حوار / أكّدت أن تقديمها برنامج «لقاء الراي» أرضى طموحها الإعلامي
سميرة عبدالله لـ «الراي»: استشرتُ طبيباً نفسياً ... لأستطيع النوم!
| حاورها علاء محمود |
1 يناير 1970
02:30 ص
ما يميز أخبار تلفزيون «الراي»... المسؤولية والمصداقية
«لقاء الراي» من أقوى البرامج السياسية في الكويت وتتابعه النخبة
لن أُخبرك بسني ولو سألتني مليون مرة... لكنني امرأة في عمر النضج
الغرب يهتم بمضمون مذيعة الأخبار... والعالم العربي ينشغل فقط بجمالها
المذيع الذي يرفض قراءة خبر أو مقابلة ضيف ما... «خلِّ يقعد ببيته وايد أبرك»
«لن أخبرك بسني، ولو سألتَني مليون مرة... لكنني امرأة في عمر النضج»!
إنها المذيعة اللامعة في تلفزيون «الراي» سميرة عبدالله، التي تجمع في شخصها بين الجمال والذكاء والمرح والصراحة (مع أنها رفضت الإفصاح عن عمرها)! «الراي» عمدت إلى محاورة المذيعة التي تعشق تقديم «نشرة الأخبار»، فلفتت في البداية إلى فارق كبير بين ثقافتنا ونظيرتها الغربية في نظرتهما إلى مذيعة الأخبار، شاكيةً من أن العالم العربي لا يزال ينظر إلى المذيعة من خلال جمالها ومظهرها، في حين لا ينشغل الغرب إلا بأدائها وذكائها! صراحة عبدالله جعلتها لا تجد غضاضةً في الكشف عن أنها اضطرت إلى استشارة طبيب نفسي ليرشدها إلى النوم الهادئ الذي حرمتها منه «صور وأخبار الخراب والحروب التي تجتاح المنطقة والعالم»، مواصلةً صراحتها بإماطتها اللثام عن أن أهلها سمحوا لها بالعمل مذيعةً، شريطة ألا تقحم هويتهم في الوسط الإعلامي، فوعدتهم بذلك وأوفت بوعدها!
عبدالله أعربت عن سعادتها بتقديم البرنامج ذي الصبغة السياسية «لقاء الراي»، بصحبة زميلها المذيع محمد السداني، مفاخرةً بقدرتها على محاورة كبار السياسيّين المحنّكين، معتبرةً هذا البرنامج من أقوى البرامج السياسية.
وأشادت بالمنهج الذي تتبعه «الراي» التلفزيونية «في نشرة الأخبار التي تعتمد المصداقية والمسؤولية معاً».
• ألم تشعري بالملل من تقديم نشرات الأخبار بشكل يومي؟
- كلا، لأنني قبل كل شيء أعشق تقديم الأخبار، وقد اخترتُ دخول المجال الإعلامي من فرط حبّي لهذه المهنة، كما أن تقديم الأخبار لا يعرف مصطلح الروتين، إذ كل يوم تجد أخباراً وأحداثاً جديدة.
• بعيداً عن الانحياز... ما الذي يميز أخبار تلفزيون «الراي»؟
- تحمُّل المسؤولية في كلّ خبر نبثّه، وكذلك المصداقية، فنحن في تلفزيون «الراي» لا نبثّ أي خبر إلا في حال تأكدنا منه تماماً، لذلك لا تجدنا نبث أخباراً في العشية، ونعود لننفيها صباح اليوم التالي. ففي وقتنا الحالي، ومع انتشار الوسائل الإعلامية الاجتماعية أصبحت الأخبار تتنقل بسرعة من شخص إلى آخر من دون وجود أي مُرتكز صحيح لدقتها وصحتها، ومن ثم يتعين على كل شخص مهتم بمعرفة الأخبار الصحيحة، أن يترصدها من المكان الذي يتسم بالمصداقية والمسؤولية.
