اضطرابات وأمراض الغُدد... أسئلتكم نُجيبُ عنها (5 من 6)

* حلقة اليوم عن الغدد الليمفاوية

• س: نسمع كثيرا عن الغدد الليمفاويّة لكن من غير الواضح أين توجد تحديدا في الجسم. فما طبيعتها ووظائفها؟

- ج: لا توجد الغدد الليمفاويّة في مكان بعينه في الجسم، بل هي أجزاء من جهاز شبكي متكامل ينتشر في سائر أعضاء الجسم تقريبا باستثناء كتلة الدماغ. وتتركّز تلك الغدد بشكل خاص في العنق وتحت الإبط وفي الفخذين.

وتشمل الغدد الليمفاوية عُقَد وتكتلات صغيرة الحجم تتسم بكونها طريّة وليّنة ودائريّة أو بيضاويّة الشكل، وهي تتوزع بانتظام في شبكة تشمل الجسم ككل تقريبا، وتترابط فيما بينها على شكل سلاسل ليمفاويّة متصلة مع بعضها البعض بقنوات أنبوبية مشابهة تماماً للأوعية الدموية.

والوظيفة الأساسيّة للغدد الليمفاوية هي تنقية الدم من الشوائب الفيروسية والميكروبية والفطرية، وذلك إلى جانب دورها في الحفاظ على مناعة الجسم من خلال إفراز سوائل مناعية معينة في الأوردة.

والأعضاء التي يتألف منها الجهاز الليمفاوي هي العقد والقنوات اللمفية، والسائل الليمفي، ونخاع العظام، والطحال، والغدة الزعترية (الثيموسية) التي توجد على القصبة الهوائية.

• س: ظهرت تورمات متعددة في رقبتي، فلجأت إلى طبيب، فحصها ثم أخذ منها عينة لعمل فحص نسيجي وأخبرني بأنها التهابات في الغدد الليمفاوية، ، ثم أخضعني إلى عملية استأصل بموجبها تلك التورمات وقال إن النتيجة مطمئنة. لكن بعد مرور بضعة أشهر، عادت التورمات إلى الظهور في الأماكن نفسها تدريجيا. فما السبب وما مدى الخطورة علماً بأني أتعاطى عقاقير بها كورتيزون ورواكيوتان لمعالجة الإكزيما منذ سنوات، فهل لهذه العقاقيرعلاقة بتورم الغدد الليمفاوية؟

- ج: لا يكون الأمر مثيرا للقلق إلا عندما يعود تضخم العقد الليمفاوية مصحوبا بارتفاع في درجة حرارة الجسم ونقصان في الوزن. ويجب عند ذلك إعادة التشخيص بأخذ عينة من نسيج الغدة، ثم يوضع برنامج علاجي جديد استنادا إلى نتيجة التحليل النسيجي.

والتهابات الغدد الليمفاوية تنشأ أحياناً بسبب بعض العقاقير. فعقار الرواكيوتان معروف عنه أنه قد يسبب تضخم الغدد، لكن إذا كنت قد توقفت عن تعاطيه منذ أشهر فليس من المرجح أن يكون هو السبب. أما عقاقير الكورتيزون فلا تسبب تضخم الغدد الليمفاوية.

• س: ابنتي عمرها 14 عاما وتشتكي من ورم أسفل إبطها الأيسر، وعندما فحصها طبيب جراح قال إن ذلك الورم نتيجة التهاب في الغدد الليمفاوية، وطلب عمل أشعة على الصدر والبطن، وإجراء تحاليل دم معينة. وبعد معاينة صور الأشعة ونتائج التحاليل، قال الطبيب إن الغدد الليمفاوية متضخمة لكنها سليمة تشريحيا لكن المشكلة تكمن في أن نسبة ترسيب الدم عالية، وأوصى بأن نستشير طبيبا متخصصا في أمراض الدم. فما معنى ذلك؟

- ج: هناك أسباب عدة لتضخم الغدد الليمفاوية. وفي بعض الحالات يزول ذلك التضخم تدريجيا في غضون أسبوع بمجرد إعطاء مضادات حيوية. أما إذا استمر التضخم دون تحسن فإن معنى ذلك أن سببه هو وجود مرض عضوي ، بما في ذلك سُل الغدد الليمفاوية و الليمفوما، والحمى المالطية، وبعض أمراض الروماتيزم، إلى جانب بعض أمراض الدم. و معظم هذه الأمراض تعطي ارتفاعاً في سرعة ترسيب الدم، لذا من المهم أن تلجئي سريعا إلى طبيب أمراض دم كما أوصى الطبيب الجراح.