الصندوق الاسود / «الصبوحة مثلي الأعلى وأكره طيبة قلبي»

ليال عبود: جنوني مُخيفٌ... ومُدمّر!

1 يناير 1970 07:50 ص
كلمتان تثيران الفضول والفزع في وقت معاً!

الفضول إلى اكتشاف مجهولٍ مفعمٍ بالغرابة والتوتر يقبع هناك، في جوف طائرة منكوبة، أو سفينة غارقة، والفزع الذي يصاحب التنقيب عن أسرارٍ غامضة ومعتمة تقف وراء المشهد، وتتوارى في الجانب المظلم من الصورة!

الإنسان أيضاً يملك «صندوقاً أسود»، يرافقه طوال الوقت، يسجل عليه حركاته وسكناته، ويحتفظ بآلامه وآماله، ويختزن ما يحب وما يكره، ويخبئ أفراحه وإحباطاته، والأهم من كل ذلك أنه يفيض بملايين الأسرار التي قد يحرص الإنسان أن يخفيها عن الآخرين، حتى الأصدقاء والأحبة!

«الراي»، التي تدرك جيداً أن أغلب البشر يرفضون فتح «صناديقهم السوداء»، مهما كانت المغريات، قررت المغامرة - في هذه الزاوية - بأن تفتش في أعماق كوكبة من الفنانين والإعلاميين، وتطل على الجانب الأكثر غموضاً في حياتهم، والذي يمثل لهم «مجهولاً» طالما هربوا منه... لكن «الراي» تجبرهم الآن على مواجهته!

• يقول بعض الساخرين: «لا تسأل المرأة عن عمرها، لأنها لن تخبرك بالحقيقة أبداً!»، فكيف يبدو الأمر بالنسبة إليكِ؟

- عندما كنت صغيرة، سعيت للظهور بعمر أكبر حتى أشعر بأني صبية، لكن مع تقدمي في العمر أدركت قيمة الحقيقة، وعرفت أنه إذا مرَّ الوقت من دون الاستفادة من الفرص التي تتاح للنجاح وتحقيق الأهداف، فحينها نشعر أن «العمر غفلة». وأنا لا أخجل من عمري أبداً، بل أعتبر أنه كلما تقدَّم الإنسان في السن تزداد خبرته الحياتية ويصبح أكثر نضجاً.

• ولو حسبنا عمرك باللحظات السعيدة التي عشتِها، فكم سيكون؟

- طابع الحزن والأسى يغلب على حياتي، لكن طبعاً هي لا تخلو من السعادة.

• من أول شخص عارض دخولك الوسط الفني؟

- لم يُعارض أحد دخولي الفن، لكن طبعاً لم تُخفِ عائلتي خوفها من خوضي لهذه التجربة على قاعدة «بنت الضيعة لا تذهب إلى المدينة في ظل الظروف الفنية الصعبة».

• إذاً، لم يكن طريقك الفني مفروشاً بالورد؟

- اعتبرت الفن في البداية طريقاً مفروشاً بالورود، لكن الحقيقة أنه ليس كذلك. الفن هو عملة ذات وجهين، أحدهما سلبي والآخر إيجابي، وإذا أردت أن تشعر بالسعادة في الفن يجب ألا تنس نصيبك من الشقاء لأنك لن تصل إلى النجاح في الفن بسهولة، الحياة الفنية صعبة جداً وتحتاج إلى الكثير من العناية والعطاء والاهتمام والوقت.

• هل تحققتْ أهدافك في مجال الفن؟

- الحمد لله، أشعر بطعم النجاح ومحبة الناس. وأفتخر بأن هوايتي أصبحت هويتي وسأكمل مشواري الفني بكثير من الثقة.

• ما طبيعة العراقيل التي اعترضت مشوارك؟

- في ظل الزحمة الموجودة على الساحة الفنية، يجب أن تكون متميزاً وتمتلك الكاريزما والحضور الفعّال حتى تثبت نفسك. وقد تشعر بالتردد في اختياراتك أحياناً، لكن الحمد لله أمتلك أذناً موسيقية تستطيع التمييز بين الأغاني التي تترك أثراً وتلك التي تمر مرور الكرام.

• هل المال هو الأساس في الفن؟

- نعم، إذا كانت الأغنية «ضاربة» وتم تسويقها بالشكل الصحيح. نحن نعيش في عصر الأغنية «الضاربة»، فهي من تصنع النجم وليس العكس، فالنجم الآن ليس ذلك الشخص الذي يمتلك تاريخاً فنياً.

