نصف الساعة الأخير قبل... دار البقاء

بعفوية بالغة، وطيبة محببة، وابتسامة رضا، كبير المغسلين بمقبرة الصليبخات أبو الوليد السوري ( موسى قاسم محمد ) ومغسلة الأموات الكويتية أم بدر (رحمة عبدالواحد الراشد) فتحا قلبيها لـ «الراي» للحديث عن المهنة وتفاصيل إعدادهما الجثامين لتقابل وجه ربها.

وكهدير الماء الذي يصب على الأموات، تقاطرت الكلمات مفعمة بالصدق والزهد والقرب من عالم يبدو ان كثيرين قد نسوه سهواً أو عمداً.

وفي جولة داخل المغسلة، يعتبر أبو الوليد الذي بدأ العمل في هذا المجال منذ 41 عاماً ان «خدمات الغسل والتكفين والدفن التي تقدم في الكويت لا مثيل لها في العالم، فكل شيء مسخر للأموات مجاناً سواء القبور أو التغسيل أو التكفين»، فيما تحدثت أم بدر عن كواليس هذا العالم وكيفية تغسيل الموتى التي تستغرق نصف ساعة بدءاً من الاستنجاء وحتى التكفين وغيرها من التفاصيل.

وفي رهبة من قدسية المكان الذي يتمدد فيه الكبير والصغير، لا يحرك ساكناً ولا يملك من أمره شيئاً، يؤكد أبو الوليد أن «لا يوجد تمييز بين مواطن ومقيم فالكل سواسية في المعاملة، ولا وساطة في عملية الدفن الذي يتم بالدور».

مغسلة الأموات الكويتية أم بدر تروي تفاصيل العمل على أبواب الآخرة: لا تخف من الميت وخف من الحي

شارفت أم بدر (رحمة عبدالواحد الراشد) على الستين، وبعد 10 سنوات على عملها مغسلة أموات في مقبرة الصليبخات، تؤكد انها غير نادمة أبداً على عملها في هذا المجال الذي خاضته بترشيح من ديوان الخدمة المدنية.

وأكدت في حديثها بنبرة الواثق «لو لم يحبني الله لما اختارني في هذا المكان»، مشيرة إلى انها «ستجشع ابنتها لتعمل في المجال نفسه ان أرادت».

وعن صعوبة البدايات أجابت «كنت أحلم بمشاهد الجنائز في بداية عملي»، كاشفة عن وجود «سبع كويتيات يعملن كمغسلات وأخريات هنديات ومصريات وباكستانيات وعمانيات وسعوديات».

وعن نظرة الأسرة والمجتمع قالت «لمست من أسرتي وأبنائي واخوتي كل الدعم والحماس والتشجيع على هذه المهنة»، لافتة إلى ان «الصورة التي ينقلها الإعلام من خلال الأفلام والمسلسلات تختلف عن الواقع تماماً»، وفي ما يلي مزيد من التفاصيل:

• متى بدأت التفكير في العمل في هذه المهنة ؟

- بدأت العمل في هذه المهنة منذ عشر سنوات وتحديداً في عام 2006.

• هل اتجاهك للعمل في هذه المهنة جاء بالصدفة ؟

- نعم عملت كمغسلة بالصدفة دون أي تخطيط أو ترتيب.

• كيف تم ذلك ؟

- تقدمت لديوان الخدمة المدنية، وعندما جاء الدور عليّ تلقيت خبر توظيفي عن طريق أخي، علماً بأنني كنت قد قدمت على وظائف عدة، ولكن تم قبولي في البلدية (الله سبحانه وتعالى كتب لي نصيبي في هذا المكان).

• كيف تلقيت خبر التعيين في هذا المكان ؟

- لا أخفي عليك، تفاجأت في البداية، خصوصاً أنني ليست لدى خبرة في هذا المجال، ولا أفقه شيئاً عن آلية التغسيل، وفي الوقت نفسه انتابني شعور بالخوف والتردد في شأن كيفية التعايش مع هذه المهنة التي كانت غير مألوفة بالنسبة لي، ولكن عندما ذهبت الى بلدية خيطان، أخبرت المسؤولين هناك بعدم إلمامي بأي شيء عن التغسيل وانها المرة الاولى بالنسبة لي، فلم يقصروا معي ومدوا لي يد العون والمساعدة وقاموا بتدريبي وتعليمي وكل ما هو مطلوب.

