صحافي ومؤلف سعودي بدايته انطلقت من الكويت
سامي العثمان: واقعنا العربي مفكك ويعيش في شتات فكري
| كتب مدحت علام |
1 يناير 1970
08:48 م
نُخبنا مختطفة... ولا تلتقي عند نقطة محددة
أحذّر من استخدام الدين في لعب أدوار تضر بمصالح مجتمعاتنا العربية والإسلامية
وجدت في بدايتي الصحافية التشجيع والدعم من شخصيات كويتية بارزة
سأصدر كتابا بعد شهر عنوانه «الكويت ماض عريق ومستقبل زاهر»
تظل الرؤية السياسية والثقافية والوطنية هي الأكثر بروزا في مؤلفات الكاتب السعودي الدكتور سامي عبد العزيز العثمان، في ما يتبدى الجنوح إلى الموضوعية... سمة غالبة في طرحه للقضايا المتعلقة بالسياسية كافة، تلك التي يعرضها العثمان على المتلقي في رؤى ومضامين وتحليلات تتسم بالحضور والتوازن.
وحينما تتابع ما أصدره العثمان خلال مسيرته في مجال تأليف الكتب، ستجد أنك أمام كاتب لا يتوقف عند شاطئ محدد بقدر تنقله الدؤوب بين شواطئ إبداعية وكتابية شتى، فتراه يقتحم عالم الإبداع من خلال نشر مجموعة قصصية وديوان شعر، ثم التواصل مع المواضيع كافة التي تَهُم الإنسان في كل أحواله، غير أن الكتابة السياسية استهوته أخيرا، وأصبح متخصصا فيها ليصدر- بالتتابع- العديد من الكتب تلك التي اقتحم فيها مواضيع مهمة ومطروقة على الساحة السعودية والخليجية والعربية والعالمية. مثل كتب «عاصفة الحزم»، و«أمن البحر الأحمر»، و«عاصفة التحالف الإسلامي»، وغيرها. كما أن له تجاربه المتميزة في مجال الإعلام المرئي.
إنه الإعلامي والكاتب الذي يتحدث بفخر بأن انطلاقته الصحافية والكتابية بدأت من الكويت وبتشجيع من شخصيات كويتية مهمة فيها، وبالتالي دخل بعمق وبتحد هذا العالم الموغل في الصعوبة، برؤى مختلفة، وإصرار شديد على مواصلة المشوار على أكمل وجه.
وفي حديث خاص لـ«الراي» كشف الكاتب السعودي الدكتور سامي العثمان بأنه عمل مبكراً في المجال الصحافي كمحرر في مطبوعات الجامعة ومن ثم تخصص في الأخبار السياسية، كما عمل مدير تحرير ثم رئيس تحرير لجريدة إلكترونية أصدرها، وأشار العثمان إلى أنه أصدر العديد من الكتب في المجالات الأدبية والسياسية وفي المسرح.
وعن المواضيع التي تجذب قلمه... أوضح العثمان أنه ينجذب إلى المواضيع كافة خصوصا الآنية، تلك التي لها تأثير واضح على الساحة السياسية، سواء في العالم العربي أو العالم أجمع.
وأفصح العثمان أن للكويت في حياته محطات كثيرة مهمة أولها الحوار الذي أجراه مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حينما كان وزيرا للخارجية، والذي قدم له كل الدعم والتشجيع خلال مسيرته الصحافية، وحوار آخر مع الأمير الوالد الراحل- رحمه الله- الشيخ سعد العبد الله حينما كان وليا للعهد ومع وزير الإعلام السابق الشيخ ناصر سعود الصباح، ورائد حركة التنوير الثقافية في الكويت المرحوم عبد العزيز حسين، في ما أشار إلى إجرائه لعشرين حوارا في برنامج خاص عن الأسرى استضاف فيها شخصيات كويتية مهمة على رأسها الشيخ سالم صباح السالم.
في ما كشف العثمان بأنه بصدد إصدار كتاب بعد شهر يتحدث عن الكويت عنوانه «الكويت ماض عريق ومستقبل زاهر».
ويرى العثمان- من خلال تخصصه في الكتابة السياسية، وكمتابع للشأن السياسي العربي- بأن الواقع العربي متفكك ويعيش في شتات فكري ونفسي ويعاني من اصطفاف بعض النخب ضده، محذرا من ضرورة عدم استخدام الدين لتغيير الصورة الذهنية، من أجل لعب أدوار محددة لا تخدم مصالح المجتمعات العربية والإسلامية بقدر ما تضره، وقال: «حتى النخب في عالمنا العربي مختطفة ولا تلتقي عند نقطة محددة».
واستذكر العثمان إصداراته الأولى، تلك التي بدأها بكتاب عنوانه «الوطن ينتصر والإرهاب يندحر»، وأعقبه بكتاب «إرهاب الجماعات أم إرهاب الدول الأخضر»، وتوالت الإصدارات منها «عاصفة الحزم والدفاع عن العقيدة والوجود»، والذي يتحدث عن التجمع العربي الأخير بقيادة المملكة العربية السعودية، لدعم الشرعية في اليمن وهو قرار جريء وسريع جمع العالم تحت مظلة واحدة وكتاب «عاصفة التحالف الإسلامي ومواجهة الإرهاب»، والذي يشير إلى تجمع 35 دولة لإنشاء قوة عربية إسلامية، وهو تجمع أشمل من كونه تجمعاً عسكرياً.
وكتاب عنوانه «أمن البحر الأحمر... أبعاد ومخاطر»، والذي يلقي الضوء على هذا البحر الاحمر الغائب عنا رغم انه يشكل خطورة على المنطقة، فها هو الكيان الصهيوني يعقد اتفاقيات في أفريقيا ويتوغل في دولها، وكذلك هناك تحركات إيرانية في هذا الجانب، مما قد يمثل خطرا على باب المندب وقناة السويس.
ربما يكون الكاتب السعودي الدكتور سامي العثمان قد اختار الجانب الأكثر صعوبة في التأليف والكتابة، وهو الجانب السياسي، رغم جنوح تجربته الأولى إلى الكتابة الأدبية، ومع ما يتسم به العثمان من هدوء وحكمة ستلاحظها خلال التحدث إليه... إلا أنك حينما تستمع له أو تقرأ كتبه، ستجد أن خلف هذا الهدوء عاصفة من الأفكار تقيّم الواقع السياسي، وتضعه على طاولة التشريح، وتفنده في صبر وتأن، من أجل الوصول الى الفكرة المرجوة والرؤية الثاقبة، التي تتوغل في المضمون على سبيل كاشفة عمقه وتفكيك حالاته.