أحيت حفلاً تناثرت موسيقاه في أرجاء «عبدالحسين عبدالرضا»

«TAKSIM TRIO»... عندما يلتقي الاحتراف بالإحساس المرهف!

1 يناير 1970 11:17 م
شهيرة هي مقولة ان الفن لا يعرف مناصب وأنه جامع لكل الأقطاب، وأن الموسيقى لا تعرف حدوداً وصوت أنغامها يصل إلى أبعد مدى.

وفي الكويت، وتحديداً على خشبة مسرح «عبدالحسين عبدالرضا»، تحققت تلك المقولة بكامل معانيها في حفل موسيقي بامتياز وليلة ساحرة عبقت بأجواء الموسيقى التركية التي انسابت إلى قلوب ومسامع الجمهور - أقيمت ليلة أول من أمس - حيث اكتظّ المسرح بالجمهور الذي حرص على عدم تفويت تلك الأمسية التي فيها تناثرت أجمل وأعذب الألحان الموسيقية المفعمة بأحاسيس دافئة بعدما صنعتها فرقة «TAKSIM TRIO» التركية العالمية، فكان من أبرز الحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله الصباح، بالإضافة إلى وكيل وزارة الإعلام طارق المزرم، إلى جانب كمّ كبير من الفنانين الشباب منهم عبدالعزيز الويس، إبراهيم دشتي، أمل العنبري، الموزع الموسيقي ربيع الصيداوي، عبدالعزيز النصّار، علي نجم وعبدالله التركماني.

«TAKSIM TRIO»... هذا الثلاثي المتناغم الذي امتلك هوية خاصة به انبثقت من رحم الفن التركي، أطلق أعضاؤه العنان لآلاتهم وموسيقاهم، مستندين بذلك إلى خبرتهم وتجانسهم مع بعضهم البعض، وهو الأمر الذي يصعب تواجده إلا بين موسيقيين يعيشون معاً طوال الوقت.

الأداء نقل حسياً ووجدانياً كل من كان جالساً على كرسيه إلى عالم افتراضي آخر، حيث الهدوء والسكينة والاطمئنان، عبر ألحان متناغمة أشبه بمجموعة الأصدقاء المقرّبين الذي يسيرون في درب واحد، وهذا حصل مع أسلوب عازف القانون هايتش توجان الفريد من نوعه في عزفه عن طريق النقر، وهي طريقة مبتكرة خاصة به، والذي امتزج بدوره مع زميليه عازف آلة الكلارنيت حسنو سنلندرسي التي قدّم تقاسيم ذات نغمات منخفضة تارة ومترفعة تارة أخرى مخاطباً دقات القلوب، وإسماعيل تونجليك على آلة البزق الشعبية التي جعل لنغماتها أثراً واضحاً مرافقاً إياها بصوته القوي ذي البحّة، فمرّت ساعتان من الوقت في لمح البصر، ما جعل الجمهور يغادر القاعة وما زال متعشطاً لسماع المزيد من المقطوعات الموسيقية، على أمل حضور حفل موسيقي آخر للفرقة في وقت ما.

التنويع الذي قدّمته الفرقة ما بين المقطوعات التقليدية والطربية والجاز والكلاسيكية، كانت الكرت الرابح في حفلهم، وبذلك أرضوا جميع الأذواق، وكان واضحاً من خلال عزفهم وتوحدهم - كل مع آلته - بأن موسيقاهم كانت خاصة ونابعة من الروح إلى قلوب ووجدان الجمهور، ومن المقطوعات التي تمّ عزفها «BICARE» و«NAZ» و«SENI KIMLER ALDI» و«IC BENIM ICIN» و«GOZUM&KULAGIM» و«GITTIDEGITTI» و«DERDIN NE؟»، بالإضافة إلى «ISTANBUL»و«SEVAD DEGIL».

طبعاً هذا الحفل الموسيقي الذي نظّمه عماد النجّار، إلى جانب فاروق دورماس، كان مختلفاً تماماً عن بقية الحفلات التي قد يفكر أي شخص في حضورها، والسبب أنها لم تكن جامدة في أجوائها العامة في ظل وجود الفنان بشّار الجزاف الذي كانت له بصمته المميزة في تقديم الحفل. فلم تخلُ القاعة من الضحك من قفشاته المعتادة، والتي نالت إعجاب الجميع والتصفيق الحار.

كذلك لا ننسى المفاجأة التي نالت تصفيق الحضور، والتي قدّمها أعضاء «TAKSIM TRIO»، عندما منحوا الفرصة لشابين من شباب الكويت الموهوبين في مشاركتهم العزف.

ففي المرة الأولى حققوا أمنية عازف الكلارنيت (الضرير) عبداللطيف غازي الذي برع في عزف مقطوعة موسيقية لامست كل القلوب، فوقف له الجميع احتراماً لموهبته وتقديراً لفنه وأولهم الشيخ محمد العبدالله، كما نال عناقاً حاراً من كل أعضاء الفرقة الذين شدّوا على يديه وشجعوه في خطواته، وأيضاً عازف آلة الكمان علي الجمالي الذي كان مسك الختام معه بعدما قدّم والثلاثي العالمي مقطوعة أسدل على إثرها الستار.

محمد العبدالله لـ «الراي»: هاوٍ للموسيقى... وبارك الله في شبابنا



وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله الصباح، وبعد انتهاء الحفل الموسيقي، صرّح لـ «الراي» عن حبّه للموسيقى قائلاً: «أنا من هواة الموسيقى ومفهوم التخت، وتربطني علاقة صداقة ومعرفة بالفنان والعازف التركي هايتش الذي أبلغني مسبقاً عن إحيائه حفلاً في الكويت، ولم أرغب في تفويت الفرصة والاستمتاع بأجمل المقطوعات الموسيقية، ناهيك عن أن (TAKSIM TRIO) من الفرق التي أتابعها بحرص، وأمتلك كل أعمالهم الموسيقية».

ولدى سؤاله عما إذا كان وجوده كنوع من الدعم، أجاب: «وجودي لا يعتبر دعماً في ظلّ مشاهدة المسرح الذي امتلأ تماماً، مع فرحة الإقبال والجمهور الكويتي على حضور هذا الحفل الموسيقي، وهذا خير دليل على رغبة الكويتيين في احترام مثل هذه الفعاليات وفي دعمهم كل ما هو مميز وجديد، وفي الختام بارك الله في شبابنا وبناتنا وضيوفنا الأتراك، وبإذن الله أن نتمكن في الحكومة من تشجيع مثل هذه الفعاليات الفنية».