هزة «خفيفة» نسبياً في أسواق الخليج
البورصة الكويتية تنزف أكثر من مليار دولار
| كتب علاء السمان |
1 يناير 1970
10:01 م
الشراء الانتقائي على «الوطني» و«أجيليتي» و«زين» أعاد التوازن للسوق
انكشاف كل سوق خليجي على أوروبا يحدد طبيعة تأثر مؤشراته مستقبلاً
بورصة دبي الأكثر تراجعاً في المنطقة بخسارة 109 نقاط
شهدت أسواق الخليج تراجعات طبيعية وهزة «خفيفة» نسبياً لم ترق إلى حد الانهيار، الذي تخوفت منه الأوساط الاستثمارية طيلة العطلة الأسبوعية، ولكن التأثر كان واضحاً بما شهدته الأسواق العالمية خلال الأيام الماضية في ظل انعكاس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، وفقاً لما تضمنته نتيجة الاستفتاء.
وكان لتأثير انكشاف بعض أسواق الخليج على أوروبا، وبالتحديد السوق البريطاني حضوره على أسواق المال، إذ سجلت معظمها خسائر تترجم مدى تضرر شركاته من الحدث الذي تسبب في هزة عنيفة على مستوى الكثير من أسواق المال العالمية طيلة الجلسات الماضية.
ومن غير المستبعد أن تواصل أسواق الخليج تأثرها خلال التعاملات المقبلة، إلى حين استقرار الوضع ووضوح الرؤية في أوروبا، إذ جرت العادة أن تكون أسواق دول مجلس التعاون الأكثر تأثراً بما يحدث في الساحة العالمية.
وواجه سوق الكويت للاوراق المالية موجة من التراجع بسبب التأثر النفسي المتوقع بما شهدته الأسواق العالمية من هزات عنيفة أخيراً. وترتب على هبوط السوق بهذا الشكل خسارة في القيمة السوقية للأسهم المُدرجة تصل الى 308.6 مليون دينار، أي ما يفوق المليار دولار. وسجل المؤشر العام في أولى جلسات السوق، وفي بداية التعاملات تراجعاً يصل الى 94 نقطة، إلا ان عمليات الشراء التي قادتها بعض المحافظ على الأسهم الثقيلة في القطاع البنكي مثل «الوطني» وفي الاتصالات مثل «زين» وغيرها كان لها أثر كبير في تعويض جانب من الخسائر التي منيت بها المؤشرات.
واقفل السعري بعد تحركات تلك المحافظ منخفضا بواقع 60 نقطة، بما يعادل 1.1 في المئة، ليصل إلى مستوى 5347 نقطة و«الوزني» متراجعاً بـ 4.48 نقطة، بما يعادل 1.3 في المئة، ثم 11.01 بما يعادل 1.4 في المئة لـ (كويت 15).
وبلغت قيمة الأسهم المتداولة عند الإغلاق نحو 12.3 مليون دينار، في حين بلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 110 ملايين سهم نفذت من خلال 2932 صفقة، فيما يظل معدل السيولة المتداولة متواضعا جداً الامر الذي يعكس الحاجة.
ويتوقع أن تشهد وتيرة التداول موجات أخرى من التذبذب قد يترتب عليها تراجعات إضافية، إن لم تظهر موجات شرائية على الاسهم القيادية التي تمثل الثقل الاكبر للسوق، فيما سيكون امام المؤشر العام المستوى الفني الاكثر متانة، وهو حدود 5.250 نقطة تقريباً وقبلها مستويات 5274 نقطة و 304 و330 نقطة.
ولم تخرج تعاملات السوق عن الإطار المعروف عنها بتفاعلها مع كل ما يحدث في الأسواق العالمية والإقليمية سواء كان الأمر سياسيا أو اقتصاديا، حتى وإن لم يكن لها أي علاقة بتلك الأحداث!
وبحسب متابعات لـ «الراي» يتضح ان حجم انكشاف الشركات المُدرجة في البورصة على السوق الاوروبي وخصوصاً البريطاني محدود للغاية، ويقتصر على عدد قليل جداً من الشركات التي خصصت محافظ في تلك الاسواق، او أنها تعمل من خلال كيانات ثابتة وليست في أوراق مالية.
وتشير المتابعات إلى أن السواد الأعظم من راغبي الاستثمار في تلك الاسواق من رواد السوق المحلي هم أفراد، يستثمرون في عقارات مُدرة، إن للمضاربة السريعة بيعاً وشراء من خلال تسويقها محلياً، إلا أن قلق الأوساط الاستثمارية يتمثل فقط الهزة التي تتعرض لها العملة البريطانية أو عُملة الاتحاد الأوروبي عامة.
ولا يخفى ان هناك أسواقا خليجية أخرى تُعد اكثر انكشافاً على تلك الأسواق، منها المملكة العربية السعودية وشركات إماراتية وأخرى قطرية، وسط احتمالات بأن تستعيد تلك الأسواق عافيتها على المدى المتوسط والبعيد، لاسيما بعد استيعاب خروج بريطانيا، ما لم تحدث انسحابات لدول أخرى تعيق أي محاولات لامتصاص الصدمة الأولى. وشهدت أسهم 16 شركة ارتفاعات بينما انخفضت 73 شركة من إجمالي الشركات التي تم التداول عليها والبالغة 112 شركة رغم الانخفاض الحاد الذي خلصت به تعاملات جلسة السوق أمس.
واستحوذت مكونات مؤشر أسهم (كويت 15) على أسهم بقيمة نقدية بلغت 6.9 مليون دينار عبر636 صفقة نقدية لينهي المؤشر تعاملات الجلسة عند مستوى 4.802 نقطة.
وكان لافتا الأثر الواضح لأخبار العديد من الشركات في اتخاذ قرارات المتعاملين في الدخول بأوامر الشراء أو البيع، فيما شهدت فترة المزاد (دقيقتان قبل الإغلاق) تركيزا بصورة لافتة على الكثير من أسهم شركات بنك الكويت الوطني و(بيتك) و(الاستثمارات الوطنية) و(نور) و(دبي الاولى) و(اجيليتي) حيث كانت عمليات التجميع المهيمنة على تداولات اللحظات الاخيرة ما كان له اثر على المؤشرات الرئيسية الثلاثة.
من ناحيته، سجل السوق السعودي خلال تعاملات أولى جلسات الأسبوع خسائر بواقع 96 نقطة، تعادل 1.47 في المئة، تلاه سوق دبي بخسارة تبلغ 109 نقاط بما يعادل 3.2 في المئة، ثم أبو ظبي بخسارة تقدر بـ 1.85 في المئة، والبحرين 0.7 في المئة، ثم مسقط 0.6 في المئة، والسوق القطري 1.24 في المئة.
16 مليار جنيه خسائر «المصرية»
| القاهرة - «الراي» |
وسط عمليات وصفت بـ «العشوائية» من صناديق الاستثمار والمؤسسات المصرية والعربية قابلها عمليات «شراء انتقائية» لاقتناص الفرص من قبل الأجانب والأفراد المصريين والعرب على خلفية التداعيات السلبية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والهبوط الحاد الذي منيت به الأسواق العالمية، خصوصاً الأوروبية والأميركية في نهاية الأسبوع الماضي، هوت مؤشرات البورصة المصرية خلال تعاملات الأمس.
وخسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة نحو 16 مليار جنيه، ليهبط إلى 375.3 مليار جنيه. في المقابل، هوى مؤشر السوق الرئيس «إي جي إكس 30» بنسبة 5.8 في المئة، ليصل إلى 6833.17 نقطة.