اختفت في العراق من منشأة تخزين قرب البصرة
10 غرامات «مشعة» تستخدم في «القنبلة القذرة» تستنفر منفذ العبدلي
| كتب ناصر المحيسن |
1 يناير 1970
04:39 م
استنفرت عشرة غرامات من مادة «نظير الايريديوم» المشعة الأمن العراقي، ومعه الهواجس الكويتية، وقد تتوسع دائرة القلق لتشمل دولاً اخرى، لأن هذه المادة تستخدم في صنع «القنبلة القذرة» إضافة إلى الخوف من أن تقع في أيدي «داعش».
ولأن الغرامات العشرة اختفت في العراق، فقد سارعت منظمة الطاقة الذرية وبالتعاون مع الحرس الوطني الكويتي والدفاع المدني الى التواجد في منفذ العبدلي، لقطع الطريق على إمكانية تهريب هذه المادة الى الكويت.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الراي» إن الجهات المسؤولة عن أمن منفذ العبدلي، من رجال أمن ورجال جمارك، اتخذت الإجراءات اللازمة، من خلال تركيب أجهزة كاشفة للمواد المشعة، وأخرى تحدد نوع تلك المادة، على المنفذ الحدودي.
ولفتت المصادر الى أن بالإمكان تهريب مثل هذه المادة عن طريق المسافرين ومن خلال السيارات العابرة للحدود بطرق غير مشروعة، مطمئنة الى أن العين الأمنية والجمركية ساهرة لمنع دخول مثل هذه المادة الى الداخل الكويتي.
وكشف ناطق باسم قيادة عمليات البصرة عن أن الجيش والشرطة والمخابرات العراقية تعمل «ليل نهار» للوصول إلى مواد مسروقة، فيما كثفت السلطات العراقية من عمليات البحث عن مادة «عالية الخطورة».
وأعلنت الولايات المتحدة إنها على علم باختفاء مادة مشعة من مخازن إحدى المنشآت في محافظة البصرة، جنوبي العراق.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تلقت معلومات عن اختفاء مادة مشعة من منشأة تخزين بالقرب من مدينة البصرة، منذ نوفمبر الماضي.
وكان العراق قد أخبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، باختفاء ما يزيد على 10 غرامات من مادة نظير الإيريديوم، (التي تستخدم لعلاج السرطان) أواخر العام الماضي. وأعرب عدد من المسؤولين الأمنيين في الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى عن قلقهم من استخدام تلك المواد لصناعة «قنبلة قذرة».
وحذر مسؤولون عراقيون من إمكانية استخدام تلك المواد كأسلحة إذا ما وقعت في أيدي تنظيم «داعش» أو أي جماعات أخرى.
لكن الناطق باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، قال «لا توجد مؤشرات على قدرة أي من هذه الجماعات على امتلاك مثل هذه المواد»، مشيراً إلى «استمرار مراقبة الموقف».
وأكدت الوكالة الدولية إنها لم تتلق طلباً من العراق بالحصول على مساعدة دولية في استعادتها.
وكشفت وثيقة لوزارة الصحة والبيئة، حصلت عليها «رويترز»، أن المادة المشعة المسروقة كانت مخزنة في حقيبة مؤمنة بحجم الكمبيوتر المحمول (لابتوب)، في منشأة خاصة بالبصرة، وكانت تتبع شركة «ويزرفورد» الأميركية لخدمات النفط.
ونفت الشركة الأميركية، في بيان لها، مسؤوليتها أو وجود أي مسؤولية قانونية عن عملية السرقة، وقالت:«لا نمتلك أو نشغل أو نتحكم في تلك المواد أو المنشأة التي كانت موجودة بها».
وأعرب مسؤول أمني عراقي، على دراية بعملية السرقة، عن الخوف «من سقوط العناصر المشعة في يد داعش»، وقال المسؤول في وزارة الداخلية العراقية، ورفض ذكر اسمه:«يمكنهم ببساطة استخدام المواد في عمل قنبلة قذرة».
ونفى المسؤول الأمني الاميركي، الموجود في بغداد لـ «رويترز»، وجود شكوك حالية حول المتورطين في السرقة، لكنه قال إن التحقيق الأولي يشير إلى أن الجناة يعرفون المنشأة والمادة المسروقة، «لا توجد أقفال محطمة ولا أبواب مكسورة ولا يوجد دليل على الاقتحام بالقوة».
وكانت اختفت في السابق كميات كبيرة من «الإيريديوم 192» في الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى، وأثار ذلك مخاوف مسؤولين أمنيين من احتمال استخدامها لصنع «قنبلة قذرة».
وتجمع «القنابل القذرة» بين المواد النووية والمتفجرات التقليدية لتلويث منطقة ما بمادة مشعة على عكس السلاح النووي الذي يستفيد عادة من انشطار نووي لعمل انفجار أكثر قوة إلى حد كبير.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها على علم بتقارير تفيد بأن مواد مشعة قد فقدت من منشأة للتخزين على مقربة من مدينة البصرة في جنوب العراق، لكنها لم تلحظ أي علامة على أن تنظيم الدولة الإسلامية أو غيره من الجماعات المتشددة قد حصلوا عليها.