الخلاف على المشاركة والمقاطعة ليس بجديد
الملا: «الأزرق» و«البرتقالي» كانا موجودين في 1981... المقاطعون يتزعمهم القطامي والمشاركون الخطيب والسعدون
| كتب ناصر المحيسن |
1 يناير 1970
04:58 م
هذا الخطأ الذي ارتكب في عام 1981 دفعنا ثمنه منذ صدوره حتى مرسوم الصوت الواحد
ما المانع من ان يستعيد الشعب هيبته بتعديل نظامه الانتخابي بيده من خلال قاعة عبدالله السالم وان كان لكم تحفظ سياسي على هذا المجلس؟
لا سبيل للإصلاح إلا عندما يكون هناك حوار وطني شامل قبل اتخاذ قرار المشاركة من عدمه
فيما اعتبر النائب السابق صالح الملا أن «الخلاف على المشاركة والمقاطعة ليس بجديد»، أكد أنه «لا سبيل للاصلاح الا عندما يكون هناك حوار وطني شامل قبل اتخاذ قرار المشاركة من عدمه».
وقال الملا في ندوة «المشاركة والمقاطعة بين المصلحة والمبدأ» التي أقيمت في ديوان المحامي حمد الرومي، في ضاحية عبدالله السالم، مساء أول من أمس إن «قضية المشاركة والمقاطعة ليست مهمة في هذا الوقت لكن حمى الاعلان عن الترشيح في الانتخابات المقبلة بدأت منذ الآن».
وبين الملا، إن «الاستمرار في قرار المقاطعة لايعني عدم احترام المحكمة الدستورية، فالحكم واجب النفاذ ونحن نحترم المؤسسة القضائية وأحكامها»، مضيفا:«لجأت لـ (الدستورية ) لأنني اعتقد اننا في دولة مؤسسات».
وتابع: «انا طعنت بعد صدور المرسوم... ومرة أخرى بعد ابطال المجلس الثاني، ولو يحصل لي سأطعن مرة ثالثة ورابعة».
وذكر الملا، أن «ما حصل في حكم الدستورية هو تأييد لأسباب الحكومة واسباغ الشرعية عليها وانطباقها على المادة 71 من الدستور وهي مادة مراسيم الضرورة».
واعتبر الملا، أن «الادعاء بأنه من الممكن اصلاح الوضع من خلال مشاركة الجميع في ظل مرسوم الصوت الواحد هو ادعاء الناس الطيبة، الذين لم يسترجعوا التاريخ حتى يقيموا المرحلة»، متسائلا، «ما الضمانات في المستقبل ان شاركت القوى السياسية انه بالإمكان ان نحقق ما نحلم فيه من اصلاح الاعوجاج الموجود، ومحاربة الفساد ... لا توجد ضمانات اطلاقا ؟».
وحول دعوات المشاركة، قال الملا، «اجزم بأن اكثر من يريد مشاركة القوى السياسية والعناصر المقاطعة هم الجماعة غير المؤمنين بالعمل الديموقراطي»، مبينا أنهم «يريدون اسباغ المشروعية على هذه المسرحية التي تحدث الان».
وعن تساؤل البعض عن قبول بعض الرموز السياسية المشاركة في مجلس 1981 مثل الدكتور أحمد الخطيب وأحمد السعدون، والذي يعتبر الملا امتدادا لهم، أوضح الملا، أن «الخلاف على المشاركة والمقاطعة ليس بجديد»، مردفا «دون الدخول بالتفاصيل لأنه لاتوجد مقارنة بين المراسيم التي صدرت أثناء فترة الحل وتعليق مواد الدستور ومرسوم ضرورة يدعون إنه دستوري، نقول أنهم كانوا غلطانين... فهل نكرر الخطأ؟».
وتابع: «هذا الخطأ الذي ارتكب في عام 1981 دفعنا ثمنه منذ صدوره حتى مرسوم الصوت الواحد»، مبينا أنه «في العام 1981 كان هناك أزرق وبرتقالي حيث كان هناك فريق يدعون للمقاطعة يتزعمهم جاسم القطامي وفريق يدعو للمشاركة بزعامة أحمد الخطيب وأحمد السعدون».
