تعاون فيها مع الجامعة الأميركية في الكويت
محطة / طالب الرفاعي... يضيء ساحة الإبداع بجائزة «الملتقى» للقصة القصيرة
| كتب مدحت علام |
1 يناير 1970
08:50 م
يبقى الإبداع الأدبي- خصوصا في مجالي القصة القصيرة والرواية- الهاجس الأول الذي يؤرق الروائي الكويتي طالب الرفاعي... وهو الهاجس الذي كان يعمل من اجل تسكين حدته بأكبر قدر من الإنجاز والعمل خلال رحلته الإبداعية الطويلة، ففي مرحلة مبكرة من حياته الإبداعية، كان للرفاعي وجوده المؤثر على الساحة الأدبية من خلال انتاج الكثير من المجموعات القصصية، والتواصل الدائم والدؤوب مع كافة الأنشطة التي تنظمها المؤسسات المعنية باللادب في داخل وخارج الكويت... ثم جاءت مرحلة إدارته لقطاع مهم في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب... المتمثل في إدارة الثقافة والفنون، ومن ثم ظهر الهاجس جليلا من خلال ما قام به الرفاعي من توظيف كل إمكاناته للنهوض بالإبداع... لتظهر الإنجازات في أبها صورها... بعضها لا يزال مستمرا والبعض الآخر انطفأ وهجه بعض ترك مؤسسها المنصب... والذي ما زال مستمرا جريدة «الفنون»... والذي انطفأ... آليات اختيار ضيوف الكويت الذين كانوا يشاركون في المهرجانات والأنشطة المهمة مثل «القرين» ومعرض الكتاب وغيرهما، فقد كانت هذه الاختيارات مبنية على أسس سليمة بحكم قرب الرفاعي من المنظومة الثقافية والإبداعية العربية.
ولعل من أبرز ما قام به طالب الرفاعي حينما كان مديرا لإدارة الثقافة والفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب... استحداثه لمسابقات أدبية في كافة المجالات- الشعر والقصة القصيرة والمقال والنص المسرحي- وكانت هذه المسابقات تخاطب شريحة طلبة المدارس في مختلف المراحل التعليمية وبالتعاون مع وزارة التربية... للاسف هذه المسابقات اختفت من حسابات المجلس الوطني ولم يعد لها أي وجود رغم أهميتها، ومن المؤسف أن هذا المجهود الذي كان يعمل فيه الرفاعي بصمت ومن دون استعراضات إعلامية، لم ينتبه لأهميته أحد، ولم يقابل بأي إضاءة، وأتذكر كم كانت فرحة الرفاعي كبيرة بهؤلاء الواعدين الذين كانوا يشاركون في المسابقات، وكم كانت أحلامه كبيرة معهم، في أن تظل حلقات الاتصال بالإبداع متواصلة، ولكنه ترك المنصب وانطفأ الحلم.
غير أن الرفاعي المشهود له بالتحدي... استحدث- برغبة شديدة التحدي- ملتقاه الثقافي... الذي آثر ألا يكون تحت رحمة أي جهة تحركه حسب أهوائها، كي يتكبد عناء إقامته في منزله وبمجهوده الفردي، والمتابع لهذا الملتقى سيجد أنه من أفضل الأنشطة الثقافية التي تقام في الكويت أو خارجها، بفضل مصداقيته وتنوعه، وعمله في سياق أدبي لا تدخل في نسيجه أي حسابات أو محسوبيات، لذا فقد انكتب له النجاح واستمر في عطاءاته المثمرة.
... والهاجس لا يزال يلح على الرفاعي الذي لم يسع في يوم من الايام لنيل جائزة، بعد حصوله على جائزة الدولة التشجيعية... فكانت تحركاته حثيثة من أجل تدشين فكرة أو رؤية تخدم الإبداع العربي، لتأتي الفرصة ويتعاون مع الجامعة الأميركية في رصد جائزة سخية في القصة القصيرة، لتكون ساحة للتباري بين كتاب القصة، وطموحا يتحقق للكويت برصد جائزة تليق بمكانتها الثقافية المتميزة، وبالتالي تنضم إلى الجوائز الأدبية الأخرى... التي تتوهج على أرض الكويت.