• كيف كان شعورك أثناء تجربتك الأولى ؟

- في الحقيقة كان شعوراً صعباً جداً في البداية، خصوصاً في أول شهرين فلم يفارقني شعور الخوف ولم تخل أحلامي من مشاهد الجنائز وكان موقفي صعباً وقتها، لكنني كنت أستحضر المقولة الدارجة «لا تخف من الميت وخف من الحي» وهي مقولة أرى أنها صحيحة تماماً، ولكن في النهاية، أقول الحمدلله فهذه الوظيفة نعمة من رب العالمين وفيها أجر عظيم.

• حدثينا عن أول جنازة قمت بتغسيلها ؟ وكيف كان شعورك ؟

- كنت خائفة في البداية، ولكن صديقتي وزميلتي في البلدية أم خليل (الله يذكرها بالخير)، كانت تشجعني وتنصحني بأن أضع يدي على جثمان الميتة ببطء دون ان اشعر بالخوف، وتقول لي لا تخافي، الميت أشبه بالنائم، والحمدلله الأمور أصبحت تسير بشكل اعتيادي.

• هل شعرت انك أقرب إلى الله بعد امتهانك هذه الوظيفة ؟

- بالطبع نعم، شعرت بالتقرب إلى الله والخشية والخشوع والرهبة، فنحن نرى صاحب الجنازة وقد كان بالأمس بين الأحياء ويمشي على الأرض واليوم في عداد الأموات.

• كيف تقبلت أسرتك العمل في هذه المهنة ؟

- بصراحة لمست من أسرتي وأبنائي وإخواني كل الدعم والحماس والتشجيع على العمل في هذه الوظيفة لكسب الثواب والآجر وزيادة التقرب إلى الله.

• اذا أتيحت الفرصة لإحدى بناتك للعمل في الوظيفة ذاتها، هل تسمحين لها بذلك ؟

- بالتأكيد نعم سأسمح لها بذلك دون أي تردد، ولكن لابد ان تكون مقتنعة تماماً بهذه الوظيفة ولديها الرغبة في العمل بها، لأن هناك الكثير من النساء يرغبن بالعمل في هذه الوظيفة في البداية ولكن سرعان ما يغيرن رأيهن بمجرد رؤية الجنازة.

• ما تقييمك لفرصة نجاح المرأة في هذه الوظيفة ؟

- هذه الوظيفة سهلة وبإمكان أي امرأة ان تنجح فيها، ولكن هذا يعتمد على مدى الإرادة والعزيمة والراحة النفسية، وهناك نساء نجحن وواصلن مسيرتهن بها وأخريات عجزن ولم يستطعن المواصلة.

• هل أنت المغسلة الكويتية الوحيدة ؟

- لا، هناك العديد من الكويتيات العاملات في مهنة التغسيل قرابة سبع كويتيات، وهناك مغسلات من جنسيات أخرى كـ (الهندية والمصرية والباكستانية والعمانية والسعودية).

• ما شروط قبول المغسلة ؟

- ان تكون على خلق، وإنسانة محتشمة، ومتدينة ولديها إلمام في أمور الشرع والمواظبة على الصلاة قبل كل شيء.

• كم عدد المساعدات لك في الجنازة التي تقومين بتغسيلها ؟

هذا الأمر متغير، أحياناً اثنتان أو ثلاث مساعدات، ولكن يوجد 11 مغسلة في «الشيفت» الكامل.

• هل تقومين بمواساة أهل الميت ومحاولة تصبيرهم ؟

- لابد ان نصبرهم ونذكرهم بأن الموت حق وكأس لابد للجميع ان يتجرعه.

• كم عدد ساعات دوامك ؟

- نداوم يوماً كاملاً لمدة 24 ساعة، ثم نأخذ عطلة يومين، وطبيعة عملنا تقتضي غلق الهاتف.

• ماذا عن المردود المادي... هل هو مجز ؟

- الحمدلله نعمة وفضل من رب العالمين.

• كيف تقيمين نظرة المجتمع للمغسلة ؟

- الغالبية من الناس تتقبل عملنا، و دائماً ما يدعموننا لقناعتهم بقيمة هذا العمل وأجره وثوابه، وهناك أناس لا يرون ذلك.

• ما تأثير وسائل الإعلام على صورة عمل المغسلة ؟

- للأسف، الصورة التي ينقلها الإعلام من خلال الأفلام والمسلسلات تختلف عن الواقع تماماً، والمطلوب تحسين صورة المغسل أو المغسلة ونقلها على حقيقيتها، فهي مهنة شريفة ونظيفة، والقائمون عليها يخافون الله، ولا يفشون أسرار الجنائز ويقدرون حرمة المتوفى.

• هل المغسلة قاسية القلب ؟

- بالعكس، قلب المغسل أو المغسلة رؤوف جداً مع الحالات التي يراها ويتأثر بمشاعر أهل الميت.

