حوار / «لا أنتقد الدين... بل احتكاره على تفاسير معينة وأهاجم التطرّف»
شيخة الجاسم لـ «الراي»: الخطاب الطائفي بأقوى حالاته وفقدنا أشياء كانت تجمعنا منها منتخب كرة القدم
| كتب علي الفضلي |
1 يناير 1970
11:34 م
الطفل منذ ولادته يتعلم من أمه وأبيه وإخوته والمدرسة والمسجد بأنه الصح... والآخرين كفار
الهجوم الأخير عليّ إرهاب اجتماعي هدفه فرد العضلات للتكسب السياسي
من هاجم رأيي عن النقاب «عوّره كلامي لأنه مو قاعد يتنفس عَدِل»
«منع الاختلاط» قضية سياسية أُلبست ثوب الدين لكسب الناس في الانتخابات
المنادون بتعديل المادة الثانية يريدون تجريد الكويت من ثوب الديموقراطية
المجتمع الكويتي بكل ألوانه متحرر فكرياً... حتى المتدينون لديهم شيء من الليبرالية
الشخص الذي يهاجمني بطريقة سيئة مسكين متألم... ولا أرد عليه
رأت رئيسة قسم الفلسفة في جامعة الكويت الدكتورة شيخة الجاسم، أن الكويت تعيش أسوأ حالة مع ارتفاع الخطاب الطائفي، ووجود بيئة حاضنة تغذي التشدد، وتنتج شبابا متطرفا.
وقالت الجاسم في حوار موسع مع «الراي» أن «الطفل منذ ولادته في مثل هذه البيئات يتعلم من أمه وأبيه وإخوته والمدرسة والمسجد أنه هو الصح، والآخرين هم الكفار، لاسيما أولئك الذين من يتمسكون بالتفسير النصي الحرفي لفقهاء معينين، فلك أن تتخيل بيئة كاملة وعائلات كاملة تربي أبناءها على هذا الفكر، من المؤكد أنها ستخرج لنا شباباً متطرفين».
وأكدت أن من يطرح رأياً مختلفاً يواجه اليوم إرهاباً مجتمعياً غريباً، مبينة أن الحملة التي شنت عليها أخيراً هدفها استعراض العضلات لكسب تعاطف الناس في الانتخابات المقبلة، مؤكدة في الوقت ذاته أنها لا تنتقد الدين بل تنتقد أن يُحتكر فهمه على تفاسير معينة. وشددت على أنها لم تكن تعتقد أن المجتمع لا يتقبل الرأي الآخر لهذه الدرجة، مستشهدة بلقاء لها على إحدى القنوات الفضائية وحديثها عن الحجاب، «وقد قلت في اللقاء كيف أتنفس وأنا أرتدي النقاب، وعلى إثر ذلك صارت هناك ضجة وانتشرت خصوصاً في المجتمع السعودي مع اني لم اهاجمهم، وما قلته هو أن هذه حرية شخصية ومن حقوق الإنسان أن يتنفس بشكل سليم ويحس بالبراد، لكن هذا عورهم لأنهم فعلا مو قاعدين يتنفسون عدل، لكن لا نلومهم». وعرجت الجاسم على قضية تعديل المادة الثانية من الدستور مؤكدة أن القضية برمتها سياسية ألبست ثوب الدين لدغدغة المشاعر وتسجيل مواقف انتخابية. الجاسم طرحت العديد من المواضيع الفكرية نتابعها في السطور التالية:
• لماذا هذه الضجة الإعلامية التي أثارتها شيخة الجاسم أخيراً؟
- لم يكن في بالي أن المجتمع لا يتقبل الرأي الآخر لهذه الدرجة، لكن رب ضارة نافعة، فقد بدأت الآن أقول رأيي، وهناك الكثير من المؤيدين خصوصاً من جيل الشباب الذين يرون أن ما أقوله تعبير عما يدور في خلدهم ولسانهم.
