حوار / نادية مراد تحدثت عن قتل التنظيم أمها وستة من إخوتها والتناوب على هتكها
جارية «داعش» الإيزيدية تروي قصتها لـ«الراي» ... هكذا اغتصبوني حتى أُغمي علي
| كتب أحمد زكريا |
1 يناير 1970
11:46 ص
أبو بتات وضع يده في صدري وأطفأ السجائر في جسمي لأنني صرخت
أجبروني على لبس ملابس فاضحة و6 أشخاص تناوبوا على اغتصابي
علقوا صورتي في المحكمة وكتبوا عليها رقم هاتف لمن يريد شرائي أو استئجاري
تناوبوا على بيعي وتأجيري حتى استطعت الهرب من بيت آخر مشترٍ في الموصل
أسرة سنية في الموصل أنقذتني واستخرجت لي أوراقاً ثبوتية هربت بها
فصلوا المتزوجات وأمهلوهن 40 يوماً قبل البدء بمعاشرتهن
بدموع الألم ورعشة الخوف التي ما زالت تصاحبها حتى الآن، وفرائصها التي ترتعد، كشفت جارية «داعش» الهاربة الإيزيدية نادية مراد لـ«الراي» أسرار وتفاصيل رحلة الموت والجنس والنخاسة التي عايشتها مع تنظيم «داعش» بعد ان تم سبيها مع مئات من الفتيات الإيزيدات في أغسطس 2014 من منطقة سنجار التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي.
نادية التي باتت الآن حرة، روت قصتها لـ«الراي» من بيت الأمة، ومن كويت الأمن والطمأنينة التي تستعد للاحتفال بعيد التحرير، وتوقفت أكثر من مرة أثناء استرسالها تارة بسبب رعشة تنتابها إذا ما خاضت في تفاصيل عمليات الاغتصاب المتعددة التي تعرضت لها وتارة أخرى بسبب الدموع التي لم تستطع ان تقاومها، مؤكدة أن من عاش المأساة ليس كمن سمع عنها، ولاسيما أن داعش قتل أمها وستة من إخوتها، فيما تمكن الأخ السابع من الهروب. ومع تفاصيل آهات وعذابات نادية التي سببها لها الدواعش.
• كيف تمت عملية أسرك من قبل تنظيم «داعش» ؟ أنا من بين الآلاف الذين تم أسرهم من قبل تنظيم داعش، ونشأت في قرية كوجو التي استولى عليها داعش ضمن قرى منطقة سنجار. في شهر أغسطس 2014 دخل هذا التنظيم الإرهابي الوحشي منطقة سنجار وقتلوا قرابة ثلاثة آلاف رجل في أول يوم، وعند دخولهم لقريتنا أمرونا ان نجتمع جميعاً في احدى المدارس حيث وضعوا البنات والأطفال في الطابق الثاني من المدرسة وصادروا كل مصوغاتنا الذهبية وأموالنا وهواتفنا وأوراقنا الثبوتية.
• ماذا طلبوا منكم؟ أول طلب كان على لسان أمير داعش في منطقة البعاج أبوحمزة الخاتوني هو ان نغير ديننا، ثم قام بعد ذلك بقتل الرجال ولم يتوقف القتل حتى أفنوا معظم رجال قريتنا بمن فيهم ستة من اخواني فيما تمكن احد اخواني من الهرب منهم فيما بعد. وبعد ذلك نقلوا كل البنات لمدرسة أخرى في صولاغ حتى أسدل الليل ستاره فقاموا بقتل 80 امرأة يزيد أعمارهن على 45 عاماً بمن فيهن أمي.
• ماذا حدث بعد ذلك؟ قاموا بفصل المتزوجات عن غير المتزوجات، إذ ان المتزوجة كانوا يمهلونها 40 يوماً ثم يقمن بمعاشرتها، أما أنا فقد ضموني مع مجموعة من غير المتزوجات تتراوح أعمارهن من 9 إلى 25 سنة وكانوا فرحين بالعدد الكبير الذي حصلوا عليه من السبايا بما في ذلك ثلاثة من بنات أخي.
• من تحدث معك؟ تحدث معي شخص يسمى أبو بتات من تلعفر، وكان يضع يده على صدري طوال فترة نقلنا بالحافلة مما جعلني أصرخ فأتى شخص يسمى نافع ليسألني ما الأمر، فقلت له: اليوم قتلتم أهلي وتريدون الآن التحرش بي جنسياً، فقال لي أنتم سبايا. هددني أبو بتات بالقتل ونزع ملابسي إذا أغمضت عيني طوال نقلنا بالحافلة من المدرسة التي كنا بها، واستمر في وضع يده في صدري دوناً عن البنات بسبب صراخي، إلى ان وصلنا لأحد المقرات لهم، حيث شاهدنا مئات البنات والأطفال.
• ماذا طلبوا منك؟ عندما وصلنا للمقر قام أبو بتات بضربي واطفاء السجائر في جسمي بسبب صراخي في وجهه، وبسبب الخوف أتتني الدورة الشهرية مما جعل أحد الحراس يأتيني بـ«حفاضات» وبعد ذلك نقلوا مجموعة إلى سورية بينما تم نقلي أنا مع مجموعة أخرى إلى الموصل.
