«الديوانية الكويتية» في أولى محاضرات «الأميركية»
1 يناير 1970
01:41 م
أكد الباحث في مجال الدراسات الشرق أوسطية كليمينس تشاي التاريخ العريق للديوانية الكويتية.
وألقى تشاي محاضرة في الجامعة الأميركية في الكويت، تحت رعاية مركز دراسات الخليج، بعنوان «مكانة الديوانية في المجتمع الكويتي».
وتناولت المحاضرة المعنى التاريخي لفكرة «الديوانية»، وهي كلمة مشتقة من «الديوان»، أي المجلس.
ووفقاً لتشاي، فإن للديوانية تاريخا عريقا بدأ منذ تأسيس الكويت، فكان الرجال قديما يجتمعون فيها لمناقشة وإدارة أعمالهم وحل مشاكلهم وقضاياهم الخاصة. و كانت الجلسات والمناقشات تعقد في الديوانية بين مجتمع الرجال، أما النساء فكن يجتمعن معا في البيت.
وذكر تشاي أمثلة لأشهر الديوانيات القديمة التي كانت تطل على البحر مباشرة مثل: ديوانية الخالد، وديوانية الشملان، وديوانية العسعوسي، وديوانية النصف، وديوانية الروضان، وديوانية ملا صالح. وتعتبر الديوانية جلسة اجتماعية لملتقى الأهل والأقارب والأصدقاء، فعن طريقها يحتفلون بالمناسبات السعيدة مثل الأعراس والأعياد وحفلات الاستقبال وشهر رمضان المبارك وغيرها، بالإضافة للمناسبات الحزينة مثل تقديم التعازي.
وعرض تشاي من خلال محاضرته، الفرق بين الديوانيات القديمة والحديثة، حيث أشار إلى أن خرائط الكويت القديمة توضح أن البيوت الكويتية القديمة كانت بعيدة عن بعضها البعض، على خلاف ما نراه الآن من قرب المسافات بين البيوت بسبب التمدن. ومن الخصائص التي احتفظت بها الديوانيات على مر الأجيال وحتى يومنا هذا، وجود مجموعة كبيرة من الصور المعلقة على الجدران للآباء والأجداد وأيضا شجرة العائلة التي تتضمن صورة لكل فرد من أفراد الأسرة.
وعادة ما تفتح الديوانية لاستقبال الزوار في فترتين، فهناك من يبدأ باستقبال زواره من بعد صلاة المغرب حتى طلوع الفجر، وهناك من يبدأ باستقبالهم من الفجر إلى وقت الظهيرة. أما جلسات النساء، فمازالت تقام في المنازل مع الصديقات ويطلق عليها مسمى «شاي الضحى». ولاحظ تشاي من خلال دراساته أن المجتمع الكويتي يفضل استقبال كبار الزوار في الديوانية، بدلا من المطاعم أو أي مكان آخر، حتى يشعر الزائر بحفاوة الاستقبال و كأنه في منزله، مما يعكس صفات الكرم والجود.
و اختتم تشاي محاضرته بالتفاعل مع الحضور، من خلال الاستماع إلى تعليقاتهم واستفساراتهم، لاسيما التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على الحياة الاجتماعية في الكويت، حيث ناقش أنه ومع انتشار التكنولوجيا، تبقى اللقاءات الاجتماعية متأصلة وسائدة في المجتمع الكويتي.