محطة / خلال معرض افتتحه علي اليوحة في «قاعة أحمد العدواني»

عبدالوهاب العوضي احتفى تشكيلياً ... بالمرأة رمز السلام والحب

1 يناير 1970 08:43 م
تبرز الأهمية الفنية لأعمال الفنان عبد الوهاب العوضي، من خلال ما يقدمه من أفكار تتحاور مع الإنسان بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، بالإضافة إلى ما تتسم به من تناول حسي لحزمة من المشاعر والرؤى، تلك التي تبدو فيها المضامين متناغمة مع عناصر الأعمال، ومتحركة في أكثر من اتجاه.

هكذا جاءت الرؤى واضحة في معرض الفنان عبدالوهاب العوضي الأخير، والذي افتتحه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، في قاعة أحمد العدواني في ضاحية عبد الله السالم.

وقدم العوضي في معرضه أعمالا اتسمت بالقدرة على محاورة الحياة بقدر كبير من الصدق والإخلاص، ولقد برزت هذه الأمور من خلال هدوء الالوان ومن ثم سيطرتها على أسطح اللوحات، مما أنتج أفكارا تتحرك في اتجاهات إنسانية شتى، وسيلاحظ المتلقي أن العوضي في معرضه الأخير، قد ابتعد عن الأفكار المتعلقة بالسياسة وتبعاتها ومتاعبها، كي يستريح على شاطئ أطلق عليه- كعنوان جامع لمعرضه «الحب... المرأة... السلام»، وبالتالي استشرف من هذه الدلالات رؤاه التشكيلية، التي استخلص فيها ملامح تجربته، مستعينا في ذلك برموز فنية تعبر عن الحب والسلام والمرأة... خصوصا الطائر الحر الطليق، الذي دائما ما يتركه في فضاء اللوحة سائبا يتجول في مضامين إنسانية عدة.

فيما استخدم العوضي الحروف العربية، التي تشير إلى الجمال كرموز متجددة على أسطح اللوحات... بينما جاءت المرأة من خلال استقطاع بعض ما يخصها ووضعه في اللوحات مثل حركة الجسد أو متعلقاتها الشخصية، أو أزيائها الخاصة وغيرها، وعلى هذا الأساس بدت التجربة التي خاضها العوضي في لوحات معرضه الأخير جديدة، وتستحق الإشادة والمتابعة، لما فيها من متعة بصرية، وقدرة على تكريس مفاهيم تشكيلية متميزة في إبراز جوانب إنسانية عدة.

وقالت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تعريفها بالمعرض والفنان: «إضافة إلى إنجازاته في مجال تصميم الملصقات وصياغتها، كصاحب رأي وخط فكري، في رسوم الكاريكاتير ذات البعد السياسي، والجانب الاجتماعي، والهم الإنساني، في الصحف الكويتية، وإضافة ممارسته أسلوبا فنيا متميزا، ومزاولته الرسم والتلوين وتخطيط (المتويفات) لقصائد وفعاليات أدبية وفكرية، يفاجئنا في معرضه الأخير الفنان عبد الوهاب العوضي، بجديد انتاجه بعيدا عن جملة القضايا التي شغلته ولا تزال تشغله، يفاجئنا بعطائه المتجدد، امتدادا لطاقته الإبداعية المتنوعة منذ انطلاق معرضه الشخصي الأول في العام 1993، وخوضه مجال الفنون التشكيلية بآفاقه الرحبة».

وأضافت: «ان معرض (الحب... المرأة... السلام) هو الأكثر تلقائية واختزالا للصياغة التشكيلية والتعبير الموحي السلس لدى الفنان عبد الوهاب العوضي... ولما كان حب الحياة لدى الفنان هو الطاقة الكامنة التي تدفعه إلى التعبير عن ذلك الحب الذي نفتقده كثيرا هذه الأيام، فقد تمحور انتاجه الفني هذه المرة حول المرأة والاحتفاء بها، واستطاع أن يطوع تشكيلاته السخية المتدفقة، مستثمرا تلك الطاقة اللونية الزخرفية المبهجة والمضيئة على ظلال أرضية داكنة السواد، مسجلا متعة اللحظة الإبداعية عندما يمسك بحالة نسائية تفيض تعبيرا، فالمرأة رمز وأيقونة الخلود، اختزل فيها العوضي دعوته إلى الحب والحياة المتجددة».