التهاب الكبد الوبائي... خطرٌ «عابر للقارات»

ما من شك في أن المنتجات الزراعية المصرية تتمتع بمذاق متميز بفضل كونها تنبت في تربة وادي النيل ذات الخصوبة العالية والغنية بكل العناصر الغذائية الأساسية. لكن هذا لم يشفع لبعض تلك المنتجات عندما قررت الكويت والولايات المتحدة ودول أخرى حول العالم فرض قيود على واردات الفراولة المصرية تحديدا بعد أن أثيرت حولها قبل أقل من أسبوعين شبهات تتعلق بكونها ملوثة بمسببات مرض التهاب الكبد الوبائي (Hepatitis) الذي ينتقل بالعدوى ويشكل مخاطر على الصحة الشخصية والعامة.

وبما أن التهاب الكبد الوبائي أثبت أنه «خطر عابر للقارات»، فمن المهم التوعية بطبيعته، وأعراضه، وأنواعه، وكيف ينتقل بين الناس.

تنشأ الأنواع المعدية من هذا المرض عادة عن مسببات فيروسية، وهو يستهدف الكبد ويستوطنه ويؤثر سلبا على وظائفه الحيوية الكثيرة التي من بينها مساعدة الجسم على هضم الطعام، وتخزين الطاقة، والتخلص من السموم.

وفي بعض الحالات، قد لا تظهر أعراض التهاب الكبد الوبائي إلا في مراحله المتأخرة جدا. فبعض المصابين لا تظهر عليهم أي أعراض ظاهرية نهائيا إلى أن تتأزم الحالة فجأة. وفي المقابل، قد تظهر أعراض منذرة معينة على مصابين آخرين، بما في ذلك ضعف أو فقدان الشهية، والغثيان أو التقيؤ، والإسهال أو الامساك المتكرر، واكتساب البول لونا داكنا والبراز لونا باهتا، وآلام في المعدة، واصفرار أو شحوب لون البشرة.

وهناك خمسة أنواع للالتهاب الكبدي متعارف عليها اصطلاحيا بين أطباء العالم بالأحرف اللاتينية A وB وC وD وE وG، لكن الأنواع الثلاثة الأولى (A وB وC)، هي الأكثر شيوعا وخطورة، لذا فإنها جديرة بأن نسلط الضوء في التالي على طرق الاصابة بها وانتقالها من شخص مصاب إلى آخر سليم.

• التهاب الكبد الوبائي A

نمطيا، تنتقل عدوى التهاب الكبد الوبائي A من خلال تناول أو شرب أي شيء ملوث بآثار من براز شخص مصاب، حتى وإن كانت تلك الآثار ضئيلة جدا إلى درجة أنها لا ترى بالعين المجردة ولا رائحة مميزة لها. ومن بين «القنوات» الشائعة التي تنتقل العدوى بهذا النوع من خلالها:

- السندويشات واللحوم والفواكه المجمدة والطازجة ومنتجات الألبان.

- الأطعمة الملوثة من عمال مصابين في مصانع تجهيز الأغذية والمطاعم.

- المشاركة في استخدام أواني وأدوات الطعام الملوثة.

- لمس سطح ملوث ثم وضع اليدين في الفم أو بالقرب منه.

- الاتصال الجنسي الكامل مع شخص مصاب.

• التهاب الكبد الوبائي B

لا تنتقل عدوى الالتهاب الكبدي B إلا عن طريق الدم الملوث أو سوائل الجسم الحاملة للفيروس. ويمكن أن يحدث هذا عن طريق:

- الاختلاط المباشر بين دم شخص مصاب ودم شخص سليم.

- ممارسة العلاقة الحميمة مع شخص مصاب من دون واق أو عازل.

- استخدام الإبر الحقن غير المعقمة.

- أثناء ولادة طفل من أم مصابة.

- مشاركة الأدوات الحادة مع شخص مصاب، كشفرات الحلاقة مثلا، وأدوات عمل الثقوب في الجسم، وأبر الوشم.

- لكن هذا النوع لا ينتقل عن طريق العطس أو السعال أو المعانقة.

• التهاب الكبد الوبائي C

ينتقل هذا النوع بطرق عدة من بينها:

- التلوث بدم من شخص مصاب سواء عند التعايش في مكان واحد مع مصاب بالفيروس C أو عند نقل دم من شخص مصاب إلى آخر سليم. لذا لا ينبغي إغفال فحوصات الدم، حتى في حالات الطوارئ.

- استخدام أدوات ملوثة كإبر الحقن، وإبر الوشم وما شابه ذلك.

- ممارسة العلاقة الحميمة، وإن كانت فرصة انتقال المرض تكون منخفضة نسبياً.

- من الأم الحامل إلى مولودها أثناء عملية الوضع.