وأضاف: «في العام 1985 قرر المقاطعون منذ العام 1981المشاركة بعد مطالبة الناس حيث عادوا وجاء مجلس من اقوى المجالس في الحياة النيابية، ولم يكمل سنة واحدة عندما وصل سكين الاصلاح الى عظم الفساد فحل المجلس وعلقت مواد الدستور».
وقارن الملا بين دواوين الاثنين والحراك الشعبي، مشيرا إلى أنه «من كان يحضر دواوين الاثنين أكثر ممن تفاعل مع الدعوات للمقاطعة أثناء الحراك»، مبينا ان «معظم الكويتيين الذين استطاعت السلطة ضربهم في هذا الجانب، كانوا يتحاشون التحرك بحجة أن الفئة الفلانية موجودة ولن احضر وهذا لم يحدث في دوواين الاثنين».
وزاد:«كانت هناك اعداد مهولة بمشاركة كل أطياف الشعب واصرار وتمسك بالدستور بشكل عنيد استوعبته السلطة التنفيذية بعد التحرير».
واعتبر الملا، أن «من ينظر للمقاطعة بأن كل مافيها سلبي غير منصف ولم ينظر لنصف الكأس الممتلئ»، مشيرا إلى أنه «منذ العام 54 والسلطة التنفيذية ترمي عدم الانجاز وعدم اكمال المجلس مدته بسبب المعارضة»، مبينا أن «مقاطعة القوى السياسية اسقطت ورقة التوت».
وحول تساؤل «إلى متى المقاطعة؟»، قال الملا، «هل خرجتم لساحة الارادة للمطالبة بتعديل القانون الانتخابي؟»، لافتا إلى أنه «كانت معظم الفعاليات التي تحدث للمطالبة بما لا يمكن تحقيقة مثل التعديلات الدستورية».
وزاد: «نتمنى التعديلات نعم... لكن لا يمكن ان تكون من ساحة الارادة، لكن ما هو ممكن تعديله من خلال ساحة الارادة هو النظام الانتخابي لأنه حصل في السابق و فرضت الارادة الشعبية فترة نبيها خمس العام 2006»
وأضاف الملا، «ما المانع من ان يستعيد الشعب هيبته بتعديل نظامه الانتخابي بيده من خلال قاعة عبدالله السالم وان كان لكم تحفظ سياسي على هذا المجلس؟».
«نجوم الشباك»
وصف الملا، الوضع الحالي بأنه «مشهد مسرحي بايخ وممل»، مبينا أنه «عادة اذا صارت المسرحية مملة يعطي الجمهور اشارات بعدم الرضا لكن يبدو ان أمام مسرحيتنا البايخة الجمهور صامت ومستمتع»
وأضاف الملا، أنهم «يريدون نجوم شباك حتى يستقطبوا جمهورا آخر وهو المقاطعين ... لا ادعي اني من نجوم الشباك لكن لست مستعدا أن أضحي بالمبدأ مقابل مصلحة لن تتحقق».
معارضة «غوّارية»
اعتبر المحامي جاسر الجدعي في مداخلة حول موضوع المقاطعة بأنها «مستحقة»، مبينا أنه «ليست لدينا معارضة، بل هي ديكور أو معارضة (غوّارية)».
وذكر الجدعي، أن «غوار الطوشة يخرج على المسرح ويضرب النظام السوري، لتشعر أنه بعد العرض سيلقى القبض عليه من قبل المخابرات... وعندما صارت الازمة وجدنا غوار الطوشة يدا بيد مع بشار الأسد».
وجدد دعوته للاجتماع والتحاور «اقنعونا بالمقاطعة ونحن نقنعكم بالمشاركة»، مبينا أنه «اذا كنتم ستستمرون في المقاطعة ( الساعة المباركة... نحن أول الناس ) لكن قدموا تضحيات حال من في السجن الآن».
وأضاف :«المعارض الذي لا تمسك متاريس السلطة بـ( دشداشته ) ويدخل في دهاليزها هو (معارض غواري... يخرج على المسرح ويقول السلطة عم تكهربني) إنما المعارض الحقيقي هو من يدفع ثمن معارضته».