في العمق

كلنا للكويت والكويت لنا

1 يناير 1970 07:18 م
أتعجب من تطاول بعض الوافدين من الجنسية المصرية على الكويتي ... ليس استصغاراً ولا استحقاراً انما هو الاستغراب بعينه! عندما يناقش الكويتي او ينتقد اي قرار مستحدث في بلده، فذلك حقٌ أصيل من حقوقه كفله له الدستور تحت مظلة حرية التعبير عن الرأي، اما أن يهاجم الغريب صاحب الديار هجوماً لا منطق فيه ولا أخلاق ويبتعد كل البعد عن الاحترام، فذلك ما لا يقبله عقلٌ ولا منطق!

ولنأخذ مثالا، على المستوى الأضيق والأقرب، لو فتحت بيتك لضيوفك واكرمتهم على مدى سنوات ماذا تنتظر منهم؟ لا تنتظر جشعاً ولا طمعاً، بل على الأقل، شكراً، وعلى الأكثر احتراماً وحباً وتقديراً واخلاصاً بالقول والعمل. لا تنتظر منهم نظرة استعمار وكأنهم أصحاب الديار، يبقى الضيف ضيفاً والمستضيف هو صاحب الفضل والعطية الجزلى مهما لاكت الألسن بغير ذلك وعلت الأصوات بخلافه، تبقى تلك الحقيقة ساطعة كشمس الصيف.

لا فرار من التأكيد بأن لابد أن تنحصر الصورة العامة بين الضيف والمستضيف بتلك المفاهيم الراقية المعبرة عن صاحب الفضل والمتفضل عليه، وأنها متى ما تجاوزت ذلك دخولاً في طرح المفاهيم غير المستحقة تتحول لصورة مشوهة قبيحة جداً ولأبعد الحدود!

رسالتي هنا الى الوافد وعلى الأخص، الوافد المصري، «لا تأخذك العزة بالخطأ، وأنت تعلم الصواب في قرارة نفسك، فليست الكويت لغير الكويتيين وليست أرضهم بأرضٍ لغيرهم، مهما بلغت عطاءات الكويت لكم تبقى عطاءات تستحق الشكر لا الكفر»!

وإلى أصحاب القرار أقول، «لا توجد دولة في العالم تساوي بين مواطنيها والوافدين فيها، لذلك بدا الاستنكار واضحاً من جميع أطياف المجتمع الكويتي اثر ذلك القرار! ولكم أيضاً أقول، عندما ينتقد المواطن أمرا ما أو يبدي رأيه بقرار معين، فهو من باب الحب لا الحرب، نفسية التعامل مع المواطن وكأنه نِد، أمرٌ جديد على الكويت وأهلها، افتحوا قلوبكم وارخوا أسماعكم لنا... فكلنا للكويت والكويت لنا».

a.a.h.alawadhi85@gmail.com

Twitter: @3ysha_85