تقرير

أهم تصريحات ترامب وآرائه عن منطقة الشرق الأوسط

1 يناير 1970 08:11 م
بينما تلتقط أميركا أنفاسها على وقع ارتفاع قياسي في البورصة وبوادر عملية انتقالية سلسة وخطاب سياسي هادئ، بعد فوز دونالد ترامب المفاجئ في الانتخابات الرئاسية، يواصل الرئيس المنتخب التحضير لتولي المهام العليا.

وبعدما ألقى خطابا اتسم بنبرة مصالحة ليلة فوزه في الانتخابات، أعطى ترامب خلال لقائه مع الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما إشارة قوية الى عزمه على الابتعاد عن نبرة المرشح الاستفزازية والعدائية لاتخاذ موقف رئاسي هادئ.

ولم يسبق لرجل الاعمال الثري ان شغل اي منصب منتخب، وخاض وحيدا وسط خلافات مع حزبه نفسه حملة الانتخابات التمهيدية الجمهورية ثم حملة الانتخابات الرئاسية، وسيسعى الآن للفوز بدعم قادة الحزب الذي يسيطر على مجلسي الكونغرس.

وبعد خلافات داخلية عميقة في الحزب، يبدو أن فوزه الكاسح والزلزال السياسي الذي أحدثه بددا التحفظات التي أعرب عنها البعض منتقدين أسلوب وخطاب المرشح الذي ينعت باستمرار بالعداء للأجانب وتحقير النساء، اضافة الى مهاجمته منطقة الشرق الأوسط ككل ودول الخليج و كيفية حديثه عن الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي وصولاً الى «تنظيم الدولة الاسلامية» (داعش)، فإيران والاتفاق النووي.

وفي ما يلي، حصاد بالتواريخ - وعلى أربعة محاور - لأهم وأبرز تصريحات ترامب المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، وهي التصريحات التي أدلى بها شفهيا خلال مقابلات أو مناظرات، أو نُقلت منسوبة إليه، أو وافق عليها، أو كتبها في سياق كتابه «Crippled America» (أميركا المشلولة)، وحظيت باهتمام على مدار حملته الانتخابية المضطربة التي أوصلته في نهاية مطافها إلى فوزغير متوقع ومثير للجدل والدهشة في آن معا.

• أولا: منطقة الشرق الأوسط ككل

- بتاريخ 4 أكتوبر 2015، وافق على أن:

«وجود حكام مستبدين أقوياء في منطقة الشرق أوسط، أفضل من شرق أوسط تسوده الفوضى».

س: هل تظن أنه لو أن (حكاما مستبدين) من أمثال معمر القذافي وصدام حسين وحافظ الأسد كانوا موجودين الآن وأكثر قوة لكانت منطقة الشرق الأوسط أفضل حالا وأكثر أمانا مما هي عليه الآن؟

ترامب: هذا أمر لا يحتاج إلى أي جدال أو خلاف. فها هو العراق في كارثة. بل ان تنظيم «داعش» انبثق من داخل العراق.

س: حسنا، دعني أوضح الأمر أكثر. هل تظن أنه لو كان صدام والقذافي ما زالا في السلطة الآن، لكانت الأمور أكثر استقرارا؟

ترامب: بالطبع هذا ما كان سيحصل. فعلى سبيل المثال، ما كان سيصبح لدينا ما حصل في بنغازي، وهو الأمر الذي كان وضعا رهيبا.

س: وهل تنوي (في حال انتخابك) الانسحاب مما نقوم به في سورية حاليا؟

ترامب: كلا، بل سأتابع مجريات الأمور.

• ثانيا: إيران والاتفاق النووي وإسرائيل

- بتاريخ 13 فبراير 2016، قال:

«الاتفاق النووي مع إيران هو واحد من أسوأ الاتفاقات... وهو وصمة عار على أميركا».

السناتور تيد كروز: إذا نظرت الى التهديدات التي تواجه هذا البلد، فإن التهديد الأخطر على الإطلاق، أي تهديد للأمن القومي، هو التهديد الناجم عن وجود إيران نووية. ولهذا السبب فإنني تعهدت بأنني منذ اليوم الأول سأعمد إلى تمزيق هذا الاتفاق النووي الإيراني.

