هل تحتل الـ «بترو- بِتكويْن» عرش الـ «بترو- دولار»؟
| إعداد عبدالعليم الحجار |
1 يناير 1970
08:37 م
شركة أميركية تدشّن اول منصة تداول تقبل «بِتكويْن» ثمناً لمبيعات النفط الخام
بدأت عُملة الـ «بِتكويْن» (Bitcoin) الإلكترونية تشق طريقها فعلياً نحو سحب البساط من تحت أقدام الدولار الأميركي كعُملة قياسية عالمية لتداول السلع، إذ إن شركة استثمارية أميركية دشّنت أخيراً منصة تداول عبر الانترنت، تم تصنيفها باعتبارها أول سوق تقبل الـ «بِتكويْن» ثمناً لمبيعات النفط الخام.
الشركة، التي تعُمل تحت اسم «NJUF Investments» وتتخذ من مدينة دالاس الأميركية مقرا لها، أطلقت قبل أيام منصتها الالكترونية بعنوان
(SecureTradePlatform.com)، وهي المنصة التي تُعد بمثابة أول بورصة يعتمد التداول فيها بيعا وشراء على تلك العُملة «المُشفّرة» التي لا تُتداول إلا في أثير فضاء شبكة الانترنت، أي أنه لا وجود ملموسا لها بل هي عبارة عن «قيمة مالية افتراضية» قابلة للتداول.
يشار إلى أن الـ«بِتكويْن» كانت أول عُملة مشفرة ظهرت على مستوى العالم، وهي حاليا الأكثر شهرة وتداولا عبر الانترنت بين عشرات العُملات الالكترونية الأخرى التي تعتمد على مبادئ التشفير في جميع جوانبها. ويوجد حاليا ما لا يقل عن 60 عُملة إلكترونية مشفرة مُختلفة متداولة عبر الانترنت، من بينها ما لا يقل عن 6 عُملات يُمكن اعتبارها رئيسية.
وكان مصطلح «بترو- دولار» قد شاع عالميا منذ سبعينات القرن الماضي للإشارة إلى كون الدولار الأميركي هو عُملة التسعير الرئيسية للنفط الخام، ومصدر الكسب الرئيسي لدول الخليج العربي، وغيرها من الدول المعتمدة بشكل أساسي على انتاج النفط وتصديره.
لكن يبدو أن الـ «بتر- ودولار» قد بات مهددا بفقدان عرشه لصالح بدائل أخرى، لاسيما أنه يتعرض منذ فترة إلى ضغوطات سلبية كبيرة إلى درجة أن محللين ومراقبين لم يستبعدوا أن يفقد ذلك العرش قريبا، مستندين في ذلك إلى عوامل واعتبارات عدة من بينها على سبيل المثال توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية التي تعد أكبر مصدر للنفط ضمن منظمة «أوبك»، وكون إيران قد عبرت عن رغبتها في تحصيل أثمان مبيعاتها النفطية باليورو عوضا عن الدولار، إلى جانب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يسعى جاهدا إلى أن ينأى بدولته بعيداً عن تسعير نفطها بالدولار الأميركي.
وهكذا، فإنه في حال أفضت الأمور إلى فقدان الدولار الأميركي مكانته كعُملة قياسية عالمية، فإن الصراع سيبقى مفتوحا حول البديل الذي سيحتل عرشه من بعده.
لكن يمكن القول إن الشركة الأميركية التي أطلقت المنصة الجديدة المشار اليها آنفا، قد فطنت إلى أن الـ «بترو- بِتكويْن» بما يملكه من مقومات كثيرة - من بينها كونه عُملة «حيادية اقتصاديا وسياسيا» - يبدو مرشحا قويا لخلافة الـ «بترو- دولار» على ذلك العرش.