ستاركيفيتش ... إلى الأضواء

1 يناير 1970 10:56 م
«هالو» بالكرواتية تعني «مرحباً».

قالها داليبور ستاركيفيتش بلغته لجماهير نادي القادسية، بعدما تمت تزكيته لقيادة الفريق الأول لكرة القدم، خلفاً للمدرب الوطني راشد بديح المقال فجأة من دون أي مقدمات.

داليبور ألقى التحية، إلا انه لم يجد الرد من الجماهير الغاضبة من مسلسل الاخفاقات وتراجُع الأداء والمستوى بشكل عام.

فقد شهد الموسم الماضي العديد من التقلبات والتحولات المثيرة في «القلعة الصفراء» بدأت بحرب علنية من قبل مجموعة من اللاعبين ضد المدرب الإسباني انتونيو بوتشه، انتهت بانتصار اللاعبين، وإقالة المدرب والجهاز الاداري بأكمله. واستمرت عاصفة الغضب من اللاعبين، لكن على استحياء تجاه بديح حتى انتهى به الأمر الى الرحيل، شأنه شأن بوتشه.

لم يصدق الكرواتي «المغمور» داليبور مساعد بديح، نفسه بعد طلب الإدارة القدساوية منه أن يتولى الأمر لوحده، في وقت عصيب لا مجال فيه للتجربة أو الخطأ، ولعل الدليل على ذلك يتمثل في ما صرح به لـ «الراي» بعد توليه المهمّة، حين قال: «تدريب القادسية فرصة لا تعوّض»، وكأنه يؤكد قبول التحدّي بثقة الكبار، وهو يدرك تماماً بأن النجاح في هذا الاختبار يعني الانتقال الى صفوف نخبة المدربين.

بدأ ستاركيفيتش تجربته بمواجهة الفحيحيل وفاز برباعية، كانت بمثابة فاتح شهية له، ثم أكد مكانته في التجربة الثانية أمام السالمية المتخم بعدد من النجوم والمحترفيين الأجانب، أبرزهم العاجيان إبراهيما كيتا وجمعة سعيد والأردني عدي الصيفي. هزمه بهدفين نظيفين رغم النقص الذي يعاني منه إذ إفتقد بدر المطوع لارتباطه بدورة عسكرية خارج البلاد، أضيف الى هذا الواقع مشاركة غير فعالة من المحترفين بسبب مشاكلهم مع الإدارة، وهم الغيني سيدوبا سامواه والغاني رشيد سومايلا، بالاضافة الى إيقاف الكونغولي دوريس سالامو.

اعتمد ستاركيفيتش على المحليين بشكل أكبر، وعرف كيف يعيدهم الى مستواهم، لعب بأسلوب جماعي افتقده الفريق منذ فترة طويلة، حافظ على شباكه نظيفة في مباراتين نظراً للاسلوب الدفاعي المحكم والمساندة الجيدة من الوسط.

داليبور قدّم نفسه بسرعة الصاروخ، فأعاد القادسية الى القمة حيث اعتاد على التواجد، وأهم من ذلك أنه حظي باحترام نجوم «الأصفر» الذين ظلوا لفترة «لا يعجبهم العجب».

لقد فرض المدرب نفسه من خلال شخصية قوية أجبرت الجميع على رد التحية له بأفضل منها.

قد يكون داليبور اليوم أسعد مدرب في العالم بعدما انتقل فجأة الى الأضواء، وتحول طموحه من مجرد مساعد الى رجل يملك القرار الأول والأخير.

اما المستقبل فقد يحوله الى طريدة تتهافت عليها أندية لم يكن يحلم يوماً في تدريبها.

القادسية واللاعبون والجماهير مع داليبور «سمن على عسل» ... بانتظار البطولات.