في محاضرة استضافها متحف الكويت الوطني ضمن «القرين» الـ 22
الدويش: الشعراء ذكروا «كاظمة» في قصائدهم ... وأشهرهم الفرزدق
1 يناير 1970
09:19 م
المطيري: «فيلكا» من أغنى المواقع الأثرية في الكويت
أقيم في متحف الكويت الوطني محاضرة «كاظمة البحور» شارك فيها الدكتور سلطان الدويش والدكتور حامد المطيري... ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ22.
الدويش قدم ورقة عمل بعنوان «كاظمة البحور»، أما المطيري فقد قدم ورقة عمل بعنوان «نتائج التنقيب في موقع القصور».
في البداية أشار الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف شهاب عبد الحميد الشهاب الى أن هذه المرة حاولنا أن نقدم أوراق عمل تتماشى مع عنوان احتفالية اختيار الكويت كعاصمة الثقافة الإسلامية. وقدم مراقب الآثار في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور سلطان الدويش عرضا مرئيا على أهم كتبه الذي ألفه وجاء أيضا بعنوان «كاظمة البحور» وقال: «كاظمة كما هي معروف لكم هي الاسم القديم للكويت منذ القرن الخامس الميلادي حتى القرن 17 الميلادي، وكانت هذه الأرض بحدود الكويت السياسية تعرف باسم كاظمة أو كاظمة البحور». ولفت الدويش الى أن «كاظمة معروفة في العديد من المصادر التاريخية والأدبية التي ذكرها الدكتور يعقوب الغنيم، وذكرها الكثيرون من المؤرخين الكويتيين، ولكنها لم تكن معروفة آثاريا حتى عام 2002 عندما اكتشف هذا الموقع الاثري فريق من إدارة الآثار والمتاحف، وكان لنا صفة المشاركة مع الزميل الدكتور حامد المطيري في اكتشاف موقع كاظمة البحور، وصدر عنها هذا الكتاب».
وأضاف الدويش قائلا: «قصة الاكتشاف تمحورت في أن إدارة الآثار والمتاحف سيرت العديد من البعثات الأثرية للبحث عن كاظمة، ولكنهم لم يوفقوا، وعمل الكثير من علماء الآثار في حملات استكشافية للبحث عن الموقع، ووفقنا لأننا عملنا كثيرا في هذا الموقع، وركزنا على موارد المياه، والآبار القديمة، واستطعنا أن نحدد هذه الآبار القديمة، مشيرا الى أن تلك الخطة كانت سببا لاكتشاف هذا الموقع الآثري المهم بالنسبة لدولة الكويت».
وعن موقع كاظمة الجغرافي أوضح الدويش أنها تقع على الجزء الغربي من جون الكويت، وهي مجموعة من التلال المطلة على ساحل البحر، وحدها من جنوب جون الكويت، ومن الشرق منتزه الكويت الوطني، ومن الغرب منطقة تسمى الكويكب، ومن الشمال والشمال الغربي منطقة مياديين ومرتفعات جال الزور. أما أهميتها على طرق القوافل حيث تعد كاظمة واحدة من محطات طريق الحج والتجارة من البصرة باتجاه الحجاز، فصارت نقطة التقاء للذاهبين والعائدين بين كاظمة ومكة واليمامة وهجر وغيرها من الأماكن القريبة منها. ولفت الدويش الى أن موقع كاظمة يتميز بأنه على ملتقى طرق برية وبحرية وأهمها طريق الدو ويعتبر من الطرق المهمة المتجهة من أرض الكويت إلى وسط الجزيرة العربية، وطريق المنكدر باتجاه البصرة، الطريق البحري الساحلي، والطريق من البصرة إلى مكة.
وتناول الدويش الشواهد الأدبية عن كاظمة فقال: «لقد أكثر الشعراء من ذكر كاظمة كأنها إلهام لشاعريتهم وخواطرهم ونعتقد أنها لموقعها وطبيعة أرضها مفعول السحر على هؤلاء الشعراء. ولفت الدويش أن من أكثر الشعراء الذين ذكروا كاظمة هو الفرزدق، وقد دفن والده غالب بن صعصعة في جبل المقر في وسط كاظمة، حيث قال:وناجية الخير والأقرعان/ وقبر بكاظمة المور
أما مهيار الديلمي فقد وصف نسيمها العليل وهواءها الطلق بتلك الأبيات: يا نسيم الصبح من كاظمة/ شد ما هجت الجوى والبرحا.