• هل هناك أخبار ترفضين إذاعتها؟ وهل سبق أن مررتِ بهذا الموقف؟
- في حياتنا الشخصية هناك أمور قد تتفق فيها مع ذاتك، وأخرى ترفضها، وفي بعض الأحيان قد يأتينا خبر عاطفي ما قد لا يتوافق مع قدرة المذيع على نشره، لكن تبقى وظيفة مذيع نشرة الأخبار بالدرجة الأولى هي قراءة كل الأخبار التي أمامه بحيادية ومصداقية، حتى من دون أي اعتراض، لأنه - في نهاية المطاف - موظف في تلك القناة التلفزيونية، ولا يمتلكها، وأعتقد أيضاً أن المذيع الذي يرفض، بين الحين والآخر، قراءة خبر ما أو مقابلة الضيف الفلاني هو مذيع «مو فاهم شغل الإعلام، وخلِّ يقعد ببيته وايد أبرك»، وهو بعيد كل البعد عن المهنية.
• المذيع إنسان تتقلب عليه مواقف الحياة السعيدة والحزينة... لكن هل صادف أن قدّمتِ نشرة الأخبار بينما لديك ظروف سيئة، واضطررتِ إلى أن تكبتي الحزن داخلكِ كي لا يظهر على الشاشة؟
- أعتبر هذا الأمر من أصعب المهارات التي قد يمتلكها المذيع أو أي شخص قد يظهر على شاشة التلفاز، إذ هنا يجب امتلاك القدرة على الفصل العاطفي بمجرد دخول الاستديو. وللعلم سبق لي أن مررت بهذه التجربة مرات عدّة، منها عندما كانت ابنة اختي «طايحة بالمستشفى» وأزمات أخرى تخصّ العائلة، لكن على رغم هذا ظهرت على الشاشة بكل أريحية، لأن المشاهد لا ذنب له.
• ما أجمل وأسوأ خبر أذعتِهما في العام 2015؟
- أسوأ الأخبار هي التي تخصّ الثورات العربية بدءاً من المجازر الدائرة في سورية والحرب في اليمن والتفجيرات اليومية بالعراق، تخيّل كل يوم نقرأ عن القتلى والجرحى ونشاهد الصور والفيديوهات الخاصة بالأمر، فما أبشعها من لحظات عندما تذيع خبر إنسان ذبح وقتل من دون أي ذنب، ولا أحد يسأل عنه، لكن مع الأسف بات سماع مثل هذه الأخبار عند الأغلبية شيئاً روتينياً لا يؤثر في مشاعره. أما أجمل الأخبار فهي طبعاً التي كانت تتعلق بالتطور والنجاحات التي ينجزها بلدي الحبيب الكويت.
• وبالنسبة إليكِ أصبح بثّ أخبار الثورات والقتل روتينياً أيضاً؟
- كلا ليس روتينياً، وإلى اليوم عندما أقرأ مثل تلك الأخبار على الهواء مباشرة، تراني فور انتهاء النشرة «يضيق خلقي»، وعندما أعود إلى المنزل أحرص على متابعة القنوات الإخبارية المتخصصة، ما يزيد ذلك الهمّ على قلبي، ولا تنصدم إذا علمتَ أنني خلال الأسبوع أبكي ستّ مرات بسبب الأخبار فقط.
• هل فكرتِ إذاً في زيارة طبيب نفسي؟
- في إحدى المرات قابلتُ طبيباً نفسياً لدى زيارته لتلفزيون الكويت، واستشرتُه في مسألة تخصّني، إذ أخبرته أنني منذ أن بدأت الثورات العربية لم أعد أتمكن من النوم الهانئ السعيد في كثير من الليالي، فقال لي إن هذه الأخبار تؤثّر في الحالة النفسية، وحتى على مسألة النوم، لذلك يجب قبل النوم أن أشاهد صوراً جميلة، لأن المخ يحتفظ بآخر صورة شاهدتُها.
• لكنك لم تذهبي لزيارة طبيب نفسي في عيادته؟
- كلا لم أفعل ذلك، بالرغم من أنني لا أرى عيباً في الأمر. لكنني أرى أن روحي المرحة تغنيني عن زيارة طبيب نفسي، والإنسان الذي يمتلك القدرة على الضحك من دون أي عناصر مساعدة، فمن المؤكد أن يستطيع اجتياز كل الصعوبات وحده.