• هل أنت راضية عن مهنتك وسعيدة بها ؟

نعم، الحمدلله والفضل لرب العالمين، لو لم يحبني الله لما اختارني لهذا المكان، فهو مكان للموعظة والرحمة والغفران وتقرب لرب العالمين.

من أجواء اللقاء

المغسلة وفرص الزواج

سألت «الراي» أم بدر: هل عمل الفتيات في هذه المهنة قبل الزواج يؤثر على فرصهن في الارتباط ؟ فأجابت: لا يؤثر عمل الفتيات في هذه المهنة على حياتهن الأسرية او ارتباطهن بأزواج المستقبل، بل بالعكس هناك أزواج يدعمون زوجاتهم، ولدي مغسلات أعمارهن صغيرة ويستطعن تحمل اعدادات الجنازة كاملة.

خدمة منازل

أجابت أم بدر عن سؤال حول هل من الممكن تغسيل الجنازة في المنازل ؟ قائلة: نعم من الممكن، وذلك على حسب طلب أهل الجنازة ونقوم بالتغسيل في المنزل.

تغسيل الحامل

علقت أم بدر على سؤال حول اختلاف تغسيل الحامل والجنين عن الحالات الأخرى ؟ قائلة: الأمر لا يختلف، بل الاختلاف يكون في الجثث المحروقة أو المتهشمة (اللحم منفصل عن الجسد)، فيتم تغسيل هذه الحالات بالتيمم عن طريق التراب فقط.

لا أنسى مصرياً مفجوعاً بزوجته

علقت أم بدر على أكثر حالة إنسانية أثرت فيها ومازالت تتذكرها قائلة: حالة لزوج مصري شاب توفيت زوجته وهو يبكي عليها بحرقة (وقال عنها انها طيبة وخلوقة ولها الفضل في هدايته وتحفيظه القرآن الكريم وحضه على المواظبة على الصلاة)، كلامه أثر في الجميع وجعلنا نستغرب من وجود هذا الكم من الإخلاص بين زوجين.

الغسل أكثر سهولة من قبل

علقت أم بدرعلى مدى اختلاف مهنة الغسل في الفترة الحالية عن الفترات السابقة وكيف أثرت التكنولوجيا على المهنة ؟ قائلة: نعم اختلفت هذه المهنة في الوقت الحالي عن السابق حيث أصبحت أكثر راحة وسهولة في ظل توافر الأدوات الحديثة مقارنة بالسابق (الطريقة البدائية) حيث كانت الجنازة في السابق تستغرق وقتاً طويلاً وجهداً أكبر.

كبير المغسلين أبو الوليد السوري: كل شيء مسخّر للأموات مجاناً سواء القبور أو التغسيل أو التكفين

يصف «كبير» المغسلين في مقبرة الصليبخات أبو الوليد السوري ( موسى قاسم محمد ) حاله في أول يوم عمل له كمغسل قبل 41 عاما بأن وجهه كان أصفر وقلبه مقبوضاً، ولم يستطع النوم في ذلك اليوم.

وبين ان «عملية الغسل تستغرق نصف ساعة بدءاً من الاستنجاء وحتى التكفين»، لافتاً إلى ان «مهلة اختبار المغسلين تكون ثلاثة أيام، وبعدها يتم البت في قرار قبولهم».

وأكد ان «خدمات الغسل والتكفين والدفن التي تقدم في الكويت لا مثيل لها في العالم»، مشيراً في الوقت ذاته إلى ان «بعض المواطنين يفضلون طواعية دفع 30 دينارا ثمن أكفان ذويهم بدلاً من البلدية». وفي ما يلي التفاصيل:

- هل يمكن ان تعرفنا على نفسك ؟

اسمي موسى قاسم محمد ( أبو الوليد ) من مواليد سورية، ومهنتي مغسل موتى ومصلي جنائز وكاتب.

- متى بدأت العمل في هذه المهنة ؟

منذ 4 أغسطس عام 1975.

- كيف امتهنتها ؟

المسألة قدرية، كان لدي دكان صغير لبيع الساعات في سوق واقف في الكويت والسوق أصبح راكداً وقتها، وكنا نصلي في مسجد البحر القديم وكان الامام في هذا المسجد الملا جاسم بلالي رحمه الله وكان صديقا للملا يوسف حمادة الذي كان رئيس قسم الوفيات في ذلك الوقت وتحدث معه ليتم توظيفي، وعملت مغسل أموات ثم أصبحت مسؤولاً عن المقبرة، ثم أصبحت أتولى الصلاة على الجنائز.