وأشار الدويش أن الإسلام انتشر في كاظمة في القرن الثامن الهجري عندما أوفد النبي صلى الله عليه وسلم أحد صحابته، وهو العلاء بن الحضرمي، ليدعو أهلها إلى الدخول إلى الإسلام. وفي عام الوفود، أي في السنة التاسعة للهجرة قدمت الوفود المختلفة من جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدخلوا في الإسلام. أما أهم حدث كان سنة 12 للهجرة في كاظمة وهو «معركة ذات السلاسل» وهي واحدة من أكبر المعارك الإسلامية على أرض الكويت عرفت باسم ذات السلاسل، وعرفت كذلك باسم يوم كاظمة. وعلق الدويش بأنه خلال عمليات المسح الاثري استطعنا أن نحدد العشرات من المواقع الأثرية ومنها آبار كاظمة حيث تحدثت المصادر التاريخية عن آبار كاظمة، ووصفتها بأن ماءها شروب واستسقاءها ظاهر، فقد ظهر من خلال المسح الأثرى أن المستوطنة تشرف على عيون ماء تسمى في الوقت الحاضر «عين الخرفشي وعين غضي» ولا يتعدى عمق الآبار في كاظمة 3 - 5 أمتار وقد بنيت غالبيتها بالحجارة وبعضها نحت في الصخور الصلدة في هذه المنطقة.
أما من ناحية العملات الإسلامية فقد عثر على نصف درهم من الفضة في منطقة أم العيش تعود إلى العصر العباسي، مشيرا الى أن أم العيش تعتبر أحد المنازل على طريق القوافل المسمى «المنكدر» بين البصرة وكاظمة. كما عثر في جزيرة عكاز القريبة من الساحل على مجموعة من الفلوس النحاسية بلغ عددها خمس عشرة قطعة ضرب عليها مدينة السلام 157 هـ.
وأشار الدويش الى أنه عثر في مستوطنة كاظمة على كسر من الحجر الصابوني ( الاستيتايت) منشرة على السطح، غالبيتها كسر غير مزخرفة من الشفة والبدن ما عدا قطعة واحدة على سطحها الخارجي والبدن حزوز على شكل خطين متوازيين وأسفلها مربعات رسم بدخلها شكل زهرة، والأخرى رسم لحيوان من المحتمل أن يكون وعلا له قرن يمتد على شكل قوس.
من جانبه قدم رئيس قسم المسح والتنقيب في ادارة الآثار والمتاحف الدكتور حامد المطيري عرضا مرئيا عن «نتائج التنقيب في قرية القصور بجزيرة فيلكا» تناول فيه ثلاثة محاور أساسية وهي نتائج التنقيب في قرية القصور وأهم الاكتشافات الاثرية فيها، وانتشار المسيحية في الخليج العربي، والمادة الأثرية دراسة مقارنة.
في البداية قال المطيري، تعد جزيرة فيلكا من أغنى المواقع الأثرية في دولة الكويت، وكشف فيها تقريبا 56 موقعا أثريا، لذلك ثلث المواقع الأثرية تتركز في جزيرة فيلكا، ولتوضيح ذلك عرض د. المطيري خريطة توضح المواقع الأثرية في جريزة فيلكا.
ثم أعطى المطيري لمحة تاريخية عن القصور وقال: «تقع قرية القصور في وسط جزيرة فيلكا، وتعتبر من أكبر المستوطنات العائدة للعصر الإسلامي المبكر، وتبلغ مساحتها الإجمالية أكثر من 4كم2 وفيها تنتشر الوحدات البنائية المتنوعة، وقد بدأ البحث الأثري فيها منذ عام 1975م على يد البعثة الإيطالية من جامعة فيسيا وبولنيا، ثم استكمل العمل فيها في مشاريع متفرقة قادها المجلس الوطني بالاستعانة بفرق أجنبية خارجية ومحلية مثل البعثة الكويتية والفرنسية والسلوفاكية والبولندية».
وفي الختام أعطى المطيري النتائج العامة لورقته وكانت كالتالي:
معظم فخار قرية القصور يتراوح تاريخه بين القرن السابع والثامن الميلاديين (الأول والثاني الهجريين) وقليل منه يمتد إلى مطلع القرن التاسع الميلادي.
استمرار اعتماد السكان في جزيرة فيلكا في اقتصادهم على التجارة والزراعة وتربية الماشية وصيد الأسماك.