رسالتي
خطيب الجامع الأموي ... والسكين
| عبدالعزيز صباح الفضلي |
1 يناير 1970
07:42 م
فضح الله عز وجل المنافقين في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وذكر قصصهم ومواقفهم في القرآن الكريم، كي يحذر المسلمون من أمثالهم وأشبابهم إذا تكرروا عبر العصور والأزمان.
وإذا نظرنا إلى مواقف بعض المنافقين في زمننا الحاضر فسنجدها نسخة طبق الأصل من أولئك الذين كانوا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام.
عندما سمعت كلام أحد خطباء الجامع الأموي في دمشق وهو يقول بالنص: «أقول شخصيا للقائد الفذ (بوتين) أيها القائد العملاق المحبوب، عهداً منّا أمام الله وأمام التاريخ أنه إذا تعرضت روسيا الاتحادية إلى حرب من الإرهاب والإجرام، عهداً أمام الله: سنحمل البندقية ونقف إلى جانبكم»!!
تذكرت مع كلامه وعد رأس النفاق عبدالله بن أبي بن سلول عندما قال لليهود في المدينة: «اثبتوا عند مواجهة محمد، وسنقف معكم ونقاتل إلى جانبكم، وسنخرج معكم إن تم إخراجكم».
وهو ما فضحهم الله تعالى به في قوله: «أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ».
وبالفعل حاصر الرسول -صلى الله عليه وسلم- اليهود وطردهم، ولم يشارك المنافقون في الدفاع عنهم، ولم يخرجوا معهم بعد أن تم طردهم من المدينة.
صورة أخرى لهذا الصنف الممسوخ من عقيدته، ذلك الكاتب الذي هاجم العمليات البطولية للشعب الفلسطيني الحر ضد الصهاينة المحتلين المغتصبين، والتي تم فيها استخدام السكاكين في طعن قطعان اليهود المستوطنين، وكان مما كتبه: «من حق إسرائيل الدفاع عن النفس وقتل الإرهابيين مهما كانت أعمارهم»!!... وقوله: «شتات مخيمات الفلسطينيين زائل أمام حق إسرائيل الواضح»!!
إلى غيرها من التخريفات والهرطقات.
نحن نعلم أن أشهر المنافقين ورأسهم في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كان اسمه «عبدالله» لذلك لا غرابة أن يكون في زماننا من اسمه (عبدالله أو عبدالرحمن أو محمد)، وتجده من أشد الناس عداوة لعباد الله ودينه وشريعته.
على فكرة هذا الكاتب هو ممن وضعت وزارة الخارجية الإسرائيلية اسمه على صفحتها في الانترنت، ضمن قائمة الكُتّاب الذين دعت إلى متابعة مقالاتهم!!
عندما أشاهد الجندي الصهيوني المدجج بالسلاح وهو يفِر هارباً مرعوباً من حجارة الطفل الفلسطيني - نحيل الجسم - أتذكر قول الله تعالى: «لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله».
اليهود أجبن خلق الله، ولذلك تجدهم حريصين على بناء الحصون والأسوار كي تحميهم من عذاب الله الذي يجعله في أيدي عباده الموحدين، ولكن هل ستنفع تلك الحصون والقلاع؟
لقد قاتل الفلسطينيون اليهودَ بكل وسيلة متاحة بأيديهم، فانطلقت انتفاضة الحجارة العام 1987، واستمرت لسنوات، وعادة الانتفاضة الثانية العام 2000 وكان من نتائجها الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
وها هي الانتفاضة الثالثة تعود بالحجارة، وهذه المرة معها سلاح جديد وهو السكين ليتم بها طعن قطعان المستوطنين أينما وُجِدوا، ليدُب الرعب في قلوبهم، حتى وصل إلى درجة أن قام اليهود بقتل يهودي أفريقي اعتقدوا أنه أحد المهاجمين في عملية بئر السبع الأخيرة.
وصدق الله تعالى: «فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يُخرِبون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار».
فهل تكون الانتفاضة الثالثة هي شرارة انطلاق تحرير القدس وكامل فلسطين؟
Twitter: @abdulaziz2002