في العمق

ولادةٌ جديدة

1 يناير 1970 07:04 م
لا تحصر نجاحك بأشخاص حال غيابهم يغيب النجاح ويُفقَد الأمل، بل اجعله أمراً ذاتياً حيث تكون أنت يكون تميزك، إن تحقيق الذات وتطويرها من شخص راغب بذلك مالكٌ للإرادة أمرٌ وارد الحدوث وإن كان وحيداً في بيته، بينما فاقد الإرادة والرغبة لو مُدّت له الكفوف لإنجاحه لن ينجح، لأنه مفتقر لأهم مفاتيح التطوير والنهضة الذاتية.

القوة، التفاؤل، الإنجاز، الشغف، الرغبة والإرادة، كلها أمورٌ لا يملك أي كان سلبها من كيانك إن كنت أنت متمسكاً بها مؤمناً بأهمية وجودها فيك، كما لا يملك أحد منحها لك إن كنت زاهداً بها غير مدرك لضرورتها في تنمية ذاتك وحياتك. إنك إن كنت مستوعباً لمكامن قوتك عارفاً بسبل تطويرك مدركاً بأن تنميتك الشخصية تقع على عاتقك، لن تعطي أي شخص الفرصة لثنيك عن عزمك مهما كانت درجة التحبيط الذي يُمارَس ضدك، ومهما كان السعي حثيثاً وواضحاً لإضعافك. فإن اخترت أن تكون الأقوى ستكون رغم أنوف المحبطين والسلبيين.

إن تحقيق ذلك المستوى من الاستغناء والنماء حتماً سيحتاج شجاعة تامة وإيماناً خالصاً بنفسك، مع وضع خططك التطويرية الجادة تجاه نفسك، والالتزام بها، مع العلم والمعرفة، والقراءة، والبحث، والاستشارة. مع كل ذلك وأكثر تستطيع بعون الله أن تكون أنت، خصوصاً ونحن في زمن كل شيء يتوافر فيه بسهولة مبهرة حتى دورات تنمية الذات دخلت المنازل، والعلم بات متاحاً على المواقع، والاستشارة صارت هاتفية، والمعرفة باتت إلكترونية، فلا عسير ولا صعب! حيث أصبح اعتماد الإنسان على ذاته أسهل وأيسر، كل ما تحتاجه هو إصرارك وعزيمتك.

إن فحوى ما أود إيصاله اليوم هو ألا تستسلم لأي عثرة في حياتك، سواء كانت تتمثل في مشكلة ما، أو شخص ما، أو أزمة، أو فشل أو إخفاق أو أي شيء ممكن أن تتخيله. قاوم شعور الاستسلام لحظة وقوفه على أبواب عقلك، فلم يُحكَ يوماً أن الاستسلام حقق نجاحاً أو جلب راحة أو طوّر إنساناً... فإيّاك!

a.a.h.alawadhi85@gmail.com

Twitter: @3ysha_85