ما يثير مثل هذه القضايا ما نراه من خدمات إخبارية تقوم متعمدة باجتزاء الكلام وعرضه للمتلقي ليفهمه بصورة أخرى، ففي لقاء سابق في إحدى القنوات تحدثت في أشياء كثيرة ولم يأخذوا إلا ما قلته في موضوع النقاب، وقد قلت في اللقاء كيف أتنفس وأنا أرتدي النقاب، وعلى إثر ذلك صارت هناك ضجة وانتشرت خصوصاً في المجتمع السعودي مع اني لم اهاجمهم، وما قلته هو أن هذه حرية شخصية ومن حقوق الإنسان أن يتنفس بشكل سليم ويحس بالبراد، «لكن هذا عورهم لأنهم فعلا مو قاعدين يتنفسون عدل، لكن لا نلومهم»، لأني اعتدت على الانتقادات، وأي شخص يقول رأيا حقيقيا بعد أن درس الفلسفة وتجرد من العواطف والمخاوف صارت هذه الأشياء عادية بالنسبة له ولا تقيده أو ترجعه، بل بالعكس أتفهمهم، فالشخص الذي يهاجمني بطريقة سيئة أفهم أنه مسكين متألم ولا أرد عليه.
• من وجهة نظرك ما الأسباب التي تدفع جيل الشباب إلى التطرف؟
- الطفل منذ ولادته في مثل هذه البيئات يجد أن أمه وأباه وإخوته والمدرسة والمسجد يعلمه أنه هو «الصح» والآخرون هم الكفار، لاسيما أولئك الذين من يتمسكون بالتفسير النصي الحرفي لفقهاء معينين، فلك أن تتخيل بيئة كاملة وعائلات كاملة تربي أبناءها على هذا الفكر، من المؤكد أنها ستخرج لنا شباباً متطرفين.
• نعيش حالياً مرحلة غير عادية من الاحتقان الطائفي لاسيما مع الوضع الإقليمي الملتهب.. كيف يمكننا أن نعالج هذه المشكلة في مجتمعنا الكويتي؟
- الخطاب الطائفي لدينا في أسوأ حالاته وكلما شدّ جانب، شد الآخر، ونحن في الكويت الذي يلعب فيه الشيعي والسني والبدوي والحضري ويمثلنا في كل دول العالم، وفي السابق عندما كنا نجتمع كلنا ونشجع المنتخب كان ذلك يزيد من تلاحمنا ووطنيتنا، لكن اليوم لا نجد من يجمعنا، فالمنتخب الكويتي اليوم انتزع من قلوب الكويتيين، واتمنى أن تحل هذه المشكلة لأنه من غير المعقول أن يستمر إيقاف الكرة الكويتية وتقتل أحلام الشباب، عودة المنتخب من الحلول التي من الممكن ان تقدمها الدولة، ليرجع لدينا منتخب وطني يمثلنا كلنا.
• ما وجهة نظرك في قانون منع الاختلاط؟
- الجامعة كانت دائماً مختلطة ولم نر فيها إشكالية خصوصاً داخل القاعات، وما نراه في الحرم الجامعي هو الجو الدراسي المحترم الذي يساعد الطالب على التعبير عن رأيه مع الجنس الآخر ويذيب هذا الثلج من التخوف، ويساعد على إعداد الطالب للمجتمع وسوق العمل.
إلى متى ولماذا هذا الفصل؟، إننا نتعامل مع طلبة تبلغ أعمارهم 18 وما فوق، والكثير منهم متزوجون، وخصوصاً البنات فلماذا هذا الفصل؟. إنني أعتقد أن هذه المسألة من المسائل السياسية ولكن تتلبس لباس الدين والغرض منها هو كسب تأييد الناس للانتخابات، ونحن في الكويت نأبى أن تصل إلى هذه المراحل، فالكويت لها بصمة مختلفة تميزها، والمجتمع الكويتي بكل أشكاله وأنواعه يعتبرون بشكل عام متحررين فكرياً، حتى المتدينين في الكويت لديهم شيء من الليبرالية نوعاً ما.
• مثلث العلاقة ما بين الفرد والدين والدولة.. كيف تجدينه في واقعنا الكويتي؟
- من واقع تجربتي أجد أن الدستور والقوانين الكويتية جميلة، فالدستور الكويتي يمنحك الحريات، لاسيما حرية الاعتقاد والتعبير والبحث العلمي، والقانون يحكم العلاقة ما بينك وبين الآخر، ويتيح لك الحق بالتقاضي إذا اعتدي عليك. لكن رغم ذلك يبقى القانون فيه بعض الثغرات التي نتمنى من يصل إلى المجلس أن يعملوا على هذا الجانب لاسيما الحريات.