• إذاً هل تنصحين أفراد المجتمع ممن يعانون الاكتئاب أو أي حالة نفسيةً أخرى بزيارة طبيب نفسي من دون الشعور بالخجل؟
- أنصح من يحتاج فعلاً بضرورة زيارة الطبيب النفسي حتى يساعده على حلّ مشكلته، وبالمقابل نحن لدينا طرق أخرى لعلاج الهموم وضيق النفس أهمها المواظبة على أداء فريضة الصلاة وقراءة القرآن الكريم، كذلك الابتعاد عن الرفقة السلبية والتركيز على الإيجابيات، حينها لن تحتاج إلى طبيب أو أي مخلوق آخر.
• ما الصور التي كنتِ تشاهدينها كل ليلة قبل النوم، وعلى إثرها منعتك من النوم الهانئ؟
- كنت أشاهد كل ليلة كل ما تبثّه قنوات الأخبار المتخصصة العالمية، لكن بعد استشارتي للطبيب النفسي أصبحت أحرص على مشاهدة قنوات تبثّ الطاقة الإيجابية والمناظر الطبيعية.
• هل يمكن القول إن تقديمك نشرة الأخبار يومياً أثّر في شخصيتك؟
- شخصيتي لم تتغير أو تتأثر، فأنا أتابع الأخبار منذ عمر 9 سنوات عندما كنت أجلس مع والدي، لذلك اعتدت سماعها ومتابعتها، حتى أصبحت على صلة دائماً بما يحصل في العالم الخارجي، وليس فقط ما يدور بالكويت.
• دوماً نرى مذيعات نشرات الأخبار يمتلكن جمالاً... ما السبب في ذلك الاختيار؟
- في العالم العربي هناك تركيز شديد على الجمال الخارجي لمذيعة نشرة الأخبار، وفي المقابل في العالم الغربي معظم مذيعات الأخبار لسْن جميلات، والبعض منهن قاربت أعمارهن الستين عاماً، والسبب أن المشاهد الغربي يركّز على المضمون والخبر، وفي مجتمعنا العربي لا نزال نرى التركيز الأول على من تذيع الخبر فقط.
• وأيهما هو الصحيح من وجة نظرك؟
- طبعاً من دون تفكير، الصح هو الفكر الغربي وثقافة مجتمعه، لأن الهدف الأساسي من نشرة الأخبار هو تلقي المعلومات التي تفيد، وليس مشاهدة الشخص الذي يقدمها لي.
• باختصار، ما مواصفات مذيع الأخبار؟
- إلى جانب الشكل الخارجي المقبول على الشاشة، يجب أن يمتلك إلقاء صحيحاً وصوتاً تلفزيونياً وثقافة علمية، وهي كلها أمور متكاملة تجعل من المرء مذيع نشرة أخبار ناجحاً.
• تشاركين في تقديم برنامج «لقاء الراي»... هل أرضى طموحك؟
- برنامج «لقاء الراي» أرضى طموحي بقوة، وأنا مستمتعة بتقديمي له مع زميلي المتألق محمد السداني، ومن دون مبالغة أعتبر هذا البرنامج من أقوى وأفضل البرامج السياسية المحلية بالكويت، كما أنه يتمتع بمشاهدة عالية وتتابعه النخبة السياسية ومعظم شرائح المجتمع أيضاً.
• ما الجديد الذي قد تضيفينه إلى برنامج «لقاء الراي»؟
- البرنامج في الأساس يتطور بشكل دائم، لكن من جانبي كمذيعة أحرص دوماً على التجديد في طريقة طرحي الأسئلة، مع تحضير أسئلة مفاجئة للضيف. لأنني أعتقد أن المذيع الذي لا يهتم بالتحضير الجيّد قبل حلقته معتمداً على ما كُتب له من طاقم الإعداد حرفياً لن يكون يوماً ما ناجحاً أبداً، لذلك أخرج في طرحي للأسئلة عن الإعداد، وهذا طبعاً يكون بعد اجتماعي مع المعدة المتميزة رباب بداح، لأفهم الأسئلة والهدف المطلوب من الحوار، وأيضاً أجلس مع مدير الأخبار والبرامج السياسية شيرويت حماد وفي بعض الأحيان مع المدير العام لتلفزيون «الراي» يوسف الجلاهمة الذي يحرص على تفقدنا دوماً ومتابعة كل ما يحصل أولاً فأولاً، لذلك من المستحيل أن تذاع حلقة على الهواء «جك بم» من دون تحضيرات مسبقة ومدروسة، بل نحن نعمل كفريق محترف في قناة محترفة تعرف جيّداً كيف تعامل ضيوفها وتحاورهم.