ترامب: هذا الاتفاق (النووي) مع إيران هو واحد من أسوأ الاتفاقات التي شهدت التفاوض بشأنها طوال حياتي برمتها. انها وصمة عار أن هذه الدولة (أميركا) قد تفاوضت حول مثل هكذا اتفاق.

- بتاريخ 16 يونيو 2015، نُقل عنه قوله إنه:

(يؤيد مزيدا من العقوبات على إيران، ومزيدا من الدعم لاسرائيل).

جاء ما يلي في سياق برنامج «News Hour» على قناة «PBS»:

«ماذا يعتقد دونالد ترامب؟ في ما يتعلق بإيران وإسرائيل، هو يؤيد الانسحاب من المحادثات النووية وتشديد العقوبات. وقال ترامب إن الولايات المتحدة تسيء التعامل مع المفاوضات الحالية مع إيران وأنه كان ينبغي على واشنطن أن تنسحب من على طاولة المفاوضات بمجرد أن رفضت طهران فكرة ارسال اليورانيوم المخصب الى روسيا. وقال ترامب إنه (لو كان بيده الأمر) لأمر بتشديد العقوبات على إيران. وقد كان ترامب وما زال منتقدا بشكل حاد للطريقة التي تتعامل بها إدارة أوباما مع العلاقات مع إسرائيل، كما أنه دعا إلى إنشاء تحالف وثيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو».

• ثالثا: سورية وروسيا

ودول الخليج و«داعش»

- بتاريخ 4 أكتوبر 2015، قال:

«أخشى أن نغوص في أوحال مستنقع سورية... والروس سيتورطون في ذلك المستنقع».

س: بدا لي من تصريحات سابقة لك كما لو أنك رحبت بانخراط بوتين في سورية. قلت إنك لا ترى أي جوانب سلبية في هذا الأمر. فلماذا؟

ترامب: أريد أن يكون جيشنا أكثر تفوقا من أي شيء، بحيث لا يكون هناك منافس، والأهم من الناحية التكنولوجية. ولكنني أخشى أن نغوص في أوحال المستنقع في سورية. فإذا ألقينا نظرة على ما حصل مع الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، فسنلاحظ أن ذلك ما جعله يفلس.

س: إذا، هل ترى أن بوتين أيضا سيغوص في - -؟

ترامب: انهم (الروس) سيتورطون في المستنقع. فكل من اقتربوا من الشرق الأوسط غاصوا في مستنقعه. والآن، ها هو بوتين يريد أن يخوض المعمعة هناك، وأنا شخصيا يعجبني أن بوتين يقصف تنظيم «داعش» بلا رحمة ولا هوادة. بوتين مضطر إلى أن يتخلص من «داعش» لأنه (بوتين) لا يريد لـ «داعش» أن يصل إلى روسيا.

س: لماذا تثق ببوتين بينما لا يثق به أي أحد آخر؟

ترامب: أنا لا أثق به. ولكن الحقيقة هي أنها ليست مسألة ثقة. أنا لا أريد أن أرى الولايات المتحدة موحولة. لقد قضينا حتى الآن تريليوني دولار في العراق، وربما تريليون دولار في أفغانستان. نحن بهذا ندمر بلدنا.

- بتاريخ 10 نوفمبر 2015، قال:

«فلندع روسيا تدُك داعش... لا يمكن أن نستمر في القيام بدور شرطي العالم».

س: لقد غزت روسيا أوكرانيا، ووضعت قوات في سورية. أنت قلت إنه سوف تكون لك علاقة جيدة مع بوتين. إذن، ماذا سيفعل ترامب (في حال انتخابه رئيسا) ردا على اعتداءات روسيا؟

ترامب: في ما يتعلق بسورية، إذا كان بوتين يريد أن يذهب ويسحق «داعش» سحقا فأنا سأؤيد ذلك، 100 في المئة، وأنا لا أستطيع أن أفهم كيف لأي شخص أن يكون ضد مثل هذا الأمر.

س: لكنهم (الروس) لا يفعلون ذلك.