وما حدث لي اخيراً أني قمت بالتعبير عن رأيي لكن ما جرى بعد ذلك أن هناك أناسا قالوا بأنني ازدريت الدين الإسلامي، وشنوا على إثر ذلك حملة شعواء تجاهي، وأصبح هناك استعراض للعضلات بسبب قرب الانتخابات، وهذا شيء غريب ولم يكن له داع، لأن للجميع الحق بأن يعبروا عن آرائهم، لكن أن تظهر نفسك كمدافع عن الإسلام، فحتى أنا مسلمة، والإسلام ليس شيئاً أنت من يملكه، وأنا عندما تكلمت لم أطعن في شخص من الأشخاص ولم أعتد على أحد.
إنني لاحظت بأن أكثر الإرهاب هو الإرهاب المجتمعي من الناس المختلفين معك فكرياً، وهذا ليس من شأنهم في أن يحاسبوا الناس على ما يقولون، يستطيعون أن يقولوا إنهم يختلفون مع وجهة النظر.
وهنا نتساءل عن الحكومة الكويتية التي باتت غير موجودة، وكأنها شبح لا نراها، فنحن نريد أن نعرف رأيها ووجهة نظرها ومن هو الناطق الرسمي عنها، لذا أتمنى من الحكومة الحالية وحتى الحكومات المقبلة أن تكون حكومة قوية، والقوة ليست بإلقاء القبض واستعراض العضلات، فهذا دليل الضعف، بل القوة أن يكون لديها القدرة على صياغة وجهة نظر بطريقة مرتبة وطرحها على الناس وقدرة على الاجابة وتفنيد الآراء.
• ما رأيك في الجدل الذي يثار أحياناً حول المادة الثانية من الدستور الكويتي؟
- حتى لو تم تغيير المادة وكتب بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، هذا لا يعني أنه لا توجد هناك مصادر أخرى، وبالتالي نجد أن الإشكالية ستظل كما هي.
إني أعتقد أن الناس الجادين في تغيير هذه المادة لا يريدون أن يغيروها فقط، بل يريدون أن يزيلوا الديموقراطية كلها، وأن يكون دستور دولة الكويت هو القرآن فقط، أما التفسير الفقهي فهو تفسير فقهي واحد ولا مجال للتفاسير الأخرى والتوجهات الإسلامية الأخرى.
وعلى الجميع أن يعلم بأنني لا انتقد الدين بل انتقد الاحتكار على تفاسير معينه له، واهاجم التطرف والكره والتشدد، وادعو إلى الحرية، وهذا دوري.
• ما مدى حاجة مجتمعنا للفلسفة؟
- الفلسفة جداً مهمة لمجتمعنا، رغم ذلك فإننا نرى العديد من الناس لا يعرفون ما هية الفلسفة ويحسبون أنها مجرد مجلدات ثقيلة من المعلومات والكلام غير المفهوم لفلاسفة يعيشون في أبراج عاجية، ويجب علينا أن نوضح للناس بأن هذه الصعوبة قد انتهت ولم تعد موجودة، إذ تطرح الفلسفة اليوم بطريقة أخرى، فالفلاسفة لم يكتبوا ما كتبوه إلا لأنهم تأثروا بمشاكل المجتمع ثم ذهبوا وحللوا وجاؤوا بنظريات حاولوا من خلالها معالجة مشكلات المجتمع، وهذا دور الفيلسوف، لأنه ليس شخصاً منعزلاً عن المجتمع، بل بالعكس هو ابن بيئته.
ومن المفترض علينا أن نمارس الفلسفة حتى في بيوتنا ومع أبنائنا ومع بعضنا الآخر، فالفلسفة هي من تجعلك إنساناً لأنها مبنية على العقل، ولا تعتبر العقل الإنساني مجرد آلة مسجلة، بل تعلمه وتحفزه على التفكير وأن يأتي بالجديد، ولا تمانع من طرح الأسئلة.