• هل ترين أنك من المذيعات اللاتي يستندن إلى جمالهن في مجال عملهن؟
- مستحيل، فهذا الأمر فيه ابتذال وفي الوقت نفسه يُعتبر ضعفاً، فمظهري الخارجي هو لنفسي، كما أنني لا أمتلك هذا الفكر باستخدام جمالي للحصول على إجابة من الضيف - على سبيل المثال - أو أي شيء آخر. بل أمتلك عقلاً وأستخدمه للحصول على إجابة من ضيفي.
• هل تمتلكين الجرأة على الكشف عن عمرك الحقيقي؟
- (تضحك): لو تسألني مليون مرة نفس السؤال لن أجيبك... «انسى»، لكن ما يمكنني أن أقوله لك إنني امرأة في عمر النضج.
شخصيتي مرحة... وليس منصفاً إقحام عائلتي معي
تتمنى سميرة عبدالله في العام الجديد، على صعيد العمل، دخول أفكار أكثر لبرنامج «لقاء الراي» مع تطوّره. وعلى الصعيد الشخصي، هناك العديد من الأمنيات أهمها أن تعيش بسلام مع نفسها، «لأننا نعيش في محيط متوتر وعصر متسارع الأحداث، وهناك الكثير من الأمور التي قد تدفعنا إلى التوتر، لكن عندما تصل إلى مرحلة السلام والرضا الداخلي هذا بحدّ ذاته إنجاز».
وعما إذا كانت في حياتها الشخصية امرأة جادة أم مرحة، قالت: «شخصيتي بشكل عام مرحة، لكن في بيتي تراني حازمة بعض الشيء وديموقراطية أيضاً، فالإنسان يولد بوجه واحد، لكنه يمتلك أكثر من شخصية يجب عليه التعامل من خلالها بحسب الظروف والمواقف التي يمرّ بها، بمعنى أن يكون مرناً بألا يكون مرحاً طوال الوقت، وألا يكون حازماً طوال الوقت أيضاً». وتابعت: «للعلم، عندما أصبحت مذيعة أخبار كل من يعرفني جيداً سواء كانوا صديقات الطفولة أو حتى أفراد عائلتي استغربوا الأمر، والسبب أنني شخصية مرحة جداً، وتوقعوا أنني قد أضحك على الهواء فجأة، لذلك استغربوا ظهور شخصية أخرى لي لم يعرفوها من قبل».
أما بالنسبة إلى سماحها لابنتها بدخول مجال الإعلام من عدمه، فأشارت إلى أنها لمست أن لديها الإصرار والطموح، «وهي أمور أخذتها مني، لكن في النهاية لها مطلق الحرية في اختيار ما تراه مناسباً لها، ولن أتدخل في خياراتها مثل ما كانت لي حياة اخترتها بنفسي فسيكون لها أيضاً، خصوصاً أن جيلي عاش في مجتمع عربي جعل المرأة تناضل للحصول على ما تريد، أما الجيل الحالي فهو يحصل على ما يريد بسهولة».
وعن سبب عدم إظهارها لعائلتها أمام الإعلام، ردت عبدالله بأن ذلك جاء بناء على طلب منهم، «وأنا وعدتُ عائلتي بعدم إظهارهم أو كشف هويتهم للإعلام، فهم يريدون العيش بحرية بعيداً عن الأضواء كما يحلو لهم، وأحترم وجهة نظرهم وقرارهم، فكما كانت لي حرية دخول المجال الإعلامي، ليس من المنصف إقحام غيري معي رغماً عنه». وأضافت «شخصياً أرى أن الإعلامي يجب عليه الابتعاد عن ذكر حياته الشخصية دوماً، وأن يدفع الجمهور والمتابعين إلى التركيز على أدائه الإعلامي ومشواره، لذلك لو تلاحظ أنني حتى في الوسائل الإعلامية الاجتماعية أحرص على ألا أشير إلى حياتي الشخصية».