ترامب: إنهم (داعش) فجروا طائرة روسية. يستحيل أن يكون (بوتين) في حالة حب مع أولئك الناس. إنه ينخرط في - -، ونحن يمكن أن ننخرط، والجميع يجب أن ينخرطوا. أما في ما يتعلق بأوكرانيا، فلدينا مجموعة من الأشخاص، ولدينا مجموعة من الدول، بما في ذلك ألمانيا - فلماذا نقوم نحن بالعمل دائما؟ أنا أؤيد حماية أوكرانيا - ولكن نحن لدينا دول تحيط بأوكرانيا وتلك الدول لا تقوم بأي شيء. تلك الدول تقول لنا «استمروا، استمروا، استمروا أيها الأغبياء. تولوا حمايتنا». وعلينا أن نصبح أذكياء. لا يمكن أن نستمر في القيام بدور شرطي العالم.

- بتاريخ 4 أكتوبر 2015، قال:

«لا أقول إن بشار الأسد شخص جيد... ويجب على الولايات المتحدة ألا تدرب متمردين هي لا تعرفهم ولا تسيطر عليهم».

س: الروس يقصفون مسلحين على الأرض في سورية، بما في ذلك ناس قمنا نحن بتدريبهم.

ترامب: عندما نقول إنهم يقصفون ناسا، فنحن نتحدث عن ناس لا نعرفهم حتى - -. كنت أتحدث إلى جنرال قبل يومين اثنين. قال لي: «ليس لدينا أي فكرة من هم هؤلاء الناس. نحن نقوم بتدريب ناس، لكننا لا نعرف من هم. نحن نمنحهم مليارات من الدولارات ليقاتلوا بشار الأسد». وهل تعلم شيئا؟ أنا لا أقول إن بشار الأسد شخص جيد، لأن من المحتمل أنه شخص سيئ. ولكني شاهدته مرات عدة خلال مقابلات أجريت معه. كما يمكنك ان تحدد القضية إذا نظرت الى ليبيا، انظر إلى ما فعلناه هناك -- إنها فوضى -- وإذا نظرت الى حال العراق مع صدام حسين، انظروا ماذا فعلنا هناك -- انها فوضى -- سوف يكون الشيء نفسه (في سورية).

- بتاريخ 11 أكتوبر 2015، قال:

«ينبغي إنشاء منطقة آمنة للاجئين في سورية... ودول الخليج ليست لديها أي شيء سوى المال».

س: ما موقفك تحديدا إزاء مسألة إنشاء منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي في سورية؟

ترامب: أنا أحب خلق منطقة آمنة للناس. لا أحب (لهم) الهجرة. لا أحب أن يأتي الينا أولئك الناس. ما ينبغي أن يقوموا به هو أنه ينبغي على جميع الدول أن تتفق معا، بما في ذلك دول الخليج التي ليست لديها أي شيء سوى المال، ويجب على تلك الدول أن تأخذ رقعة كبيرة من الأرض في سورية وأن تنشئ فيها منطقة آمنة للناس بحيث يستطيعون أن يعيشوا فيها، ثم بعد ذلك يعودون في نهاية المطاف إلى منازلهم، أي يعودون إلى الأماكن التي أتوا منها.

س: وهل ترى أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تشارك في إنشاء تلك المنطقة الآمنة؟

ترامب: لو كان الأمر بيدي لساعدتهم اقتصاديا، حتى على الرغم من أننا مدينون بـ 19 تريليون دولار.

- في كتابه «Crippled America» (أميركا المشلولة)، الذي صدر في نوفمبر 2015، قال:

«فتح بوابات الغرب للاجئين السوريين يشبه توجيه دعوة شخصية إلى عناصر داعش».

نحن في طريقنا إلى فتح البوابات أمام لاجئين من أماكن مثل سورية، وهو الأمر الذي يشبه توجيه دعوة شخصية إلى أعضاء تنظيم «داعش» كي يأتوا ويعيشوا هنا ويحاولوا تدمير بلادنا من الداخل.هذه هي أميركا اليوم، المدينة الساطعة على التل، والتي كانت الدول الأخرى معجبة بها وتحاول أن تكون مثلها.