ومنذ أيام قليلة عقد المؤتمر الصحافي في الجامعة الاميركية في الكويت، لتدشين فعاليات جائزة «الملتقى»، وإعلان وجودها على ارض الواقع... وهذه المسابقة أطلق عليها «جائزة الملتقى الثقافي للقصة العربية، هكذا تعاون»الملتقى الثقافي«لصاحبه الروائي طالب الرفاعي مع، الجامعة الأميركية في الكويت، في اطلاق هذه الجائزة التي تهدف إلى الاهتمام بفن القصة والعمل على إثراء الحركة الفكرية والأدبية في الكويت.
رئيس الجامعة الأميركية في الكويت الدكتور نزار حمزة قال في المؤتمر الصحافي:»جاءت فكرة الجائزة بمبادرة من الأديب طالب الرفاعي مؤسس ومدير الملتقى الثقافي في الكويت، وبمباركة من الجامعة الأميركية في الكويت، وبدعم وتشجيع من الشيخة دانا ناصر الصباح مؤسسة ورئيسة مجلس أمناء الجامعة الأميركية في الكويت تم توقيع مذكرة تفاهم لتكون الجامعة الأميركية في الكويت هي الشريك والراعي لـ «جائزة الملتقى» للقصة العربية القصيرة«.
وأبدى مؤسس ومدير الملتقى الثقافي في الكويت الروائي طالب الرفاعي سعادته بهذه الجائزة التي رأت النور أخيرا، وقال:» بدأت حياتي قاصاً في منتصف السبعينات، ومازلت أجد في كتابة القصة لذة مغايرة ومختلفة، وكنت في حالة بحث العامين الماضيين لوجود جهة تتبنى فكرة الجائزة، وسعدت لأن يقع الاختيار على الجامعة الأميركية في الكويت لتكون الشريك والراعي لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، وبمبادرة من الشيخة دانا ناصر الصباح مؤسس ورئيس مجلس أمناء الجامعة«.
وأوضح الرفاعي أن هذه الجائزة عبارة عن إضافة للمشهد الثقافي للإبداع القصصي في العالم العربي، والجائزة تخص الجائزة القصيرة، وبالتالي تقبل جميع الأعمال التي تندرج تحت هذا الجنس الأدبي، وتقبل المشاركات سواء كانت من الناشر أو المؤلف، على أن يفتح باب الترشيح في الأول من يناير، وحتى الثلاثين من مارس من السنة المقبلة، ومع إغلاق باب الترشيح سيتم إعلان أسماء لجنة التحكيم القائمة على الجائزة، وهو أمر غير مسبوق من حيث إعلان أسماء المحكمين منذ البدء، لأننا أردنا أن نؤسس الشفافية بين القارئ والمحكم والأديب».
وحددت الجائزة عائدها المادي بقيمة 20 ألف دولار أميركي، كما سترصد الجامعة الأميركية في الكويت مبلغا ماديا أيضا لترجمة هذه المجموعة القصصية الفائزة إلى اللغة الإنكليزية، ومن المقرر أن تقام هذه المسابقة سنويا.
وأوضح الرفاعي ان الجائزة لا ترتبط بفئة عمرية محددة، وهي غير معنية بالرقابة، وبإمكان أي كاتب لديه مجموعة قصصية المشاركة بالجائزة.
ويتكون أعضاء مجلس أمناء جائزة الملتقى من طالب الرفاعي، مؤسس ومدير الملتقى الثقافي، رئيس الجائزة. والدكتور نزار حمزة رئيس الجامعة الأميركية، نائب رئيس الجائزة، وأمل البنعلي، نائب رئيس الجامعة الأميركية، مقرر الجائزة.... وبعضوية كل من الدكتور سليمان الشطي، الروائي إسماعيل فهد إسماعيل. والدكتور سعود العنزي، د. ريموند فارين، ومناف الهاجري، وندى الفارس.
ويتألف أعضاء المجلس الاستشاري لجائزة الملتقى الثقافي للقصة القصيرة من إبراهيم المعلم من مصر، و الدكتور محمد الأشعري من المغرب، والدكتور كاورو ياماموتو من اليابان، والدكتورة غالية آل سعيد من سلطنة عمان، والناقد محمد العباس من السعودية. وجوناثان رايت من بريطانيا. وسيد محمود من مصر. والروائي صموئيل شمعون من بريطانيا. والشاعر إسكندر حبش من لبنان. والدكتورة ليلى المالح من الكويت.