• ما الذكرى التي كلما راودتك تجعلك تذرفين الدموع بغزارة؟

- ابتعادي عن والديّ أكثر ما يحزنني ويجعلني أذرف الدموع، خصوصاً عندما أشعر بحاجتي إلى أن يكونا جانبي في لحظات الضيق. فوجود الأهل إلى جانب الفتاة يعطيها القوة ويُشعِرها بالأمان، وأنا حضن أمي يُنسيني العالم.

* وهل الفن هو من حرمك من رؤية والديك؟

- ظروف حياتي جعلتني بعيدة عن أهلي.

• ومن أقرب الناس إلى قلبك؟

- عائلتي وابني طبعاً.

• هل لديك أعداء داخل الوسط الفني أو خارجه؟

- أكيد، نجاحي كان كفيلاً بإظهارهم، فعملوا على انتقادي بأبشع أسلوب ووصل الأمر إلى حد التجريح. «القصة مش قصة رمانة، بل قصة قلوب مليانة». أنا أعرفهم جيداً وأقول لهم إن ليال عبود موجودة شاء من شاء وأبى من أبى، ولن يستطيع أحد محو دوري أو تجاهل هويتي الفنية.

• ما الخطأ الذي لا تزالين تدفعين ضريبته؟

- طيبة قلبي التي كانت سبباً في تأخري عن اتخاذ الكثير من القرارات الحاسمة في حياتي.

• ما الحلم الذي يزوركِ في نومكِ دائماً؟

- حلم النجومية والشهرة وكيفية أن أصبح نجمة عالمية، أما الحلم الأساسي الذي يُشعرني بالسعادة وبأنني راضية عن نفسي، فهو كيفية مساعدة الآخرين.

• ما التصرفات أو الطباع التي تُزعجك؟

- أكره طيبة قلبي مع أنها نعمة من عند الله. وأكره في الناس الكذب والمماطلة وعدم تقدير الغير. كما أكره الشخص الذي يجامل من دون سبب ومن يتعلقون بالقشور وينسون الجوهر.

• البشر يكذبون أحياناً لدرء الوقوع في ورطة ما، فهل أنتِ كذلك؟

- أكون كاذبة إذا قلت إنني لا أكذب، فأنا أعتمد أحياناً الكذب الذي لا يضر أحداً، وكالكثيرين ألجأ إلى «الكذبة البيضاء» لاستدراك موقف معين، لكن أبتعد عن الكذب الذي يؤدي إلى دمار أو كارثة.

• وهل للكذب ألوان؟

- طبعاً، فهناك كذبة صغيرة وأخرى كبيرة وهناك كذبة لطيفة وأخرى مدمرة. وأنا أكره الكذب بجميع أشكاله لأني صريحة، لكن لا يمكنك أن تعيش في المجتمع من دون كذبة لطيفة بيضاء، وهذه أستخدمها في كثير من الأحيان.

• ما الشيء الذي يثير حفيظتك؟

- أن يعمد أحد إلى إلغاء دوري، أو أن أعطي التقدير والاهتمام لشخص ما ويرد هو بالتجاهل، فهنا «بجنّ».

• وهل جنونك مخيف؟

- نعم ومُدمِّر أحياناً.

• ومن الشخصية التي تركت أثراً كبيراً في وجدانك؟

- الفنانة الراحلة صباح وأنا أعتبرها مثلي الأعلى.

• ماذا أخذت منها من صفات؟

- حبها للفن، وكيف يجب على الفنان أن يتعب على نفسه ويعطي من قلبه وأن يكون على قدر كلمة نجم. وتعلمت من «الصبوحة» الكرم وحب العطاء والحياة.

• هل أنت متديِّنة؟

- أكيد، فأنا لا أعمل خلال شهر رمضان مثلاً، وذلك لأنني أتفرغ للصوم والصلاة، وإذا كانت لديّ حفلات فإن ريعها يعود للأيتام.

• هل سبق وعشت قصة حب ناجحة؟

- أعتقد أنني أعيشها الآن. والحب هو شريان الحياة.

• كم مرة في السنة تذهبين إلى عيادات التجميل؟

- أقصدها عندما تتطلب الحاجة لذلك. لست ضد عمليات التجميل إذا احتاج إليها الإنسان ليصبح أكثر جمالاً، لكنني لست بحاجة إلى عمليات تجميل.

• ما الجائزة الكبرى التي حصلتِ عليها في حياتك؟

- محبة الناس.