فما الذي يمكن عمله حيال ذلك؟ كيف يمكننا البدء في الفوز مرة أخرى؟ كبداية، نحن في حاجة الى حكومة ملتزمة بروح الفوز ولديها خبرة في الفوز.

- بتاريخ 13 فبراير 2016، قال:

«سيتعين علينا أن نضرب بضراوة كي نقضي على داعش».

س: ما الثلاثة أسئلة التي توجهها إلى خبراء الأمن القومي الذين تستشيرهم؟

ترامب: ماذا نريد أن نفعل؟، ومتى نريد أن نفعله؟، وما مدى القوة التي ينبغي أن نضرب بها؟ ونحن سيتعين علينا أن نضرب بضراوة وشدة كي نقضي على تنظيم «داعش». وسيتعين علينا أن نعرف من هم حلفاؤنا. نحن لدينا حلفاء، لكن ليست لدينا فكرة من هم تحديدا في سورية. فهل نريد أن نستمر على هذا الطريق، أم اننا نريد أن نذهب ونفعل شيئا بالتعاون مع روسيا؟

• رابعا: الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي

- بتاريخ 25 فبراير 2016، قال:

«أوباما تعامل مع إسرائيل بطريقة فظيعة... لكن يجب ألا نُبدي الانحياز إلى صف إسرائيل».

س: قلت ذات مرة حول الصراع الدائر حاليا بين الإسرائيليين والفلسطينيين ما يلي: «دعوني أكون شخصا محايدا نوعا ما. لا أريد أن أقول على من تقع لائمة الخطأ، فأنا لا أعتقد أنه هذا سيساعد». فكيف يمكنك أن تظل محايدا بينما الولايات المتحدة تعتبر إسرائيل أقرب حليف لأميركا في منطقة الشرق الأوسط؟

ترامب: لقد تعامل الرئيس أوباما مع إسرائيل بطريقة فظيعة. أنا لديّ علاقات وثيقة جدا مع إسرائيل التي تلقيت منها جائزة «شجرة الحياة» وكثير من أعظم الجوائز التي تمنحها دولة إسرائيل. ولكن كرئيس، ليس هنالك شيء يمكنني أن أفعله لجلب السلام إلى إسرائيل وجيرانها بشكل عام. وأعتقد أنه ليس من المفيد لأي غرض أن نقول ان لديك رجلا جيدا وآخر سيئا. والآن، قد لا أكون ناجحا في القيام بذلك. وربما كان هذا أصعب تفاوض في أي مكان في العالم ومن أي نوع. ولكنه لن يكون من المفيد إذا بدأت بالقول: «أنا مؤيد جدا لإسرائيل» فلن يكون مجديا مطلقا أن تبدأ بإهانة جيران اسرائيل، وذلك لأنني أود (إذ أصبحت رئيسا) أن أفعل في النهاية شيئا في ما يتعلق بالتفاوض من أجل السلام من أجل إسرائيل وجيرانها.

- بتاريخ 25 فبراير 2016 قال:

«أنا مفاوض وأستطيع جلب السلام إلى اسرائيل والفلسطينيين».

دار السجال التالي خلال مناظرة جرت بين دونالد ترامب والسيناتور الجمهوري ماركو روبيو:

روبيو: إنه (ترامب) يظن أن فلسطين و(الاستيطان الإسرائيلي) صفقة عقارية. الفلسطينيون ليسوا صفقة عقارية، يا دونالد.

ترامب: الصفقة هي الصفقة. دعني أقول...اقول ذلك، فلقد تعلمت هذا منذ زمن طويل.

روبيو: الصفقة ليست صفقة عندما تتعامل مع إرهابيين. هل سبق لك أن تفاوضت في أي وقت مضى مع إرهابيين؟

ترامب: أنا مفاوض. لقد أبليت بلاء حسنا جدا على مدى السنوات من خلال التفاوض. من المهم جدا أن نفعل ذلك. وبكل إنصاف أقول إن ماركو ليس مفاوضا. لقد شاهدته وهو يتهاوى، وأود أن اقول لكم ان ذلك المشهد كان واحدا من أتعس الأشياء التي رأيتها على الاطلاق. أنت (يا ماركو) لن تجلب السلام مطلقا.