الدربة والممارسة، ولابد من التمثيل لها بين الدارسين، ويجب تدريسها بواسطة بطاقات خاصة بالطالب يرتبها في الجملة ويحتفظ بها. وحبذا عمل برامج بالكمبيوتر لاستخدامها مثل (الباور بوينت) فهو يساعد الطالب على حفظ هذه المعارف؛ وبالتالي يسهل استعمالها في الكلام اليومي.
تعال معي نطبق ذلك على أمثلة الكتاب المدرسي للمرحلة المتوسطة بدولة الكويت:
(أنا كويتي أحب الكفاح، ونحن- الكويتيين- نعيش الحرية، أما أنت أيها الفتى الخامل، وأنت أيتها الفتاة الخاملة، فأنتما لا تمثلان الشباب)
- أنا: ضمير منفصل للمتكلم الواحد مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وبنيناه على السكون لأنه مدّ، والسكون هنا مثل الليل الساكن الطويل الممتدّ.
- كويتي: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (ياء النسب). ومعنى ذلك: كويت دولة، وأنت أحد أبنائها تنتسب إليها، إذن أنت كويتي.
- أحب: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الباء)؛ لأنه بدأ بحرف من حروف المضارعة (أ، ت، ن، ي) والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. أي: أنا الذي أحب. ومعنى «مستتر وجوبا» أي لا يجوز إظهاره؛ فإذا كان اسمك فهدا -على سبيل المثال- لا يجوز أن تقول: «أحب فهدٌ الكفاح»، متحدثا عن نفسك.
- الكفاح: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الحاء).
- و: حرف عطف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب.
- نحن: ضمير منفصل للمتكلم غير الواحد مبني على الضم الظاهر في محل رفع مبتدأ.
- الكويتيين: مفعول به منصوب لفعل محذوف تقديره (أخصّ الكويتيين) وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، وهذا ما يسمى في النحو بأسلوب الاختصاص؛ لذا وجب وضع كلمة (الكويتيين) بين شرطتين لكي لا يلتبس الأمر على الطالب ويظن أنها خبر للمبتدأ (نحن)، وهي منصوبة. ومن شروط الإملاء الصحيح أن توضع بين شرطتين.
- نعشق: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (القاف)، لأنه بدأ بحرف من حروف المضارعة(أ، ت، ن، ي)، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (نحن). أي: نحن الذين نعشق. ومعنى « مستتر وجوبا « أي لا يجوز إظهاره؛ لأن الفعل (نعشق) يحتمل عدة أسماء أو مجموعة من الناس، فليس بمقدورنا ذكرها كلها.
- الحرية: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (التاء المربوطة).
- أما: حرف شرط وتفصيل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- أنت: ضمير منفصل للمخاطب المذكر مبني على الفتح الظاهر في محل رفع مبتدأ.
- أيها: أصل الكلام: (يا أيها) حذف حرف النداء (الياء). أيـ: هي أي الوصلية التي يؤتى بها للتوصيل إلى النداء، وهي اسم مبهم منادى مبني على الضم الظاهر في محل نصب مفعول به لفعل النداء المقدر (أنادي)، ــها: حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- الفتى: صفة لـ (أيـ) مرفوعة بالضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل لأنه اسم مقصور، ثقل اللسان عن نطق الحركة عليها. وهنا قد يسأل الطالب: تارة تقولون ثقل وتارة تقولون تعذر ما معنى ذلك؟ الإجابة من وجهة نظري: الثقل في الاسم المقصور، لأنه يعرب بحركات مقدرة في كل حالاته (الرفع والنصب والجر)، أما التعذر ففي الاسم المنقوص الذي يعرب بحركات مقدرة في حالتين اثنتين هما (الرفع والجر)، أما في حال النصب فتظهر حركة الإعراب ومثال على ذلك (ترافع محام - ذهبت إلى محام)، (كلمت محاميا).
- الخامل: صفة لـ (الفتى) مرفوعة بالضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (اللام). والصفة تتبع الموصوف؛ فالموصوف (الفتى) جاء مفردا ومذكرا ومعرفا بـ (أل)، والصفة (الخامل) جاء مفردا ومذكرا ومعرفا بـ (أل).
- و: حرف عطف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب.
- أنت: ضمير منفصل لمخاطبة المؤنثة مبني على الكسر الظاهر في محل رفع مبتدأ، معطوف على (أنت) في الجملة السابقة.
- أيتها: أصل الكلام (يا أيتها) حذف حرف النداء (يا)، أيـ: هي أي الوصلية التي يؤتي بها للتوصيل إلى النداء، وهي اسم مبهم منادى مبني على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المقدر (أنادي)، تـ: حرف تأنيث مبني على الضم لا محل له من الإعراب، ـهـا: حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- الفتاة: صفة لـ (أيـ) مرفوعة بالضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (التاء المربوطة).
- الخاملة: صفة للفتاة مرفوعة مثلها بالضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (التاء المربوطة). والصفة تتبع الموصوف؛ فالموصوف (الفتاة) جاءت مفردة ومؤنثة ومعرفة بـ (أل)، والصفة (الخاملة) جاءت مفردة ومؤنثة ومعرفة بـ (أل).
- فأنتما: فـ: حرف استئناف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب،-أنتما: ضمير منفصل للمثنى المذكر والمؤنث معا مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- لا: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب. ولو كان حرف نهي لقلنا:(لا تمثلا) لأن حرف النهي يجزم الفعل المضارع.
- تمثلان: تمثلـ: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والأفعال الخمسة هي كل فعل مضارع اتصلت به (واو الجماعة أو ألف الاثنين أو ياء المخاطبة: يمثلون، تمثلون، يمثلان، تمثلان، تمثلين)، وسميت بالأفعال الخمسة، لأن ليس لها سوى خمس حالات، وفي كل حال من هذه الحالات يكون الضمير المتصل بهذه الأفعال هو الفاعل؛ بمعنى (واو الجماعة فاعل، وألف الاثنين فاعل، وياء المخاطبة فاعل)، ا: ألف الاثنين في (تمثلان) ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، ن: تسمى نون الأفعال الخمسة حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
- الشباب: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الباء).
* كاتب وباحث لغوي كويتي
fahd61rashed@hotmail.com