- ما شروط تأدية عملية التغسيل ؟

في البداية أود ان أوضح ان شروط التغسيل أربعة: أولاً يجب ان يكون الميت مسلما وليس كافرا، وثانياً الا يكون شهيداً، وثالثاً ( في حالة الجنين ) ان يكون مكث في بطن أمه أكثر من أربعة أشهر أما أقل من أربعة أشهر فلا يتم تغسيله، ورابعاً ان يكون أكثر من نصف الجسد موجودا، فإذا وجد أقل من نصف الجسد فلا يغسل.

- ماذا عن كيفية التغسيل ؟

يجب ان يوضع على طاولة الغسل ( المبنية من الطوب والرخام ) ويتم وضع سترة على الميت من السٌرة الى الركبة، ومن ثم تتم ازالة ثيابه ونبدأ في عملية التغسيل. والواجب في عملية التغسيل تعميم الجثة بالماء، أما عن الخطوات كما وردت في السنة النبوية فأول شيء استنجاء الجثة، ومن ثم القيام بعملية الوضوء لها، ثم يتم تغسيل الجسم كاملاً ثلاث مرات على اليمين ومثلها على اليسار ثم يتم تعميم الماء على الجسد كله.

عند الاتهاء من التغسيل كاملاً، نأتي بالكافور في وعاء (طاسة)، ومن ثم ندهن الجسم بالكافور، وبعدها يتم تنشيفه بمنشفة أو قطعة قماش ويحمل من الطاولة التي يغسل عليها إلى طاولة الكفن، ويٌشترط على المغسل ارتداء قفازات لأنه لا يجوز مس العورة.

- هل يوجد مساعدين للمغسل ؟

نعم، لا بد من وجود شخص يقوم بصب الماء.

- كم تستغرق عملية الغٌسل ؟

تقريبا نصف ساعة وتشمل التغسيل والتكفين بدءا من الاستنجاء وحتى التكفين.

- هل يتم وضع القماش في الأذن والأنف وبقية فتحات الجسم ؟

يتم وضعها في حالات وجود خروج الدم، أما الحالات العادية فيتم وضع قطن تحت الرأس ويتم لف الرأس كله مرة واحدة بالقطن.

- من خلال عملك في تغسيل الأموات، هل شاهدت حوادث غريبة ؟

إلى الآن لم أر شيئاً غريباً أبداً، وأعتقد ان كل ما يشاع حول هذا الأمر ليس له أصول، والأمور تسير معي بشكل عادي تماماً، فلم أر ما يمكن وصفه بالحادثة الغريبة.

- ما مدى صحة ما نسمعه عن الأشباح في المقابر؟

حتى الآن أنا في هذا المجال منذ 41 عاماً ولم أر أي حادثة غريبة.

- ولكن نسمع كثيراً ان بعض الأموات يبتسمون أثناء الاحتضار ؟

هذا يحدث، تماماً كالنائم الذي يبتسم في نومه. ولكن يجب ان نستر على الميت مهما رأينا منه، ولا يجوز ان نتكلم عن سيرة الميت بأي سوء بل يجب ستره فمن ستر ميتاً ستره الله يوم القيامة.

- ما الاشتراطات الشرعية التي يجب ان يتسم بها المغسل ؟

يجب ان يكون رجلا صالحا وملتزما بالعبادات الربانية المفروضة، وصاحب أخلاق حسنة، كما يجب ان يعرف كيفية تغسيل الموتى، ويتعين على من يتوظف في هذه الوظيفة ان يخضع للتجربة لمدة ثلاثة أيام فيحضر الغسيل ويقوم بالتغسيل ان وجدت الجنائز ومن ثم يتم توظيفه.

- كيف أثرت مهنتك على حياتك الاجتماعية ؟

لم تؤثر أبداً على حياتي الاجتماعية، بل بالعكس أجد كل الترحيب والمحبة أينما ذهبت من الناس.

- هل واجهت صعوبات في هذه المهنة ؟

في أول يوم فقط واجهت صعوبة، فلم أستطع النوم وقلبي كان مقبوضاً ووجهي كان لونه أصفر وذهبت للبيت وأنا متعب، ولكن مع اليوم الثاني صرت أجهز الكفن وأعمل مع الحفارين وتحول الأمر من عمل روتيني إلى حب لهذا الجو.

- ما الأدوات التي تستخدم في الغسيل ؟

أول ما نستخدمه هو الماء النقي دون ان يخلط به شيء، وثانياً السدر ذو الرائحة الطيبة وهو سنة عن الرسول صلي الله عليه وسلم وبديل عن الصابون وآخر شيء يتم وضع الكافور ويتم تنشيف الجسد ومن ثم يتم نقله من طاولة الغُسل إلى طاولة الكفن.