• ماذا حدث لك في مقر الموصل ؟ كنت أرتدي جاكيت وردي اللون ولم أكن منتبهة للونه، فإذا بشخص يأتيني ويقول لي أريد ذات الرداء الوردي ولم أكن أنتبه للون، وعند انتباهي وجدت شخص عراقي يسمى سلوان ضخم مخيف له لحية كثة، فقلت والله لو قتلتموني لن أذهب معه ورفضت لكنه عندما قام بضرب بنات أخي اضطررت ان أوافقه. وبعد ذلك رأيت شخصا ضعيف في الحجم، عرفت فيما بأنه يدعى حجي سلمان وهو قائد عسكري، فتوسلت له أن يأخذني معه وينقذني من سلوان المخيف الذي هددني بالقول «لا تفرحي بعد أيام إما ان أشتريك منه أو أستأجرك».
• ماذا فعل معك حجي سلمان؟ قال لي أنتم كفار ولا أعلم عدد الذين قتلتهم واغتصبتهم، ولحظتها تمنيت لو ذهبت مع سلوان المخيف من شدة الرعب. وطلب مني نطق الشهادة فرفضت ثم طلب مني نزع ملابسي فأقسمت له ان لدي الدورة الشهرية ولم يصدق حتى تأكد بنفسه وطلب مني عدم ارتداء ملابسي حتى الصباح، وعند شروق الشمس ذهب هو للقتال وأرسل لي مع سائقة ملابس فاضحة أجبرني على لبسها طالبا مني ارتدائها وفي تلك الليلة اغتصبني ثم أخذني للمحكمة العسكرية، وهذه كانت من أصعب لحظات حياتي وتذكرت وقتها الداعشي الذي كان يضع يده في صدري.
• ماذا فعلت في المحكمة ؟ تم اجباري على نطق الشهادة وعلقوا صورتي في المحكمة ووضعوا هاتف حجي سلمان عليها لمن يريد شرائي أو استئجاري. وبعدها عدت للمقر لأحاول الهرب، لكن أحد الحراس أمسك بي ثم أتى حجي سلمان غاضباً وقام بضربي، فتوقعت ان يقتلني لكنه أعادني للغرفة.
• كيف عاقبك؟ طلب مني نزع ملابسي ثم أدخل عليّ حراسه الستة الذين تناوبوا الاغتصاب حتى فقدت وعيي واستيقظت ولم أجد بجواري أحدا، وظللت ثلاثة ايام لا أستطيع الحركة، وبعدها اشتراني شخص يدعى أبو معاوية من الحمدانية وبقيت عنده أسبوعين، ثم استأجرني شخصان آخران، ثم أخذني أحد السائقين وذهب بي لأحد البيوت في الموصل، فمكثت عنده يومين لأنه كان ينوي بيعي لأشخاص في سورية وخرج ليشتري لي ملابس لكني قمت بالهرب من هذا البيت ودخلت على أحد البيوت لأسرة سنية عراقية، ورويت لهم ما حدث وبقيت عندهم حتى قام رب البيت باستصدار هوية لي باسم زوجته وألبسني الخمار وقاموا بالاتصال بأخي في كوردستان ثم تسلمني وسافرت للعلاج في ألمانيا.
• هل ولدت من جديد ؟ لا أعتبرها ولادة فبنات إخوتي وزوجاتهم وصديقاتي وآلاف الإيزيدات ما زلن لدى داعش.
• لماذا تم تسليط الضوء عليك أنت تحديداً ؟ لست أنا وحدي ثمة العديد مثلي ممن تمكنّ من الهرب، وربما تسليط الضوء علي جاء بعد تواصلي مع وسائل الإعلام.
نادية ووالي الموصل
بسؤالها عن أكبر شخصية داعشية قابلتها، قالت نادية إنه حجي شاكر، واشارت إلى أنها طلبت منه ذات مرة ان تتحدث مع أخيها في الهاتف فطلب منها تنظيف المطبخ وان تسلم، فقالت له لا أريد الهاتف، وكان حجي شاكر قاسيا ويصدر الأوامر بشكل صارم. وعن نوعية الهواتف التي كان يستخدمها الدواعش قالت «أحيانا كانوا يستخدمون الأجهزة العادية، وأحياناً ما كانوا يستخدمون هواتف الثريا، وفيما بعد كان استخدامهم نادر لشبكات الاتصال العادية في العراق». وحول ما اذا كانت قد قابلت زعيم داعش أبو بكر البغدادي، قالت «لم أره لكن رأيت تقديس الدواعش له لدرجة كما لو كان نبياً».
نادية مراد
عراقية إيزيدية ولدت في قرية كوجو بمنطقة سنجار، تبلغ من العمر 21 عاماً. تم سبيها من قبل تنظيم «داعش» في أغسطس 2014.
مكثت لدى «داعش» ثلاثة أشهر قبل أن تتمكن من الهرب في مدينة الموصل، رشحتها وزارة الهجرة العراقية لنيل جائزة نوبل للسلام. سافرت لألمانيا ضمن منحة لعلاج ضحايا الإرهاب، وعرضت قضيتها الإنسانية في بريطانيا ومصر والكويت، كما قامت بشرح مفصل لقضيتها في مجلس الأمن.
تتسم بالجرأة رغم التجربة القاسية التي عايشتها مع «داعش».