أحيت أمسية غنائية تونسية نظمتها «دار الآثار الإسلامية»

ليلى حجيج... أدفأت بصوتها أجواء «المركز الثقافي» في اليرموك

1 يناير 1970 02:32 ص
على وقع نغم أوتار آلتي العود والقانون مسانداً إياهما آلة الكمان، وصوت الناي الذي رافقته ضربات الإيقاع، أحيت الفنانة التونسية ليلى حجيج أمسية غنائية بقيادة المايسترو التونسي عبدالباسط المتسهل في «المركز الثقافي» التابع لمنطقة اليرموك نظمتها «دار الآثار الاسلامية» ضمن فعاليات الموسم الثقافي 2015 الذي يتبع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

حضر الأمسية حشد كبير من متذوقي الطرب الأصيل أبرزهم السفير التونسي وحرمه إلى جانب العديد من أبناء الجالية التونسية في الكويت، فأطربت المسامع بسحر الأغاني وباتت الأحاسيس تمطر لحناً ووجداناً بين مدن الحب والموروث الطربي بصوتها.

قبل بدء الأمسية الغنائية، رحبت حجيج بجمهورها الحاضر، حيث وخلال كلمتها المرتجلة قالت إنها تزور الكويت للمرة الأولى، مشيدة بالخطوة التي أقدمت عليها «دار الآثار الإسلامية» عندما قامت بدعوتها، مطالبة جميع المسؤولين بالاستمرار في ذلك التبادل الثقافي بين البلدين الكويت وتونس من أجل إثراء الساحة الفنية. وتمنّت في ختام كلمتها للحضور قضاء وقت ممتع، لتنطلق بعدها مبحرة في سماء الطرب، مطلقة العنان لحنجرتها الذهبية في الغناء والتغريد، ومنتقية أشهر الأغاني التونسية التي ما زالت ترسخ في عقول كل محبّي الفن الحقيقي.

صوت وإحساس حجيج في تلك الأمسية حملا الحضور وجدانياً إلى تونس الخضراء، إذ كان الأمر واضحاً وجلياً عندما تفاعلوا مع كل أغنية تصفيقاً ومشاركتها الغناء، مع حرصهم على توثيق تلك اللحظات من خلال تصويرها عبر هواتفهم النقّالة. وبدورها، لم تكن حجيج بخيلة عليهم طوال ساعة كاملة من الزمن، حيث قدّمت باقة متنوعة من الأغاني التي تشكلت كلوحة موسيقية طربية امتزجت بحسّها العذب الشفاف الذي نثرته بجمال لافت، وافتتحتها بأغنية «شرف إصبعين» أطربت بها الأسماع، ثم أتبعتها بـ «المتنهدة» التي أهدتها إلى كل امرأة متنهدة في حياتها، داعية ألا يكون هناك في الأساس امرأة تتنهد بتاتاً. وفور انتهائها، قدّمت أغنية بعنوان «تونسية» والتي قالت إنها مهداة لفتيات تونس والكويت أيضاً، ليأتي بعدها دور أغنية «عاللي جرى» للفنانة عليا التونسية، ومن ثمّ «رياحي علي كوكتيل»، «ما حبيتش»، «يا شاقة لمراح»، «متفكرشي في الأحزان»، «قالتلي كلمة»، «تكويت»، «يا مقواني»، «حزت البها» و «آه يا خليلة».

حجيج، وخلال غنائها، لم تنس أن تعرّف الجمهور على المايسترو عبدالباسط المتسهل، بقولها إنه من كبار الموسيقيين في تونس، وإنه عزف مع كبار الفنانين أيضاً. كما أنها منحته من وقت الأمسية حيث عزف معزوفتين للفنان رضا القلعي بمرافقة بقية أعضاء الفرقة هما «جربة» و«ليالي الدار البيضاء»، فنالتا تصفيقاً حاراً من الجمهور، إذ استعرض من خلالهما قدراته ومهارته في العزف على آلة الكمان التي كان يحتضنها طوال الوقت كطفلته الصغرى ويعاملها بكل حنان.

الفنانة حجيج التي تمتلك صوتاً عذباً ومبهراً وشخصية متألقة ذات حضور طاغ، تعتبر رائدة من روّاد إحياء وتجديد التراث الموسيقي العربي بشكل عام والتونسي بشكل خاص، استحقت فعلاً الحصول على لقب سيدة الطرب الأصيل، وتمكنت فعلياً من تدفئة الأجواء الباردة في الكويت عبر دفء صوتها.