ونحن دائماً في محاضراتنا نطرح الأسئلة ونجعل الطلبة يفكرون، لأننا عندما نعلم أجيالاً بهذه الطريقة فإننا نبني الإنسان، فالفلسفة تبني الإنسان بحيث يسعى من تلقاء نفسه في التفكير وتشغيل عقله، والفلسفة اليوم بصيغتها الحديثة التحليلية تعلم الإنسان بأن عقله له سلطة، عندما يفكر بمنطق سليم ويسمتع للرأي الآخر ويكون لديه تفكير نقدي.
• ماذا تقولين لمن يرى أن الفلسفة تتعارض مع الدين؟
- هذا سؤال قديم جديد، وقد أجاب عليه ابن رشد في كتاب اسمه فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من اتصال، ففي هذا الكتاب يبين أن الفلسفة ما هي إلا فرض عين وليست فرض كفاية، فيقول في الكتاب علينا كلنا أن ندرس الفلسفه والدليل على ذلك العديد من الآيات التي تدعو إلى إعمال العقل والتفكر والتأمل، والكثير من الآيات التي تذم التقليد لرأي الآباء، فهذه الآيات التي تدعو إلى التفكير وترك التقليد أليست هذه هي الدعوة إلى الفلسفة؟
كما يرد ابن رشد أيضاً على من يزعم أن الفلسفة سبب في الإلحاد بقوله: هل يعقل أننا بسبب شخص شرب الماء وشرق، أن نقوم بمنع الماء عن الجميع؟
• لماذا نجد أن أغلب الاهتمام في الفلسفة في عالمنا اليوم منصب نحو الفلسفة الغربية، بينما نجد أن الفلسفة الإسلامية ورغم قوتها غريبة حتى بين أهلها؟
- أحب أن أرى الفلسفة كلها كسلسلة متصلة مثل كل العلوم، فالجبر الذي جاء به جابر ابن حيان يدرس الآن لكن بنيت عليه نظريات جديدة، ولأن المعرفة تراكمية، نجد أن الفلسفة الإسلامية أخذت من اليونيانية، واليونانية أخذت من الحضارات الأخرى، والفلسفة الإسلامية أيضاً بنيت عليها الفلسفة في العصور الوسطى.
ونحن في القسم لم نهمل الفلسفة الإسلامية بل مازالت موجودة وهي تدرس لدينا.
وقد يكون لدى البعض رأي في هذه المسألة، وهي أنه لا توجد هناك فلسفة إسلامية بالمعنى الأصيل للفلسفة، لأن هذا الرأي يجد أن المسلمين لم يتفلسفوا لكنهم ركبوا شيئا من الفلسفة اليونانية على التراث الإسلامي وجاؤوا بنظريات جديدة، لكن يظل تخصص الفلسفة الإسلامية من التخصصات المعتبرة في كل الجامعات بما فيها جامعة الكويت.
• دائما ما يطلق العديد من العلماء على العصر التالي لعصر ثورة المعلومات بعصر الحكمة، بحيث يفهم الإنسان نفسه ويحترم إنسانيته. هل أنت متفائلة بأن البشرية ستصل إلى هذا العصر وكيف؟
- أعتقد أن هذا المفهوم جداً مهم، فالإنسان إذا ظل فقط يعتقد أن التطور هو بالعلم وبالمختبرات والقراءة والكتابة وينسى أن يرجع إلى إنسانيته ويطور من نفسه فهنا سيكمن هلاك الإنسان، وهنا نجد أمامنا أننا بحاجة إلى الفلسفة، ولنقوم بذلك ليس المرء بحاجة إلى أي شيء سوى أن يجلس وفي ذهن صاف ويقوم بالتفكير، وهذا رجوع إلى إنسانيتك ومراجعة لأفكارك ومحاولة قراءة المسلمات التي قبلتها دون التفكر فيها فقط لأن المجتمع علمك إياها، وتغوص في معرفة مخاوفك الموجودة لديك والتي لم تفكر فيها، ولم ترجع إلى ذاتك وتتساءل لماذا تتصرف بهذه الطريقة، وهنا تمنحك الفلسفة القوة في طرح الأسئلة والدقة، وبعد النظر، وقد قدم الفيلسوف برتراند رسل لنا نصيحة جيدة في هذا الشأن حيث يقول إننا إذا أردنا أن نبحث في أي قضية يجب علينا أن ننظر إلى الحقائق فقط، ولا ننظر إلى ما نود أن يكون أو إلى مخاوفنا ورغباتنا، وهذا لو فعلناه في حياتنا اليومية فإننا سنقوم بحل الكثير من المشاكل، وهنا يتضح أننا إن لم نهتم بالفلسفة سنشعر بالغربة والتعاسة لأننا نبتعد عن أنفسنا.