- لو عادت بك الأيام هل كنت ستعمل كمغسل أموات ؟

نعم مادمت قد تعودت عليها فهذه المهنة صارت في قلبي، فأنا آخذ منها العبرة وأتخيل نفسي في الجنازات التي يتم البكاء عليها كأني أنا الميت وأهلي يبكون علي، كما أنها تقربني من الله سبحانه وتعالى.

- هل سبق ووجدت تمائم أو تعويذات بجوار أحد القبور ؟

في بعض الأحيان، نجد ولكن هذا قليل جداً ونادر، وأود التأكيد على ان الأسحار والتعويذات التي يتم وضعها بجوار المقابر لا تضر ولا تنفع إلا بإذن الله.

- هل صادفت وجود ثعابين بجوار القبور ؟

نعم، لأن القبور في صحراء، وثمة عمال يقومون بعملية التصليح والصيانة من حين لآخر، اذا كان القبر مفتوحا او ما شابه فيقومون بإصلاحه فوراً.

- ما تقييمك لخدمات الغسل والتكفين والدفن في الكويت ؟

خدمات الغسل والتكفين والدفن التي تقدم في الكويت لا مثيل لها في العالم، فكل شيء مسخر للأموات مجاناً سواء القبور أو التغسيل أو التكفين، ولا يوجد تمييز بين مواطن ومقيم فالكل سواسية في المعاملة. بعض المواطنين يفضلون دفع ثمن أكفان ذويهم على نفقتهم الخاصة بدلاً من البلدية، فيقومون بدفع 30 دينارا طواعية تكلفة الكفن.

- ما أكثر الجاليات التي تطلب تسفير جثامين ذويها لبلادها ؟

أكثر الجاليات التي تطلب ذلك هي الجالية المصرية، أما الجالية الأردنية فنسبة التسفير فيها ضئيلة، وبالنسبة للسوريين فقد كان في السابق يتم تسفير الجنازات، أما مع الوضع الحالي في سورية فنادراً ما يحدث ذلك.

- هل يتم استخدام القبور مرة أخرى بعد مضي سنوات طويلة على دفن احد الجثامين بها ؟

لا يتم استخدام القبور مرة أخرى في الكويت ليعاد الدفن فيها، وهناك أمثلة على مقابر قديمة لم تعد مستخدمة لكنه لا يعاد الدفن فيها مرة أخرى.

حقائق

جثث المتشبهين بالنساء

في رده حول سؤال حول كيف يتم التعامل مع جثث المتشبهين بالنساء؟ أجاب أبو الوليد ان القول الفيصل في الموضوع شهادة الوفاة الطبية الرسمية، فبناء عليها يتم تحديد ما إذا كان المتوفى ذكراً أم أنثى وهذا ما نلتزم به.

قماش يستر العورة

سألت «الراي» أبو الوليد عن القماش الذي يستر به الجثمان أثناء الغسل؟ وكانت اجابته يشترط ألا يكون القماش الذي يوضع على الجثة أثناء صب الماء شفافاً حتى لا يكشف العورة ويكون لونه غامقاً كالأسود أو الأزرق تمهيداً لتنشيف الجسد بعد ذلك ووضع الكفن الأبيض عليه.

حالات فتح القبور ونبشها

علق أبو وليد على الحالات التي قد تتطلب فتح القبور، قائلا: لا يجوز فتح القبور بعد دفن الجثامين، فهذا الأمر يحتاج إلى قرار من الطب الشرعي والنيابة العامة، ولا يتم إلا في حالات نادرة جداً ونسبتها أقل من واحد في الألف.

خُطاف للأوزان الثقيلة

بسؤاله عن الرافعة المعلقة بجوار طاولة الغسل وهي أشبه بالخطاف، اجاب أبو الوليد أنها تستخدم للجثامين ذات الأوزان والأحجام الضخمة، لكنه أردف وقال حتى الآن لم نستخدمها.

لا وساطة في الدفن

أشار ابو الوليد إلى عدم وجود وساطة في عملية الدفن، مبينا أن الدفن يتم بالدور ولا يوجد فيه أي تدخل، ولا يوجد حرية في اختيار موقع القبور، فهناك 50 قبرا مفتوحا يتم الدفن فيها، وبعد الدفن يتم منح أهل الميت بطاقة تحمل رقم القبر.

غسّلت أقاربي

سألت «الراي» أبو الوليد: هل سبق لك وقمت بتغسيل أحد أقاربك ؟ وكانت اجابته: نعم في بلدي سورية، قمت بتغسيل زوج أختي وعدد من الأقارب.