• ما يحدث اليوم من صراع في منطقتنا العربية والإسلامية هل هو صراع فكري أم سياسي بحت يستهدف الحكم والسلطة؟ وما دور الفلسفة في ظل هذه الصراعات؟
أعتقد أن الحروب والصراعات بشكل عام حروب من أجل السلطة، أو أحياناً تكون لأسباب اقتصادية، ولكن على مر التاريخ البشري نجد أنه دائماً ما يحفز الناس للقتال هو ارتداء رداء الدين أو القومية، «نقاتل هنا ونطهر هذه الأرض لأننا المذهب الصحيح، ولأننا ندافع عن مقدساتنا أو قوميتنا»، لكن في النهاية الناس يتقاتلون لأن الغرض هو ملك الأرض أو السلطة أو لانتهاء النفط، ودائماً ما نجد أن القادة يحتاجون إلى شيء يحرك الشعوب، فما الذي يجبر شاب عمره 24 سنة أن يترك بيته وزوجته ويذهب يقاتل سوى هذا التحريض الطائفي؟
مواقف
هدفهم... دولة إسلامية
رأت الدكتورة شيخة الجاسم أن طرح موضوع المادة الثانية من الدستور له سببان، فهناك الصادقون والجادون في طرحه، وهؤلاء حتى لو عزف السلام الوطني أمامهم يبقون جالسين على كراسيهم ولا يقومون، ولو توافر لهم أن يزيلوا الديموقراطية لفعلوا ذلك، لأنهم صادقون مع أنفسهم ويريدون أن يقيموا دولة إسلامية في الكويت، وبالطبع هذا لن يحدث، والسبب الثاني نجد أن هناك من يأخذ هذه القضية من باب العزف على وتر العواطف لكي يصل إلى المجلس، لكن على كل الأحوال لن يحدث شيء حتى لو تغيرت المادة الثانية من الدستور.
شخصيتي لا يناسبها مجلس الأمة
بسؤالها عما إذا كان لديها نية للترشح في انتخابات مجلس الأمة المقبلة، قال الجاسم: لا توجد لدي نية، فشخصيتي لا يناسبها الطريق للوصول إلى المجلس، لأني لا أجامل وأقول رأيي كما هو، ولا أسعى إلى كسب تأييد الناس، وأنا مسالمة ومتصالحة مع ذاتي، وأتمنى أن نوصل الناس القادرين على النهوض في الكويت.
لقطاء وأمراض ... شدعوة قطاوة؟!
شرحت الدكتورة شيخة الجاسم دور الفلسفة في الصراع الذي يشهده عالمنا العربي بأنه يكمن في إحياء التفكير النقدي، وعدم اتباع التهييج. فنحن بعد سنة مقبلون على الانتخابات البرلمانية وسنستمع مجدداً إلى الطرح العاطفي كالذي يتحدث عن منع الاختلاط، ويرجع سببه إلى أنه سيكثر اللقطاء والامراض الجنسية...«شدعوه قطاوه؟»، وهذه القضية سيتم المتاجرة بها لكسب تعاطف الناس ليصوتوا لهم في الانتخابات.
العقل الحر خطر على المجتمعات الراكدة
قالت الجاسم إننا دائماً ما نجد أن محاربة الفلسفة تأتي رغبة في الدفاع عن الدين، فمحاربة الفلسفة كما يراها أحد المتخصصين في الفلسفة هدفها دائماً سياسي وليس دينيا ولكن ترتدي رداء الدين، لأن الفلسفة هي من تحفز عقل الإنسان على التفكير، وعقل الإنسان الذي يفكر يعني أنه إنسان حر، والعقل الحر خطر على المجتمعات الراكدة، لذلك ولأسباب سياسية يقمعون الفلسفة، لأنها تخلق أناساً أحرارا وليس لديهم أي خوف لقول الرأي المختلف لذلك يريدون تحريم الفلسفة لتحريم التفكير وهذا هو الإجرام.